الأحد ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم محمد فهمي العلقامي

كان...ياما كان

رأيته كما لم أره من قبل حتى أني لم أصدق نفسي...أيكون هو....لا ليس هو.. هذا ما حاولت أن أقنع به نفسي
ما أعرفه أنا كان رجلا مهيبا ذا سلطة وسلطان لا تستطيع أن تقترب منه مجرد اقتراب لكثرة حاشيته
وحرسه أو بمعنى أدق لكثرة زبانيته...

أما هذا الذي أمامي على بعد خطوات مني...أراه يمشي وحيدا بلا حراسة وبلا موكب وبلا زينة
يلبس جلبابا أبيض ويحمل حذاءه تحت إبطه....

اقتربت أكثر وأكثر فتحت عيني وأغلقتهما عدة مرات...أيعقل هذا؟ هو....نعم هو
ولكن ما الذي أتى به إلى هنا؟ إلى حيث الحجاج والعمار.

لقد حاولت مرارا وتكرارا كما حاول غيري أن نصل إليه ولكن هيهات!!!
لقد كان الوصول إليه دربا من المحال...إلا...نعم إلا إن كنت تملك ثمن الوصول.

أو تعرف من يشبهه لكي يوصلك إليه...أجل من يشبه... فهم كثر يعرفون بعضهم جيدا ويأتون لبعضهم
البعض يجاملون ويخدمون فهم فريق عمل واحد ينتشرون كالوباء في طول البلاد وعرضها
ولكنه هو الآن أمامي وجها لوجه لا فرق بيني وبينه فأنا أيضا ألبس جلبابا أبيض أحمل حذائي تحت إبطي
أستطيع أن أكلمه..أتحدث معه...بلا حراسة تمنعه عني....فهي فرصة يجب أن أستغلها وربما ساقه الله
إلى هنا كي أقابله....هل مازال كما كان؟ أم يا ترى حدث ما لا أعلمه؟

أحس بي وأنا أنظر إليه...تقدمت منه وسلمت عليه..هش في وجهي وسلم علي بحرارة وكأنه يعرفني
تحدثت معه بضع دقائق وأنا لا أصدق نفسي...أحس بي وبدهشتي فنظر إلي ثم قال لي ما أذهب حيرتي
ودهشتي...هكذا هي الدنيا لا تبقي حالا على حال ولكني فهمت ذلك متأخرا
لقد تمت إحالتي للتقاعد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى