الأربعاء ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم أحمد تحسين الأخرس

كتاب

أطوي كتابَ الأمنياتِ و أرفعُهْ..
وعلى رفوفِ الموتِ أو وجعِ الزمانِ
سأجعلُ القِدَمَ الوضيعَ يُسامِرُهْ..
لا لا،،
لقد غيَّرْتُ رأيي..
سوف أمسكُ ذا كِتابي مرةً أخرى هنا و أُطالِعُهُ،،
وإذا رأيتُ لإسمكِ المفقودِ من صفحاتيَ البيضاءِ وقْعاً آخراً فسأشطُبُهْ..
ماعادَ يجدي الاعتذارُ –حبيبتي-..
إني قُتِلْتُ روايةً أنهَيتِها..
وختمتِها بالبؤسِ خوفاً من مزاحمةِ الزمانْ..
خوفاً من المجهولِ، أن تقعي بهِ..
أو من مراكبيَ التي ألَِفتْ مجالسةَ البحار كأنها قبرٌ لها..
خوفاً من الغرقِ المخيفِ..
اعتدْتِ أن تقفي على أرضِ الثباتِ..
وأن تظلي تحت أمرٍ واحدٍ أو لا يحيدْ..
لم تعلمي أن الهوى كالموجِ منقلبُ الملامِحِ ليسَ بالأمرِ الرزين..
ثلجٌ و نارٌ، زمهريرٌ و التهابُ جهنمٍ
هذا هو العشقُ الذي لم تعلمي..
لا تقلقي أو تحزني..
هذي حقيقتُكِ..
فأنتِ جبانةٌ رعديدةٌ
اُمِّيَّةٌ لا تفقهينَ من الهوى شيئاً..
لا تعلمينَ بأنَّ حبيَ دمعةٌ مسكوبةٌ من عينِ عاشقها..
وأنَّ الحبَّ أغنيةُ البكاءِ..
لا تعلمينَ بأن تعريف المحبةِ في معاجمنا هو الحزنُ الأليمْ..
لا تعلمينَ بأنَّ معنى الإشتياقِ يكونُ مخزوناً بلفظِ "الاحتراقْ"..
الشوقُ نارٌ تحرقُ القلبَ الحزين..
نارٌ تزيدٌ الحبَّ حباً رغمَ كلِّ العاشقين..
 
إني كتابٌ قدْ نحتِّ به جمالَ هطولِ إسمكِ..
دونما أن تترُكي فيهِ فراغاً أو كلاماً آخراً كي أقرأهْ..
فلتعذريني مرةً أخرى، سأحرقهُ، سأجعلهُ رماداً
فوقَ أكتافِ الرياحِ أُحَمِّلُهْ..
 
لا تحزني..
فالحزنَ مكتوبٌ لأهلِ العشقِ ليسَ لغيرِهِمْ..
لا تدمعي..
فالدمعُ مكتوبٌ لأهلِ الحزْنِ ليسَ لغيرهمْ..
 
معصومةٌ من لعنةٍ الحبِّ الحزينِ،فلنْ يُلاحقَ ظلَّكِ..
هذا الذي ترضيْنَ.. لكنْ إعْلَمي..
أنَّ الهوى هوَ واحدٌ و إنِ اختلفتُ أو اختلفتِ..
دمعٌ و حزنٌ و احتراقٌ دخليٌ و اختناقٌ قاتلٌ,,
هذا فقط و لْتعلمي..
أنْ لَيْسَ للحبِّ الضحوكِ بدايةٌ..
أنْ ليسَ للحبِّ الضحوكِ نهايةٌ..
بل ليسَ للحبِّ الضحوكِ وجودُهُ في الكونِ أو في معجَمِ العُقَلاءْ..
فالحبُّ شوقٌ ليسَ إلا..
والشوقُ حزنٌ ليسَ إلا..
والحزنٌ حبٌ، هكذا يمضي
يعيدُ لنفسهِ تاريخَ ميلادٍ جديدْ..
 
والآنَ قد فاتَ الأوانُ حبيبتي..
أحرقتُ ما أبقيتُ من كُتُبي و جُلِّ قصائدي
هذا لأنَّكِ قدْ أردْتِ فناءها..
لكن لديَّ قصيدة منسيةٌ في غرفتي..
عنوانها: أُحْرِقْتُ مع كتُبي لأجلِ حبيبتي..!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى