الجمعة ٣١ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم محمد رحال

أهم اختراع في السويد

لاشك أن السويد تعتبر من أهم الدول الصناعية في العالم، وهي دولة مدنية بالكامل تقريبا، حيث يبلغ عدد سكان المدن أكثر من 95 بالمائة من مجمل السكان، ومع ذلك فان هذه الدولة المترامية الأطراف والتي هي من أكبر الدول الأوروبية مساحة تعتبر من أنظف دول أوروبا تخديما، بالرغم من قلة عدد السكان والذين لم يصل تعدادهم إلى العشر ملايين من البشر، ومع أن السويد تعتبر دولة صناعية، وصناعاتها من أجود الصناعات في العالم، وأثمنها وأغلاها.

ومع ذلك فهي لم تنس أبدا الزراعة، فقد استفادت من زراعة الأخشاب لتصبح من أهم الدول في العالم في تصنيع الأخشاب والورق وزيوت الأشجار والبيوت المسبقة الصنع، والقوارب الخشبية الأغلى في العالم وشركة ايكييا السويدية والتي لها فروع في ثلثي أرجاء الكون مثال على مدى التقنية العصرية في الصناعات الخشبية والمعتمدة على الزراعة, والى جانب الغابات تتطور تربية الحيوانات وخاصة الابقار لتتقدم في صناعة الجلود والحليب والألبان لتكون في مقدمة دول العالم المصدرة للحليب ومشتقاته الأكثر تنوعا وتعددا في العالم حيث تصنف منتجات شركة ارلا السويدية الدانمركية من أوسع الشركات انتشارا في العالم، وصناعاتها الألكترونية تكاد تدخل في أساسيات الصناعات الالكترونية في العالم اجمع ولن ننس الصناعات الميكانيكية والتي منها سيارات الفولفو وسكانيا وساب وصناعة الطائرات والكيميائيات والادوية، ومع ذلك فقد سجل التاريخ لهذا الشعب القليل العدد الكثير من الاختراعات والتي سأهمت في التطور العالمي، ولعل اروع هذه الاختراعات التي اكتشفتها في هذه الدولة التي أعيش فيها هي الديمقراطية التي ينعم فيها ابناء الشعب السويدي، والتي تساوي بين الملك وبيني انا العربي المسلم الذي قدم إلى هذه البلاد منذ أكثر من عشرين عاما، ومنحت فيه الجنسية السويدية باحتفال رسمي وشهادة رسمية مع هدية من البلدية التي اقيم فيها، ولم يقل احد في السويد حينها اني عربي مسلم وقد اهدد البنية الديموغرافية في هذا البلد, ولم امنح القابا مخزية كالوافدين أو البدون أو النازحين أو لاجئين، ولم اهدد في يوم من الايام بالطرد أو التفنيش أو التفنيص أو التفتيش.

والانتخابات الديمقراطية في السويد والتي تقودها أحزاب متعددة متساوية في الحقوق تقود عملية الدمقرطة في البلد درجة أن المواطن السويدي يشترك في الانتخابات حتى ولو كان في أقاصي الدنيا، وهو مطمئن أن صوته الانتخابي الحر سيصل بموعده وبكل شفافية ووضوح ودون اعتراض من احد أو محاولة لتزوير، ولم يتقدم اي حزب في يوم من الايام ليعترض على نتيجة الانتخابات تحت ذرائع التزوير باعتبار أن الجميع مؤمن ببرنامجه الانتخابي والجميع له الحق في مراقبة الحكومة والتي تخضع وبشكل دائم للمراقبة والمسائلة باعتبار أن الطاقم الحكومي معينا من قبل الشعب وهو موظف لدى الشعب ولقمته من أيدي الشعب، ويعيش من فضل هذا الشعب فعليه أن يكون في عمله الحكومي بمثابة خادم امين لهذا الشعب وليس له الحق أبدا باخفاء أي سر على هذا الشعب، وباعتبار انه مؤمن انه من الشعب السويدي ويعمل من اجله، متساو في الحقوق والواجبات، وانه لن يرث هذا الشعب في يوم من الايام كما هو الحال في الامبراطوريات العربية التي ورثت الاوطان والناس احرارا وورثوهم عبيدا واقنانا, وأن السياسي الحاكم في الغرب وفي السويد خاصة لن يفكر في العمل السياسي إلا من خلال برنامج سياسي انتخابي حزبي طموح لايهتم فيه بالمواصفات القياسية للعضو وتاريخه البشري وسلالته.

وإنما يهتم ببرنامجه الاقتصادي والاجتماعي الترفيهي مع الدقة في شرح هذا البرنامج الانتخابي وتوافقه مع تطورات العصر، ودقة أكثر في تفسير وترجمة الارقام الاقتصادية التي يعلنها المرشح كي لاتخدع الاحزاب السياسية المواطنين بخطب رنانة طنانة مع حشد هائل من الوعود الهوائية والمخالفة لما هو كائن في صندوق الموجودات الوطنية، وإن حصل هذا فان المواطنين لن ينتخبوا أبدا هذه الاحزاب الطنانة والتي تتعيش على الشعارات، فالشعب السويدي هو شعب عملي يؤمن بالأرقام، ومن كان يريد العيش مع أحزاب الشعارات في بلد كالسويد فان عليه تأليف وبناء تلك الأحزاب في مستشفيات المجانين حيث يجد فيها اصحاب الشعارات الرعاية اللائقة الفائقة التي يستحقونها، ومسكين ملك البلاد في السويد والذي يعامل ضمن قوانين برتوكولية شديدة التعقيد والذي لايحميه التاج الذي لايضعه على رأسه أبدا من طائلة القانون،

والخطيئة الوحيدة التي ارتكبها منذ سنوات هي في أنه ساق سيارته أكثر بقليل من السرعة المعترف بها، وتابعته الشرطة واوقفته، وخالفته، مع الانذار الشديد بسحب رخصة السوق التي يحملها فيما لو تكررت مخالفته لمرة ثانية، ولااحد في مملكة السويد يسمع أبدا بالعائلة المالكة إلا في المناسبات الاجتماعية الخاصة جدا، وهم الذين يطبقون القوانين بحذافيرها، ولم يسجل لهذه العائلة الملكية حادثة نصب أو افتراء أو اعتداء على المواطنين والا لكان العقاب الشديد يترصدهم لينال القانون منهم ضعفي العقوبة العادية لعامة الشعب، وباعتبار أن العدالة وصلت إلى كل ابناء الشعب في السويد، فان المواطنين ليسوا بحاجة أبدا إلى الخروج بمسيرات التاييد والتطبيل والتزمير للملك أو وزراء الدولة، وهم الذين يركبون العجلة الهوائية لقضاء حاجاتهم، ويقوموا بغسل حاجياتهم الشخصية باليد، ودونما الاستعانة بجيش من العمال والخدم الهنود والسيرلانكيين أو استخدام مجندي الجيش والذين هم في سن الخدمة العسكرية من اجل الخدمة الميدانية في بيوت الزعامات السياسية أو الاقطاعيات العسكرية التي استحلت كل شيئ في بلدان البط السعيد، ومن العادي جدا أن يقوم رئيس الوزرار السويدي برعاية طفله الصغير وتغيير حفاظاته واعطائه الحليب وقيادة عربة الطفل في الحدائق والطرق ودونما استهجان من احد، في الوقت الذي لم يعد الطفل يفرق بين امه والخادمة في بلداننا الاسلامية، وغدا اعطاء قنينة الحليب للطفل في بلداننا عارا على صاحبه وانتقاصا من رجولته في ظروف بات فيه كل الرجال في حالة اخصاء كامل حكاما ومحكومين، والاعتداآت الصهيونية على شعبنا في فلسطين وغيرها، والاحتلال الامريكي البشع للعراق لايحتاج إلى تفسير مع تواطئ المخصيين من الحكام العرب والذين دخلت القوات الامريكيية على ظهورهم ومازالت.

وعلى مدى الفترة الطويلة التي عشتها في هذا البلد فاني لم اسمع أبدا بعبارات التخوين التي طالما سمعتها في بلداننا العربية العتيدة، ولم اسمع أبدا عبارات الشتم السياسي، ولم ار ابد تلك النميمة السياسية التي يشتهر بها القادة العرب على بعضهم كالنساء المسنات الجاهلات واللواتي لايتعبن من النميمة على كناتهن واقاربهن، حتى اصبح القادة العرب مجالا للتندر والمزاح والسخرية لدى قادة السياسة الأوروبية وهؤلاء القادة العرب والذين ينتفخون في المناسبات الهامة امام شعوبهم حتى احسبهم بالونات تكاد تطير من الانتفاخ وهم في الحقيقة اتفه من ذبابة تعيش على فضلات الامم في عيون وانظار ساسة أوروبا كما قيل لي ذلك، وكما يكتب عنهم في الاعلام الاوروبي والذي لاتوصله الاجهزة الامنية العربية لقادة العرب حيث لايقدم لهؤلاء إلا التقارير المفبركة عن المكانة العالمية التي يتمتع بها هؤلاء الطبول وعن التاييد الشعبي الرباني الذي يتمتعوا به, واتفه منهم مستشاري هؤلاء القادة الذين لايقدموا لهؤلاء القادة إلا النكت والطرف الخالية من اي تقرير علمي وهو امر ذكره لي احد هؤلاء الزعماء مشيرا إلى عدم اطلاعه على حقيقة الوضع بسبب مشاغل الدولة وتزاحم المواعيد وندرة المستشارين الاكفاء، وهم بهذا الانتفاخ الفارغ والكاذب لم يحققوا الرفاهية لشعبهم، فليست دولهم إلا مستعمرات واسعة للفقر حيث يفر ابناء بلدهم خارج بلدانهم يمتطون عباب البحر مخاطرين بالروح هربا من شعارات ارباب السياسة الذين لايرون انفسهم في مرآة الحقيقة ولاينظرون إلى بلدانهم والتي تستورد حتى الفجل من البلدان الأوروبية, والذين يعيشوا ليل نهار على اخبار الفساد واخبار الجباية المالية المسروقة من جيوب الشعب الفقير.

وعندما اقارن بين النظامين في حقوق الانسان، بين النظام السويدي والذي يعده علماء الشرع نظام كافر وهم الذين يرفعون ايديهم إلى عنان السماء داعين بطول العمر لقادة الدول الاسلامية، عندما اقارن بين النظامين فاني اخجل من المقارنة بين دول تحترم شعبها ونفسها وبين دول وانظمة تحتقر شعوبها وتحتقر نفسها، ومع كل مقال سياسي لي في هذا البلد الذي اعيش لكبار رجال السياسة فان عبارات الشكر تتوارد على بريدي الالكتوني أو من خلال سماعة التليفون، باعتبار أن النقد والمعارضة هما افضل الوسائل لكي يسمع الحاكم بها حيث أن رجال السياسة يستمتعون بالقراءة وذلك على عكس اساطين الساسة في بلدان البط العربي والذين ازال الله منهم نعمة الاستمتاع بالقراءة أو الكتابة، وحيث اغلبهم لايعرف من اللغة إلا النصب والجر والسكون، واما الرفع فمكانه اقبية السجون ومراكز امن الدولة والحاكم، ولو كانت هذه الانظمة تحترم نفسها لاحترمت شعوبها واعتزلت العمل السياسي وفتحت لها محالا لبيع الخضروات وهي المهن الوحيدة التي تناسب هذه العاهات الحاكمة إلا القليل منهم ممن رزقه الله قسما من حظوظ العلم، وهذا الجهل والتخلف المركب والذي هو من أهم اسباب سقوط هذه الامة التي سادت في يوم من الايام وبادت على ايديهم وايدي عصاباتهم التي تعمل تحت انظارهم وبدعم منهم ودونما خجل، وكأن الدول التي يحكمونها خلقها الله من أجل تحقيق نزواتهم المكبوتة وساديتهم المطلقة وشذوذهم الموصوف، وتكديس الثروات المنهوبة في البنوك الأوروبية، والأكثر عجبا انهم وانظمتهم الامنية ومحاكمهم التابعة لهم لايتوانوا ابد في لصق تهم الخيانة في ظهر كل صوت شريف بدعاوى الاخلال بالامن وخيانة الوطن مع انهم لم يتركوا مجالا للخيانة بعد أن استنفذ الحكام كل نوافذ وطاقات ودراخيش الخيانة وبيعهم الاوطان والاعراض وشرف البلاد مقابل ضمان تركهم على كراسي الحكم التي لايستحقونها والتي يعرفون انهم اغتصبوها والا لتركوا الشعب يختارهم بحريته، واستعباد الشعوب العربية حق للحكام باعتبارهم امتلكوا المواطن والوطن وبات حتى صوت الحشرجة ممنوع في تلك البلدان التي اعمى الله على قلوب قادتها فلم يروا الفقر والعار الذي تحصده

الأمة ولهذا فانهم اتفقوا على الهاء الشعب المسكين بالاغاني الساقطة والمناظر التلفزيونية العارية الفاضحة، وصارت بلدان الفضيلة والشرف والعفة بلدانا سياحية يهرول اليها الزناة ويهرب منها الشرفاء ويحكمها الاباليس، وصار الزنا امرا عاديا يقره المجتمع المسلم، والخيانة لم تعد خيانة وانما صار اسمها تحررا، وبيع الاعراض تطورا وتقدما وتحضرا, والعهر فنا، والنفاق للحاكم وطنية، وخيانة الحكام وذلهم امام بوش وفوش وطوش وغيرهم سياسة حكيمة، وحب الوطن عارا يستحق صاحبه لعنة الحاكم والمحكومين وتحت شعارات الوطنية والانتخابات البرلمانية العربية والتي ليس فيها من الانتخابات إلا الاسماء، ولهذا فاني اعتبرت أن الديمقراطية في السويد هي افضل اختراع صنعته السويد لشعبها مع انها من أكثر دول العالم تقدما وتطورا صناعيا.


مشاركة منتدى

  • تحية طيبة وبعد إلى الإنسان الذي تحدث عن الحياة في السويد والحياة في الدول العربية أو الإسلامية حقيقة الأخ الذب نشر هذا المقال فيه مصداقية في أقواله بل في تحليلاته المقتبس من أرض الواقع وليس اختلاق نعم أنا شخصيا أوافق هذا الإنسان عما تحدث عن الواقع والقيم الإنسانية والأخلاق في السويد بين الحاكم والمواطن وكم هي حقيقة أجمل شيء واثمن شيء في حياة الإنسان حريته وبناء مستقبله من دون أي خوف أو أي إعاقة من أي كان نعم هذه الحقيقة كم يتمناه الإنسان العربي في وطنه لكن مع الأسف كما ذكر الأستاذ الكريم بوصفه هؤلاء الحكام العرب اللسان يعجز عن وصفهم كلمة دكتاتور أقل وصف لهم كلمة بأنهم مجرمون بحق شعوبهم كذلك كلمة الإجرام التساوي شيء أمام ما فعلوا لشعوبهم من قتل وتشريد وضياع مستقبل الشباب والجيل الناشئ بالمختصر أحيي هذا الإنسان الذي نشر هذا المقال لأن كل ما تكلم به عن الأنظمة القمعية الدموية الإجرامية صح مئة بالمئة ودمتم بالف خير وشكرا لكم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى