الثلاثاء ١٤ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم محمد رحال

قاطعوا البضائع الصينية

اكثر من رسالة وصلتني من بعض الأخوة المتذمرين من دعوتي لمقاطعة البضائع الصينية، وكم سررت بهذه الرسائل الظريفة، وذلك لأنها تحمل لي نفسا وطنيا وإسلاميا غريبا وعجيبا، وهذا التذمر من دعوتي إلى مقاطعة البضائع الصينية لم استطع أن أفهمه أبدا الا أن الظاهر أن بعض ابناء الأمة أو بعض من يحسب أو يحتسب على هذه الأمة تحول وفقا لنظرية دارون في النشوء والارتقاء من بشر يمشي على اثنين أو أربع إلى حوت متوحش متغول فاغر الفم يلتقم أي شيء وكل ما يراه في طريقه، ودون النظر إلى هذا الطعام وإلى المواد التي توضع فيه، وإلى منشأ هذه المادة، وهل هذه المادة هي من منشأ صهيوني أم أمريكي أو عربي، وما معنى أن نهجر البضائع العربية والإسلامية ونتكالب على هذه البضائع التي لاتقوي فينا جسدا، ولا تصنع لنا عضدا.

والبضائع الصينية وبشكل خاص والتي غزت أسواقنا هي بضائع سلبت الكثير من أسواق العرب ونافستها، ودعوتنا إلى مقاطعة البضائع الصينية بسبب الاعتداء الآثم والمستمر والذي انفجر وبشكل واضح خلال الأيام الاخيرة على مجموعة من البشر هم على الاقل كانوا جزءا منا، وما زالوا يعتبروا انفسهم انهم جزء منا، سلبهم ابناء قومية الهان الصينية حريتهم ودولتهم وقضت على كيانهم والتاريخ يؤكد انهم كانوا أمة تتجاوز في تعدادها عشرات الملايين، وتؤكد دولة الصين انهم اليوم اقل من عشر ملايين، فاين ذهب الباقي وهم القومية المسلمة والتي تتزايد وتتكاثر بدلا من النقصان، ودعوتي للمقاطعة هي دعوة من اجل أن يتنادى ابناء الإسلام لمديد العون لهذا الشعب المسلم ومن اجل منحه حقه الطبيعي في العيش الكريم مع حرية العبادة الإسلامية، واذا كانت الصين لم تتخل ابدا عن هونغ كونغ وتايوان ومستعمرة ماكاو تحت زعم صينية شعبها، فلماذا نتخل نحن ابناء الإسلام عن اخوتنا في الصين، واين هي الاخوة في دين الله، ام انها اخوة على الورق لاعلاقة لها بحسابات الايمان، ولا في حسابات الاخلاق، وكم كان مؤسفا أن نسمع من البعض أن الازمة الإسلامية في الصين هي ازمة من صنع امريكي هدفه تفكيك الصين، وكأن الصين الموحدة هي كيان يخدم الامة الإسلامية وعلاقاته مع الكيان الصهيوني اليوم في حالة سباق بينها وبين الهند، مع العلم أن شعب الايغور لم تهدأ ثورته منذ أن اطاح شعب الهان الصيني بدولتهم، وكان جميلا بهؤلاء المتفلسفون دعوة الصين إلى ضم البلدان العربية لها وذلك من اجل الحفاظ على امبراطورية الصين وخوفا عليها من التفكك وكأننا ملزمون بتماسك الدول والامبراطوريات على حساب امتنا ووحدتنا وكرامتنا.

والاعجب هو صمت الدول العربية وعلمائها اطال الله نومهم ورفع شخيرهم وحفظ لنا لفاتهم الكريمة ومعهم الاعلام العربي والذي حاول القفز على قتل المئآت من المسلمين في الصين بعقد الندوات الخاصة بالشهيدة مروة الشربيني والتي هي نفسها رحمها الله بعض قتلى الميز العنصري ضد الإسلام في الصين وغيرها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى