الخميس ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
قصص قصيـرة جدا

الرجل الذي قتل تلفــزة

بقلم: سعيــد عبيــد

الرجل الذي قتل تلفــزة

طعن صدر التلفزة الوطنية حتى الموت، فسال دم قليل، قليل جدا. سائل أشبه بالقيح منه بالدم. لم يخرج الخنجر، ولكنه تركه هنالك في أحشائها.

بان على وجهه الارتياح وهويأخذ نفَسا عميقا كالذي خرج لتوه من سجن دام دهرا طويلا، وقال لنفسه وهويمسح يديه بخرقة مما علق بهما: " الآن أنا حر ". قالت له وقد امتقع لون وجهها من الفزع لما رأت جسد التلفزة مجندلا على الأرض يحتضر: "... لكنهم سيسجنونك". أجابها غير مبال: " وهناك أيضا سأكون حرا ".

الزعيــم

... ولما جاءه خبر الاجتياح، كان لا يزال حلاق البلاط يتفنن في حلق ذقنه. وحين كان يلقي خطابه للشعب في المساء على التلفاز، ليحثه على مواجهة أعداء البلاد، لاحظ المواطنون الذين حبسهم حظر التجول أن ذقن الزعيم كانت حليقة بشكل رائع، رائع جدا!

صمت الشيخوخــة

رفع المجس عن صدري، ووضع السماعتين عن أذنيه، وزم شفتيه وهويقول دون أن أتبين في قسمات وجهه اهتماما ولا شماتة: " قلبك ضعيف، منهك للغاية، هذا من علامات الشيخوخة، كأنه ليس قلب شاب في الثانية والثلاثين... أأنت متأكد من تاريخ ميلادك المثبت في الملف؟"
لم أستطع أن أجيبه، لأني كنت فعلا قد دخلت صمت الشيخوخة قبل ذلك العمر بزمن طويل.

بقلم: سعيــد عبيــد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى