الثلاثاء ٢٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم عبد اللطيف النكاوي

من قفا المرآة في وجه الذات

تنتابني الحيرة من ثقة ومن أمن وأمان،
فأركب صهوة الشك والريبة والتوجس.
تطلبين طمأنينة وأنسا وانكشافا لخبايا الكيان،
ولدواخلي العليلة؛ ما وجدت بلسما ولا بصيص انفراج.
 
اعرف إني كلما فكرت خارج قبضة الإحساس،
تراني اشتعل افتراضات،
وسيناريوهات،
لا حول ولا قوة،
للفؤاد المتيم بها.
ينساب فيها مقاوما،
جلبة التعاويذ،
والمشاهد الغريبة،
في حضرة قرابين،
الخيانة،
والوفاء،
وجمور الضياع.
 
كيف أجلوك ومرآتي حفرتها التجاعيد وغطاها غبار التعثر والانكباب؟
وكيف تجلونني وما عاد وجهي يقوى على المساحيق ويخاف العراء؟
 
مهلا مرآتي؛
فشمسنا تقاوم سحبا سميكة،
تراكمت على صفحة وجودنا؛
قبل أن يمس شعاع الحياة قلوبنا...
فمهلا بشمسنا؛
ورفقا بغيومنا؛
فمنها بعض كياننا.
فما الصفاء إلا تبخرا لبعض أشلاء وجود؛
كان لنا فيها دفء وستر وظلام...
 
سنصبح يوما؛ على شمسنا؛
وسنلتحف يوما؛ زرقة سمائها؛
يومها؛ ينتفي السواد من ظهر مرآتنا؛
فيذوب زجاجها؛ فنخلد إلى عرينا الأبدي؛
وانتفاء الأضداد.
فإذا حضورنا غياب؛
وغيابنا حضور؛
وإذا أنت أنا؛
وإذا أنا أنت.
 
تستقيل الضمائر من وظائفها
ويخلد الزمان إلى سكونه الأبدي؛
وينحصر المكان في نقطة لقائنا الأخير...
فمهلا مرآتي ولحظة الخلاص قد آنت؛
نحرّر البشرية من تباريح الحدود؛
فإذا ضاق الحضور بنا؛ انتصبنا كيانا واحدا مشتعلا؛
قربانا لنهاية المرايا وقدر الجلاء.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى