الجمعة ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم جميل حمداوي

أدب الأطفال في البحرين

تعد البحرين من أهم الدول الخليجية التي أعطت أهمية كبرى لأدب الأطفال منذ فترة مبكرة في مجال المسرح والسرديات والأشعار والأناشيد والصحافة، وإنشاء البنيات التحتية الثقافية، وتأليف كتب المعارف والفنون والموسوعات.

ومن أهم كتاب الأطفال في دولة البحرين لابد من ذكر: عبد القادر عقيل، وخلف أحمد خلف، وإبراهيم بشمي، وعلي الشرقاوي، وإبراهيم سند، ويوسف عبد الغفار، ومصطفى السيد، وسعيد محمد سعيد محمد، وعبد القادر عقيل، وحمدة خميس، وفريدة خنجي وآخرين.

وسنحاول في هذه الدراسة أن نرصد واقع أدب الأطفال في البحرين، مع تحديد كل تمظهراته الثقافية والأجناسية، وتقويم هذا الأدب في هذا البلد بالمقارنة مع دول الخليج بصفة خاصة ودول الوطن العربي بصفة عامة.

 شعــــر الأطفـــــال:

من المعروف أن شعر الأطفال في البحرين يعتمد على أغاني الترقيص والمهد والتنويم وأناشيد المناسبات الدينية والأعياد الوطنية والقومية. كما نصادف قصائد الأطفال وأناشيدهم في كتب المقررات المدرسية، وبالضبط في مادة المحفوظات والنصوص الأدبية التي تسهر عليها وزارة المعارف أو وزارة التربية والتعليم.

ومن أهم الشعراء الذين كتبوا للطفل البحريني نجد: علي الشرقاوي في مجموعاته ودواوينه الشعرية كديوان" قصائد الحفيد"، وديوان" أغاني العصافير " (1983 م)، وديوان" شجرة الأطفال" (1983م)، وديوان "قصائد الربيع"1989م)، وديوان "الأرجوحة" (1994م)، وديوان "الأصابع" 1991م)، وديوان" أغاني الحكمة" (1996م)، وديوان" العائلة" (2000م)، وأوبريت " يد الغضب" (2000م)، وديوان" الأمنيات"( 2002م).

ونذكر شاعرا بحرينيا آخر يكتب الشعر للأطفال ألا وهو حمد خميس الذي كتب ديوان" اعتذار للطفولة" (1978م)، وديوان "ترانيم"(1985م)...
ومازال شعر الأطفال بالبحرين محدودا وقليلا جدا بالمقارنة مع شعر الأطفال في سوريا ومصر والمغرب وتونس... لذا، على دولة البحرين أن تشجع شعر الأطفال ماديا ومعنويا، وأن تخصص مجموعة من الجوائز في هذا الصدد لتكريم شعراء الأطفال وتحفيز الأدباء على العطاء والإنتاج على غرار دولة قطر ودولة الكويت الشقيقتين.

 سرديـــــات الأطفـــــال:

كل من يتصفح أدب الأطفال بالبحرين فإنه سيجد للسرديات من رواية وقصة وحكاية شعبية مكانة كبيرة وموقعا مهما في مجال الإبداع والثقافة. ومن أهم كتاب الأطفال في مجال السرديات نستحضر: عبد القادر عقيل الذي نشر أولى قصة للأطفال سنة 1977م تحت عنوان" من سرق قلم ندى؟"، وهذه القصة صادرة عن دار الثقافة بدبي، كما نشر قصة " الاتفاق" التي نشرتها إدارة الثقافة والفنون بقطر سنة 1980م، وقصة" الغيمة السوداء" التي صدرتها أيضا إدارة الثقافة والفنون بقطر سنة 1980م، وألف كذلك " حكايات شعبية من الخليج " في جزأين سنة 1991م، وقصة " من يجيب على سؤال ندى؟ "، وهو عمل مشترك ألف بمناسبة السنة الدولية للطفل عام 1987م.

ومن الكتاب الآخرين الذين لهم باع طويل في مجال السرديات الطفلية نستحضر: الكاتبة إيمان أسيري التي لها محاولات قصصية منذ 1985م، وجعفر الديري صاحب «قصة وديعة وابني مسلم ابن عقيل» الصادرة عن دار العصمة، وهي قصة أطفال ملوّنة في 16 صفحة من الحجم الكبير.

ولا ننسى الكاتب البحريني زهير رسام في مجموعته القصصية " قصص عن ثعلب" الصادرة عن اتحاد كتاب العرب سنة 2004م، ومجموعته القصصية " القطة المرحة سوسن"، وهي من منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق سنة 2006م، وإبراهيم بشمي صاحب العديد من القصص كسلسلة حكايات شعبية: "كان ياماكان"، وقصص مترجمة بعنوان" سلسلة ماذا يقرأ أطفال العالم؟"، و" سلسلة كتب الأطفال المنوعة"،وخلف أحمد خلف الذي أبدع مجموعة من القصص التي وجهها إلى الأطفال الصغار، وإبرهيم سند له قصة" نجمة الأماني" التي ألفها عام 2007م، وسعيد محمد المعروف بقصته" قطرات المطر الطيبة" التي ألفها عام سنة 2005م...

 مســـــرح الأطفـــــال:

من المعروف أن مسرح الأطفال بالبحرين قد ارتبط أيما ارتباط بالمسرح المدرسي منذ1919م حينما أنشئت بها أول مدرسة نظامية وهي مدرسة الهداية الخليفية في مدينة المحرق. وقد استطاعت بعد ست سنوات أن ُتكون ناشئة من الأطفال والفتيان يستطيعون اعتلاء خشبة المسرح. ومن العروض المسرحية التي تم تقديمها في هذه المدرسة نذكر: مسرحية" القاضي بأمر الله"، ومسرحية" امرؤ القيس"، ومسرحية" نعال بوقاسم الطنبوري"، ومسرحية " ثعلبة"، ومسرحية" داحس والغبراء".

وقد قامت مدرسة إبراهيم العريض بتقديم بعض الفرجات الدرامية الطفلية المدرسية كمسرحية" وامعتصماه!". كما قامت مدرسة الإصلاح الأهلية التي أسسها الشاعر عبد الرحمن المعاودة بتقديم مجموعة من العروض المسرحية التي كان يؤلفها مؤسسها ويخرجها. ومن بين هذه المسرحيات" عبد الرحمن الداخل"، ومسرحية" سيف الدولة بن حمدان"، ومسرحية" الرشيد وشرلمان "، ومسرحية" المعتصم بالله"، ومسرحية "خروج العرب من الأندلس"، ومسرحية " سقوط بغداد "، ومسرحية" الأمير سيف الدولة وأمير غسان". في حين قدمت المدرسة الخليفية للبنات بالمنامة عام 1940م مسرحية" لقيط الصحراء".

ومن هنا، فقد قدمت النوادي والمدارس الحكومية والمدارس الأهلية بالبحرين سواء بالمحرق أم بالمنامة أم في المناطق الأخرى مسرحيات مدرسية شعرية وتاريخية وإسلامية وتراثية واجتماعية وتربوية توجيهية...

وعليه، فإن هذه المسرحيات المدرسية كانت تتركز على بعض" المواضيع التاريخية المكتوبة خارج البحرين، أو المسرحيات الشعرية التي يؤلفها شعراء البحرين مثل: إبراهيم العريض وعبد الرحمن المعاودة.... وأن المسرحيات الشعرية كانت تسير على نهج أحمد شوقي وغيره من الشعراء العرب، وتقدم بشكل يعتمد بالدرجة الأولى على إجادة اللغة العربية ويقوم تلاميذ المدارس بأدوار البطولة فيها، ويقع عبء تجسيدها على مديري ومدرسي المدارس الذين نالوا قسطا كافيا من التعليم، واطلعوا على النشاط المسرحي في البلاد العربية التي قدموا منها" .

ومن أهم مؤلفي المسرحيات المدرسية في البحرين نستحضر: حسن الهرمي، ومحمد حسن أبوهاني، وسلطان سالم، ويوسف قاسم، وأحمد محمد يتيم " الذي كان عضوا بارزا في النهضة المسرحية البحرينية، فكان يعمل في المسرح المدرسي والمسرح الجماهيري والمسرح الإذاعي. وكان أيضا مدرسا مسؤولا عن فرقة التمثيل في مدرسته، يشرف على حفلاتها، كما كان عضوا فعالا في فرقة تمثيل النادي، وأحد المؤلفين والمعدين والمخرجين للمسرحيات.

وفي نطاق المسرح المدرسي قدم أعمالا كثيرة، ذكر منها سلطان السالم مسرحية" شجرة الدر"، وذكر من الأعمال العديدة التي قدمها الفنان لناديه مسرحية" سيران ودي برجيراك". كما لعب أدوار البطولة في كثير من المسرحيات التاريخية والاجتماعية، وكون أولى فرقة تمثيلية إذاعية كانت تقدم أعمالها على الهواء مباشرة وذلك في عام 1941م.

ومن أبرز أعماله بعد ذلك نقله للنشاط المسرحي إلى مدرسة القرية حيث أعد المسرحيات، وقام بتدريب أولى فرقة تمثيل مدرسية في القرية، وأعد جميع برامج الحفل المدرسي القروي الساهر في 1943م في مدرسة البديع التي تخدم جميع القرى المجاورة. وقد كان الحفل ناجحا إلى حد كبير، حضره إلى جوار الآباء، عدد كبير من مديري المدارس وأهل القرى المجاورة، وكان على رأس الحفل مدير المعارف آنذاك، أحمد العمران."

ومن أهم المهتمين بمسرح الطفل في البحرين نذكر: إبراهيم سند صاحب مسرحية" يوم واحد فقط" التي نشرها عام 2008م، وأحمد جاسم صاحب مسرحية" وين الوطن"، وإبراهيم بشمي صاحب مسرحية" ليلى والغول" سنة 1987م، وعلي الشرقاوي في مسرحية "مفتاح الخير" عام 1984م، ومسرحية"الفخ" 1989م، والأرانب الطيبة"عام 1990م، ومسرحية" بطوط" عام 1990م...

أما خلف أحمد خلف فله بدوره مسرحيات عديدة منها: مسرحية "العفريت"، ومسرحية " وطن الطائر" سنة 1983م، ومسرحية " النحلة والأسد " سنة 1989م...

 صحافــــة الأطفــــال:

صدرت بالبحرين مجموعة من الصحف من جرائد ومجلات متخصصة في أدب الأطفال. ومن أهم المجلات المعروفة في البلد نذكر: مجلة" بشار"، ومجلة" مصطفى". وقد ساهم عبد القادر عقيل بدوره في تأسيس مجلة" كتابي" للأطفال، كما ساهم في تأسيس ملحق" بشار" للأطفال، والذي كان يصدر عن مجلة" بانوراما الخليج".

ويمكن الحديث أيضا عن مجلات أخرى تخدم الطفولة البحرينية كمجلة "الرعاية"، وهي مجلة اجتماعية تصدر عن جمعية رعاية الطفل والأمومة. ومن جهة أخرى، هناك مجلة "الأم والطفل" الصادرة في عام 1994م، وتعنى بصحة المرأة والطفل. وثمة كذلك سلسلة "الثقافة الرياضية" الصادرة عن المعهد البحري، علاوة على مجلة "الطفولة" الصادرة عن جمعية البحرين لتنمية الطفولة في عام 1996م...

 كتـــب المعــارف والفنــون والموسوعــات:

من المؤكد أن تصدر في البحرين كتب المعارف والفنون والموسوعات الموجهة إلى الأطفال، ولاسيما الكتب المدرسية والمقررات التعليمية، والكتب العلمية الطفلية، والموسوعات المعجمية، والكتب الأدبية واللغوية والتقنية والإعلامية.

ومن أهم الكتب والدراسات النقدية التي انصبت حول أدب الأطفال بالبحرين نذكر: كتاب عائشة المعاودة" أدب الأطفال في البحرين" التي رصدت إبداعات كتاب البحرين في مجموعة من الأجناس الإبداعية المعروفة في الساحة الثقافية.

 دور النشـــر والطباعـــة:

يلاحظ أن أغلب كتب الأطفال بالبحرين قد نشرت خارج البحرين كاختيار دار الثقافة بدبي لطبع مجموعة من الدواوين الشعرية بالنسبة للكاتب عبد القادر عقيل، أو الاعتماد على إدارة الثقافة والفنون بقطر لطبع مجموعة من الأعمال المنضوية تحت أدب الأطفال، دون أن ننسى بعض الكتاب الذين طبعوا أعمالهم ضمن منشورات اتحاد كتاب العرب بدمشق كما هو الحال بالنسبة لزهير رسام.

خاتمــــة:

وخلاصة القول: فعلى الرغم من المجهودات التي تبذلها دولة البحرين من أجل الرفع من مستوى الطفولة البحرينية، والسمو بوعيها الذهني والتخييلي، والرقي بذائقتها الفنية والجمالية، إلا أن الدارس يلاحظ أن مشهد أدب الأطفال البحريني في الساحة الثقافية الخليجية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة مازال ضعيفا ومتعثرا ومرتبكا بسبب قلة الإنتاج الموجه إلى الأطفال، وانعدام التشجيع المادي والمعنوي، وغياب الدعم الذي يستحقه كتاب أدب الأطفال من أجل إنعاش الطفولة القطرية في كل مستوياتها النفسية والاجتماعية والثقافية والتربوية.

لذا، يقتصر اهتمام أدب الأطفال على المؤسسات التعليمية فحسب، ولا يخرج عن نطاقها إلى فضاءات خارجية أخرى كالفضاء الإعلامي والفضاء السينمائي وفضاء عرض الكتب... كما تغيب في البحرين المهرجانات المخصصة لمسرح الأطفال تأليفا وتشخيصا وإخراجا وتأثيثا، وتغيب أيضا الجوائز المخصصة للكتاب والمبدعين من أجل تحفيزهم وتشجيعهم ماديا ومعنويا.

 [1]

[1- د. علي الراعي: المسرح في الوطن العربي، عالم المعرفة، الكويت، الطبعة الثانية، العدد:248، سنة 1999م، ص:377؛
- علي الراعي: المسرح في الوطن العربي، ص:379-380؛


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى