الثلاثاء ٢٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٥
بقلم ليلى أورفه لي

رسائل من أوراق الدمع ـ قسم 2 من 3

رسالة حسد إلى صديق

في عمق الزمن نخطو
ونسرع لاهثين الى الأفق الرحيب
نفرش الرحال
ونعشق الدروب تزينها لنا الأحلام
ثم نلعن السراب
ونعشق الذكرى

تتراقص الأشياء حولي
وعلى مقاعد الحديقة
وشوشات تحكي
قصة القهوة التي على المفرق
والمحطة التي فرغت طرقاتها
من عشاق السفر ...

ويلوح في الأفق نجم حزين
يلون الغربة ..بلون الأمل
ويعطّر الطرقات الخاوية
بقصائد حب
بنغمات شاردة على أوتار الحقول
وفي القلب مات الفرح
واحترقت الدموع خلف الأحداق
المتطلعة الى البعيد
الى المجهول

وأراكَ
تحسدني على رؤية الأشياء
فأجد نفسي

أحسدك
لرؤية الأحبة

بروحي تلك العيون
التي عانقت في سهرة
وجه الحبيب
كم وددت تقبيل تلك العيون
علّني من خلف المآقي
أعانق طيف الحبيب

23/4/ 1983
رسالة الحلم

بدموع الأمل
نجري وراء الابتسام
بقلب أوهنه الضياع
نطرق نوافذ الفرح
لكن عبثاً
فالأبواب نوصدها
بهمسة عاصفة
ونلون عمرنا
بلون الرحيل
نضيء شمعة الفرح
نتعمد بنور الانتظار
ونقضي الأيام
انتظاراً لمجهول لا يأتي
فنعشق الانتظار
في ذاك القادم الذي لا يأتي
تتحطم مراكب الثواني
تتكسر صواري الأحلام
وننجرف في بحر كبير
لا نغرق فيه
لكن نموت
حين نعيش في هامشه

لايبزغ 21/12/1983

زمن الحب

حينما كان الجرح عاشقاً للسكين
ولد السؤال
في عصر القتل
في زمن القنابل

في زمن الاغتراب
ولِدتْ زهرة
حمراء بلون الموت
صفراء بلون الدم
بيضاء بلون الخريف
لم يزرع في الظهر خنجر مسموم
بل ولَدت لحظة الاغتراب
وردة شوك في العيون
وبقي القتيل صارخاً
في وجه قاتله المقتول
وبقي البحر اللامحدود راحلاً
أمواجه تحتضن شواطئ الغربة ...

في زمن الاغتراب
يبقى دائما
الحلم سماً مغلفاً بالعسل
خريف الموت ربيعا
في زمن الحب
يُفرَشُ الجرح على شمس الفصول
حينها
يصبح
شتاء القتل .. وردة خضراء
ربيع الاغتيال .. حلماً أخضر
وخريف الموت ...ربيعاً أخضر

برلين 28/7/1984 r

رسالة الحب

لحظةٌ ، توهجٌ ، كان البصيص
تولّد الأمل
المفقود في زمن الماضي
التائه في زمن المستقبل
" في زمن القنابل .. قال لي حبيبي :
إن الحياة على هامش الأمان لا تعني حياة
فلا وجود للحب والوطن ..."
في لحظة ستهرب ، ولد الأمل
غردت البلابل
تلونت شجرة الحب
ولدت الروح
تكوّن الجسد
وكان الجسد هو الجسد
كعريشة ياسمين
زرَعْتُها في الشفاه

" في زمن الولادة واللحظة الهاربة ... عاد حبيبي بعد انقطاع دام أكثر من زمن القنابل يكرر ما قاله قبل قرون .. وكأن اللحظة التي هربت والأمل الذي ولد لا يريدهما حبيبي ... "

دقت الكنائس أجراسها
معلنة البداية النهاية
النهاية ، البداية !!!
الآن ابتدأت الحياة
فلتتوقف كل الأشياء المبتدئة ...
الآن
تكونت الروح
فلتتوقف
كل الأشياء الأخرى عن التكوين

الآن
برعمت وردة حمراء ، خضراء ، بيضاء
بنفسجة

الآن ... الآن ...
كما انفجرت قنبلة ذرية في السابق
لم يبق وطمن الانتماء
لكن الانتماء للوطن استمر ...
كل الأوطان
ذهبت في عصر القنابل
وعادت ...

كل العصافير اغتيلت في عصر القنابل
كل العيون فقئت
حتى الهواء ...
ولا كل الأشياء عادت كما كانت
لكن

بقي الحب
أساس كل الأشياء
وبالحب وحده يحيا الانسان
يتجدد الانتماء للوطن
يخلق وطن الانتماء

بالحب كانت البداية
وبالحب ... تبقى الكلمة دائما
انتمائي ... وطني

برلين 9/12/1984

رسالة من رصيف المحطة

أيها القطار القادم
من بلاد الأحلام البعيدة
ماذا تحمل لي من مفاجآت ؟
أتحمل لي الحب
أم مزيداً من الانتظار
على قارعة محطاتك الرملية ؟؟؟!!

أيها القطار القادم
من رحلة دروب الشوق
ماذا تحمل لي من أخبار
عن مدن العصافير
وحكايا السهول والجبال
التي تعبرها الآف المرات
في رحلاتك الدائمة
بين بلاد الحلم والواقع ؟؟!!

أيها المعطر
برمال الطرقات المغسولة بالمطر
أما تعبت من التطواف ؟؟
ألم تعثر على حبيبتك الضائعة بين البلاد ؟؟
ما زلت كل ليلة
أسمع ندائك الذي يخبرني
أنك عائد من رحلة الوصول والبحث
يخبرني صفيرك الشاكي
أنك أعدت كل المشتاقين إلى أحبتهم
وأنك ستقضي الليل وحيداً في محطتك
دون حبيبتك الصغيرة
وأن حبيبي لم يعد معك
وأنه مثل حبيبتك الصغيرة
عشق مدن الغربة
وتاه في مدن الأحلام
هارباً من الاغتراب ...

أيها المسافر ليل نهار
كل فجر أسمع تحيتك الصباحية
تخبرني
أنك مصرٌّ على الرحيل دائماً
للبحث عن الحقيقة
عن الحب الضائع
بين السكك وارمال
بين مدن الغربة والآمال
هذا الصباح
سالملم وجعي
عن رصيف محطة " أوست بانهوف "
وسأشد معك الرحال
لأوزع ورداتي التي كبرت
على العاشقين
وأعود في الليل معك
أنت الى محطتك
دون حبيبتك الصغيرة
وأنا الى كتبي وسجائري
دون رسالة أو وردة
لأستعد من جديد
لمزيد من الشو والانتظار ...
برلين 12/1/1985


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى