الأربعاء ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٣
الشاعرة السورية سهام الشعشاع

لا أعمل مع مطرب لا يشبه كلماتي

بدأت الشاعرة سهام الشعشاع حياتها المهنية في سن مبكرة فمن الشعر انتقلت الى الصحافة التي فتحت أمامها آفاقاً كثيرة فكانت أصغر شاعرة وأصغر عضو في لجنة تحكيم مهرجان الأغنية الدولي في القاهرة على مدى ثلاث سنوات. عملت في التلفزيون وكتبت "القصيدة المنظومة" مخيرة وقدمت الأغنية الى كبار المطربين وربما ستخوض تجربة التمثيل في دور أسمهان. وخلال زيارتها ببيروت إلتقتها "لها" وحاورتها عن تجربتها في هذه اللدنة وتجاربها الكثيرة.

 كنت أصغر عضو في لجنة التحكيم في مهرجان الأغنية الدولي في القاهرة هل أزعجك هذا الأمر؟

لست صغيرة جداً وأعتقد أن العمر ليس له أساس في هذه المسائل فقد تختزل تجاربنا ونحن بعد في عمر صغير. واختياري لأكون عضو لجنة تحكيم في مهرجان الأغنية الدولي في القاهرة السنة الثالثة على التوالي، أعتقد أنهم حرصوا على وجود عنصر شباب ليكون هناك أكثر من جيل يحكم على الأغنية.

 هل تحتاج الأغنية العربية الحديثة الى مهرجانات في مقابل ما تتعرض له من نقد وحروب من البعض؟

الأغنية تمر دائماً في موجات وفورات لا يبقى منها سوى الأصيل. هناك موجات من حين الى آخر تشبه العصر الذي تعيشه مثل أن تكون الأغنية سريعة وإيقاعية وعصرية وتميل الى الغرب وفيها اقتباس. وتتيح المهرجانات تفرصاً كافية لظهور مواهب حقيقية فحين يتقدم اليها خمسون متبارياً فلا بد أن يبرز بينهم ثلاثة أو أربعة يتمتعون بمواهب واعدة، بل يكفي أن يضيء هذا المهرجان على موهبة حقيقية واحدة لكي يحقق هدفه.

 كونك شاعرة وخضت مجال القصيدة المغناة، هل تعتقدين أننا وصلنا الى مرحلة تغيب فيها عن الأغنية الكلمة وتطغى عليها الموسيقى؟

هناك الكثير من الملحنين والمطربين الذين يتجاهلون نصاً غنائياً جميلاً كتب بشغف وشجن ولغة جميلة ويبحثون عن الجملة الشعرية السهلة والتقطيع القصير. وقد أفرغ أحياناً بعض الشحنات الشعرية التي تولد عندي قصيدة خفيفة من النوع الذي لا يعجبني فأدفنها بين أوراقي، وحين أفتش في هذه الأوراق أمام أحد الملحنين يختار هذه القصيدة بالذات من بين كل شقيقاتها ويقول لي: هذه هي القصيدة التي أريدها. لذلك لست راضية عن كل القصائد التي أكتبها ولا أستطيع نظم الشعر على أنه عمل بل إحساس، وذات مرة التقيت مطرباً طلب مني أن أقدم له خمس أو ست أغنيات لكي يختار إحداها فاعترضت على كلامه لأنني أتعب عندما أكتب مشاعري.

 كتبت مرة أغنية "بدور عالحبيب" لراغب علامة، فهل أوصل كلمات قصيدتك بصوته الى الدرجة التي تريدين؟

لا تنسي أن راغب حقق نجومية كبيرة وهو صاحب صوت وإحساس جميلين ولو لم يكن يملك مؤهلات النجومية لما تمكن من المحافظة على وجوده في زحمة المطربين الكثيرين، وراغب حساس وذواق في اختياره للأغاني.

 ولكن حصل بينكما تعاون واحد فقط، لماذا؟

التقصير مني أنا وليس منه. وهو كان يطالبني كلما التقينا بنصوص جديدة، في وقت لا أملك بين يدي نصوصاً تليق به أن تشبهه وأنا لا أريد أن أقدم اليه شيئاً لا يليق به أو يشبهه. . . يسعدني أن أعود الى التعاون معه وهذا ما سيحصل قريباً.

 ستغني مها الريم نصاً لك باللهجة الخليجية، أليست مفارقة أن تكتبي كسورية قصيدة باللهجة الخليجية؟

بحكم إقامتي في دبي لمدة ثماني سنوات تأثرت باللهجة الخليجية وصرت أتكلمها بطلاقة فأنا من النوع الذي يتأقلم مع اللهجات ولهذا أنا أتكلم اللهجة المصرية والتونسية والخليجية بطلاقة، واللهجة الخليجية ليست بعيدة عن مناطقنا فنحن لدينا البادية التي يتكلم أهلها اللهجة البدوية التي تشبه اللهجة الخليجية. وما زالت اللهجة الخليجية خاماً ولم تستهلك بعد لهذا كتبت لأصالة وصابر الرباعي وأحضر حالياً لأحلام أغنية بعنوان
"أنا من دبي" وأغنية أخرى وسيلحنهما الدكتور عبد الرب إدريس. إضافة الى أغنية بعنوان "أنا كذاب" يلحنها إدريس لنفسه.

 طالبت أحلام لشدة حرصها على اللهجة الخليجية بألا تغني المطربات غير الخليجيات هذه اللهجة. ولكنها أخذت منك قصيدة خليجية وأنت شاعرة غير خليجية، ما سر هذا التناقض؟

الأمر مختلف ليس لأن أحلام لا ترضى بأن يغني أحد لهجتها ولكنها تقول أن من يتقن اللهجة الخليجية في شكل صحيح فليغنها، ومن لا يعرف تأدية الألفاظ الخليجية فعليه ألا يغنيها. ومعها حق في ذلك لأن اللهجة الخليجية جميلة بلفظها الحقيقي والكثيرون لا يتقنون هذا اللفظ ويغنون. ------ ليست لدى أحلام مشكلة مع من يغني في شكل صحيح. وأحياناً يطلب مني أحدهم قصيدة باللهجة البيضاء الخليجية وأستغرب من هذا الطلب كأن اللفظ عملية سهلة.

مغرورة وأنانية؟

 رفضت إعطاء أغان لبعض المطربين حتى أنك اتهمت بالغرور والأنانية هل هذا صحيح؟

لا أبداً أنا أرفض بعض المرطبين لأنني أشعر أنهم لا يشبهون قصائدي أو أغنياتي ولا أنا أشبههم لكي أعبر عنهم وإذا لم يحب الفنان الأغنية كثيراً ويخلص لها ويشعر بالانتماء اليها كما أشعر أنا، أرفض منحه إياها لمجرد التجارة.

 من هو المطرب الذي رفضت التعامل معه؟

لم أرفض لمجرد الرفض! رفضت عندما قال لي أحدهم هل لديك شيء تعطينا إياه؟ أو إذا أعطيتك هذه الفكرة هل يمكن أن تكتبيها لنا؟ هذا الكلام يؤذيني كثيراً فالشعر حالة إنسانية ونفسية أدونها ولا يجوز أن أستعير حالات الغير وأعبر عنها.

 كل البرامج التي قدمتها أضافت إليك لماذا لم تضيفي إليها نفسك كشاعرة؟

يجب أن يكون هناك أولاً برامج ثقافية. . ميزة لهذا حاولت تقديم أفكار ثقافية تشبهني ولكن التلفزيونات لا تقبلها لأنها لا تجذب الإعلانات، وهي عرضت علي أن أقدم ثقافة في قالب يتناسب مع التلفزيون حتى لا يبقى المثقف هو الشخص الثقيل الظل على المشاهد أي تقديمه في صورة يحبها الناس لكي يعتادوا قراءة الكتاب وسماع الشعر كما نفعل بالأغنية. فكرتي كانت تقديم برنامج شعري مصور وقمت بأول تجربة في قصيدة "صباح الخير يا أمي" التي رافقتها موسيقى تصويرية وإلقاء جميل وصورتها مع أمي وكانت تجربة حقيقية وجميلة جداً. الفكرة المهمة هي أن تقدم الشعر بطريقة مصورة وعندها يحب الناس القصيدة وتبقى في ذاكرتهم، ولكن التلفزيونات لا تسعى الى هذا القدر من البرامج الثقافية بحجة أنها لا تستقطب الإعلانات.

موجة عابرة

 يقول البعض إن هناك موجة من عارضات مذيعات أثرت على المذيعات الفعليات. برأيك الى أي مدى ستدوم هذه الموجة وهل أنت معها؟

من الجميل أن تتنوع صفات المذيعات إذا كان لديهن موهبة التقديم الحقيقية والثقافة، يجوز أن تكون عارضة الأزياء مثقفة وتفهم وتعمل على تزويد نفسها متلبات عملها. ولكي لا أقبل مذيعة فارغة تسرق وقت الناس وتزور بيوتهم وتفرض عليهم آراءها وكلامها لأن شكلها جميل وللأسف معظم التلفزيونات العربية اليوم تبحث عن فتاة جميلة تعرف كيف ترد على الهاتف فأي فتاة تكون جميلة وعاملة هاتف مميزة تستطيع أن تكون مذيعة تلفزيون وهذا ما لا يجوز. ورأيي هو أن هذه الموجة ستذهب ولكنها تأخرت في الرحيل ونحن بانتظار أن تفعل ذلك.

 سبق أن قلت أن الكاميرا تخون المذيعة التي تتقدم في السن، أليس لهذا السبب تطلب الفتاة الجميلة؟

ربما كانت المحطات تكتفي بالقدر الذي تطل فيه المذيعة على التلفزيون وتستقطب الناس وليس هذا هو الإعلام الذي نطمح إليه في الإعلام العربي ولكننا للأسف نأخذ من الغرب -------

لا أقبل أن تملي علي مذيعة فارغة كلامها

فقط. فإذا راقبنا التلفزيونات العربية لا نجد فيها شيئاً من إبتكارنا بل كلها برامج غربية معربة ولا نقدم شيئاً يشبهنا كعرب، مع أن هناك إعلاميين حقيقيين، فأنا أحزن عندما أجد ماغي فرح غائبة وعندما لا أجد جيزيل خوري تطل أسبوعياً في برنامجها. وهنا أشخاص كثيرون لديهم استعداد لأن يكونوا زاهي وماغي وجيزيل ولكن لا يعطون الفرصة بل يحرمون منها لمصلحة أشخاص فارغين.

 لماذا لا تتحولين الى العمل في مجالات أخرى كالغناء والتمثيل فأنت تمتلكين الصوت والإداء والشكل الجميل؟

لا أفكر في الغناء أبداً خصوصاً أن هناك تحولاً نحو الغناء عند الكثيرات أتأمل أن يغبن عن الساحة التلفزيونية ويتركن المجال للإعلاميات الحقيقيات ليمارسن عملهن. أما عن التمثيل فعلاً فقد عرض علي الظهور في مسلسل "الآباء الصغار" لدريد لحام ومسلسل "الكواسر" لنجدة أنزور كما عرض علي دور أسمهان في مسلسل يحمل اسمها . . . لكنني لم أقبل لأني لا أشعر بأنني ممثلة.

حوار: هناء حاج


مشاركة منتدى

  • الشاعرة والأديبة سهام الشعشاع من القلائل الذين حافظوا على مبادئهم ولم ينجرفوا مع تيار المادة ورغم تنقلها في بلدان كثيرة وغربتها عن وطنها الأم سوريا إلا أنها بقيت محافظة على إنتمائها وعلى وطنيتها، كيف لا وهي من أسرة عريقة ومن مجتمع تربى على القيم والأخلاق الحميدة ..
    ألف تحية لشاعرتنا الكريمة وألف الشكر لمن أجرى هذا الحوار الشيق

    • الشاعرة سهام الشعشاع من أجمل وأروع الشاعرات ...التي تستحق كل التقدير والاحترام
      (( أحبـــك جدآ جــدآ جـدآ ياسهام واتمنى لو اكون صديقه لألك..)

      بنت السعودية( هناء، من الرياض) 0501458584
      المضـطهـــده

  • السلام عليكم
    في بدايه الموضوع وكل يعرف هذا الشيء انه سهام شاعره ولااحد يستطيع نكران هذا الشي وهي شاعرة من النوع ذات المعيار القوي شاعرة ذات احساس راقي وتتناغم معه الاحساس ولكن على كلام بعض الناس ان سهام لاتريد التعامل مع بعض الفنانين من باب الغرور فهذا غلط لان سهام تعاملت او بأحرى صنعت نجم من غير اي مقابل وهو أبراهيم الحكمي والله وهي حقيقه الحكمي من غير سهام صفر لاحد يعرفه فاين الغرور في سهام ارجوكم دعوا سهام لاان سهام فنانه عربيه ونفتخر كل الفخر وشكرا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى