الجمعة ٢٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم أحمد تحسين الأخرس

مخاوفُ مجنون

أفتشُ في ضوءِ عينيكِ عن لغةٍ للكلامِ..
أفتشُ في ضوءِ عينيكِ عن وردةِ الأبجديهْ..
أضيعُ بنصفِ الطريق على قارعاتِ الهدوءِ..
يضيعُ الكلامْ..
فأبحثُ عنهُ، أمشِّطُ دربي ذراعاً ذراعاً..
وأبحثُ عنهُ..
سألقاهُ يوماً، وأعلمُ أني سألقاهُ يوماً..
ولكنني سوفَ ألقاهُ ميْتاً..
لأن الكلامَ يموتُ بقتلِ الحروفِ..
وقتلُ الحروف يكونُ بصمتي..
وصمتي هو اللغةُ الشاعريةُ
ولا أتقنُ غير صوتِ السكون..
وتبقى عيونُكِ لغزاً خفياً يحيّرني بين وقت وآخر..
متاهاتُكِ العسليةُ سرٌ يثيرُ جنوني..
وكحلكِ هذا الذي تضعينَ يخَيَّلُ لي دائماً أنهُ من خيوطِ الليالي.. شديدُ السواد..
فكحلُكِ هذا يزيدُ العيونَ غموضاً كبيراً كبيراً كبيراً..
يُطيلُ المسافاتِ نحوَ ورودِ الكلامِ.. فيصبحُ دربي طويلاً
ولكنني رغمَ كلِّ المتاعبْ
سأقطعُ هذا الطريقَ الطويل..
وهذا الطريقَ إلى آخرهْ.. [1]
أجيبينِ..
أينَ المفرُّ إلى نصلِ عينيكِ؟
أينَ الطريقُ لمقصلةِ العشقِ هذي..
فإني شريدٌ هنا، لستُ أدري إذا كنتُ قد سرتُ يوماً إليها..
و لكنْ على حينِ غفلةِ عُمرٍ رأيتُ الطريقَ إليكِ مخيفاً..
مليئاً بألوانِ كلَّ المهالِكْ
كأني أزورُ القصائدَ بين الحنينِ الكبير وبين الجنون..
أعودُ إليها، أنوبُ وأرجعُ خوفاً من القادمِ المستبدِّ
أخافُ من الدهرَ أن يجمعَ الحبَّ وقتَ الوداعِ بموتِ الحبيب..
أخافُ من الوقتِ أن يستبيحَ محارِمَ حبٍ..
وأنْ يجمعَ الوردَ مكراً لنا،،
و ليسَ لرائحةِ الوردِ، لكنْ لشوكٍ يزيدُ الدماءَ دماءً
أخافُ عليكِ مرورَ الثواني..
لأنيَ أعلمُ أن الثواني تغادرنا من رفوف الحياةِ،،
وتجمعنا بالمماتِ قريباً..
أخافُ عليكِ من الشوقِ فعلاً
لأنيَ أعلمُ أنَّ العشيقَ إذا ما أحبَّ تلاقى بــ(شوقٍ)،،
إذا غابَ عنهُ الحبيب سنيناً..
وأعلمُ أن الفراقَ سوادٌ يكفِّنُ ذاكَ العشيقَ..
ويدفنُهُ تحتَ جُنحِ الظلامِ، وتحتَ بحارِ الدموع غريقاً..
أجيبي سؤالي الأخير إليكِ:
أَما لي دواءٌ لخوفي سوى أن أموتَ قريبا؟!
أو أموتَ غريقاً؟!

[1مقتبسة من محمود درويش (سأقطع هذا...)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى