الاثنين ٢٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم فتحي العابد

رسالة إلى سيادة الرئيس

سيدي الرئيس

إن بقاءكم كرئيس.. رغم أنف الحاقدين أصبح اغتصاب لجيل بأكمله.. لماذا تعلقون لجيلنا المشانق؟

لماذا دائما تنعتوننا بأننا جيل متسرع.. جيل منحرف.. جيل أحمق.. جيل يريد قلب نظام الحكم.. جيل لاهدف له سوى زعزعة البلاد.. جيل ساخط متمرد؟؟

سيدي الرئيس

نحن نتاج هذه الأمة.. حين تختل سلوكيات فرد من مجتمعكم لابد أن تسألوا أنفسكم من السبب، وما الذي دفع به إلى ذلك السلوك؟؟ ألم تسألوا أنفسكم عنا.. نحن جيل تربى في عهد سماسرة الإنسان.. سماسرة الحروب.. سماسرة السياسة وبيع الأوطان، والضمائر والمصائر، وسماسرة الأرض والوطن، يبيعون الحاضر والماضي والمستقبل.. وتدعون أنكم تبنون لنا ذلك المستقبل.

أي مستقبل..؟؟ لا أعرف جيلا تربى في عهد العري وعهر الفضائيات أفلح.. نحن جيل اغتصب حقه في كل شيء.. حتى الأحلام بعْتوها لنا..

نحن جيل نعانى فراغا في كل شيء.. فراغا سياسيا ودينيا واقتصاديا.. جيل لايعرف معنى للحلم، لا في تكوين بيت ولا في إيجاد عمل ولا في النظر إلى المستقبل.. بأقلامكم المأجورة خدعتمونا، وأوهمتمونا أنكم الأحسن والأقدر.. وأنكم خارج المنافسة، وماذا كانت النتيجة؟؟؟

صفر..!!

ماذا يعنى الصفر سيدي الرئيس؟؟

نرى رموزنا الدينية تحلل ما حرم الله لتخلع المرأة المسلمة حجابها وسترها.. وقد وليتم علينا أشباه رجال.. يتشدقون بالدين للدولة فقط.. نحن جيل يرى المرأة المسلمة تغتصب ولا نجد أئمة الإسلام تجتمع لتتخذ قرارا.

سيدي الرئيس

كلما تمسكنا برمز، أسقطته بطانتكم الفاسدة.. وصار من يتمسك بالدين إرهابيا والمحجبة زيا طائفيا..

أوهمتمونا أن حروب التحرير جاءت لإرجاع الحقوق لأهلها، وإسقاط الإغتصاب والعبودية.. فأي حرية؟؟ وأنا أرى أعماركم في الحكم أكبر من أعمارنا.. كل الدول العربية أصبحت مستعمرة مرة أخرى توارثها الأبناء.. لماذا تواجهون انحرافاتنا بالعنف؟ والعنف لايولد إلا العنف..

أين رموزنا السياسية؟؟

لقد وليناكم علينا وزراء وأعضاء مجالس وبلديات، وكلما فتحنا الجريدة، نجدكم على صفحات الحوادث، تجار مخدرات، وسماسرة، ومهربين، وصفقات مشبوهة..

هل ناقشتم يوما فكرنا؟؟

هل سألتم يوما عن مشاكلنا؟؟

لقد ادعيتم البطولة بعد تصفيتنا سياسيا، لماذا حولتم خلافات فكرية بيننا وبينكم إلى تصفية حسابات شخصية وصراع بقاء؟.. وأصبحت قضية تمس بأمن الدولة.. ثم طردتمونا من أوطاننا.. ألسنا أبناءكم؟ كيف يطرد الأب إبنه؟

كلما مددنا حبال التواصل إلا وقام غراب القوم ينعق ليقطعها.. جمعتم حولكم أقنعه من النفاق والزيف، والصراع الخفي من أجل التكالب على المال والمنصب والسلطة.. أليس من حقنا أن نكون شريكا في الفكر والممارسة والقرار.. لكن كيف وأنتم محتلين السلطة لا تخرجون منها إلا بنهاية أعماركم؟؟

اغتصبتم أخلاقنا باغتصابكم الإعلام.. والإعلام هو الذي يشعل العقول والبشر ويوجه فكرهم وأذواقهم وأخلاقهم ورؤيتهم..

ماذا قدم لنا إعلامكم اليوم؟ غير وجبات ساخنة من التفسخ، والعري والأفلام، والأقلام المأجورة لإسقاط كل رمز شريف..

بالأمس عاد شوقي يحمل شعر المسرح الغنائي، وعاد محمد حسين هيكل بالرواية.. أنتم بماذا أتيتم لنا من الغرب غير أفلام القتل والتفكك الأخلاقي والإجتماعي؟؟

لقد اغتصبتم حقنا في أن نتخذ القرار.. اغتصبتم حقنا في حياة كريمة في بلدنا فأرغمتمونا على الهجرة ليموت نصفنا غرقا في البحر.. والنصف الآخر كمدا على حاله.. اغتصبتم أموالنا وهربتموها إلى الخارج.. اغتصبتم حقنا في تعليم كريم واضح.. أودعتمونا السجون والمعتقلات لأننا لم نصفق للظالم يوما..

لماذا صمتم أمام القرارات الخاطئة، وصافحتم اليد النجاسة والعقول الهدامة؟

لماذا اعتبرتم تربية الأولاد مسألة عائلية، بينما هي تربية جيل ووطن؟؟

سيدي الرئيس

هل أصبحت تربينا على أن الحق والصدح به عملة نادرة؟؟

لماذا لم تربونا على أن نكون أصحاب قضية ومبدأ ولو كلفنا ماكلفنا؟

لماذا لم تربونا على معرفة أن عذاب الحق أجمل كثيرا من كل متاع الضلال؟.. وأن ننطق بالحق ولو صارت الحياة كهوفا للخرس.. وأن انتظار الصبح لا يقل جمالا على رؤيته.. وأن القبح سيظل قبحا ولو زين بالمساحيق..

سيدي الرئيس

لماذا تحاسبوننا؟.. أليس أحرى بأن نحاسبكم نحن ونعيد تربيتكم لتعيدوا تربيتنا أيها الآباء؟..

ادعيتم النبوة، وأنكم أنتم الشرفاء ودعاة الفضيلة.. ونحن نقول أنكم أنتم المأجورون والقتلة والسماسرة.. أنتم أفسدتم جيلا وأضعتم وطنا.. وأصبح من يتمسك بالدين والمبدأ والفضيلة كضوء شمعة تطاردها الرياح..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى