الاثنين ٢٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم صبري هاشم

وردة الليل قبّليني

تُجالسُني الليلةَ على مائدةٍ مِن هواء
وذؤابةُ شمعةٍ تنوسُ في زاويةٍ
مِن البيتِ قصية.
تُنادمُني الليلةَ ومثلي تُحدِّقُ
في نافذةٍ خُلِقتْ للعراء
امرأةٌ هناك
خلف الزجاجِ الضاحكِ
تستحمُّ بالكوثرِ الملوّنِ والندى
تفتحُ قنينةً مِن عطرِها المُدوخِ وتُفْرغُها
فوق جسدِ المسافةِ الذي
حالَ دون تقاربِ الأجساد.
وردةُ الليلِ تُناغي وحدتي على مائدةٍ مِن هواء
لا تُجادلُ في هذا الغيابِ
إنما في الغالبِ تسألُني
عن سببِ اليبابِ
وبعد صمتٍ طويلٍ أُحاولُ أنْ أُجيبَ:
لستُ شحيحاً أنا يا وردةَ الليلِ ولكن
بي الحالُ ضاقت
وعليَّ تعسّرت
انقبضَ عني المالُ
وانطفأتْ مواقدي
نافذةٌ كفّت عن العطاء وأسدلت
على لهيبِ الجسدِ زغبَ المساء
نافذةٌ منّتْ بعطرِها الذي به مائدتي هامتْ
ووردةُ الليلِ التي انزوتْ
بعيداً إلى عمقِ الليلِ ارتحلتْ
وظلّتْ تُطلقُ الحزنَ والنشيجَ
وتُشعلُ الدُّنيا غضباً
آه يا وردةَ الليلِ التي
سَفَحتْ على مائدتي عطرَها المُثير
وفجّرتْ سِحْرَ نَبْعِها الدموعُ
ما أروعك !

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى