السبت ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم سحر حسن أبو ليل

رسالة إلى أبي

من هؤلاء الذين يلفون حبل المشنقة..
حول عنق دفاتري..
ويتدربون على الرقصة الأخيرة..
فوق قبر محابري؟
أهولاء هم أعداء الفكر.. أم أقاربي؟؟
يا ليتك وأدتني يا أبي..
قبل أن يحاصرني رجال القبيلة..
ودثرتَ ضلوعي بورد حديقتكَ
وأمطرت عيناك..
بكرةً وأصيلا..
لن أغضب..
وسأكتم صراخي..
ربما أحزن..
ربما أحس بالبرد قليلا..
لكن عزائي الوحيد هناك..
أن عينيك ستضيئان..
شموساً في ذاكرتي..
لتنيرَ وجهك الجميلَ!!
يا ليتك وأدتني يا أبي..
فبعض النساء في قريتي..
لاحقن تنورتي..
ومشينَ خلف آثار "كعبي العالي"
وخطفنَ بلؤمٍ فراش غفوتي..
وأنا ما كنت سأرتدي فساتيني..
وأحمّلك هم جنوني..
فيا ليتك اختزلت من قاموس عمري المر سنيني!
أردتني حمامةً بيضاء..
تعبث بالعقاقير..
وتحمل هم الحقن في المستشفيات..
أما أنا..
فقد أردت رسم عالم لي وحدي..
وألونه بكل الواني..
فالأسود والابيض شبحان يرقصان..
في احلام كتبي..
فلماذا سمعتهم ونسيتني
وحملتني مسؤؤلية قدومي لهذا العالم القذرِ
ما كانت الوردة مسؤؤلة يوماً..
عن لونها..
وعطرها..
وعدد فراشاتها..
فلمَ اردتني نسخةً بالكربون عنك..
وعن ابيك..
وجدك
وجد جدك؟
لدي كتابي..
سحري..
وفكري
فهلا اعتقت من براثن الشكوك حبري؟
وفككت ضفائري..
من قبضة ما يتلوه شيخ القرية..
علي القنه بعضا من شعري!!
لقد احببت بيتك يا ابي..
وطيبتك..
وقبلتك المسائية..
بل ورائحة التبغ في قمصانك..
وأحببتك..
وأحببتك!!
لكن فيضان الحزن في جروحي اغرقني
وقتل روحي
فرجائي
أن ضمني بأحلامك قليلاً..
فهناك سأظل دوماً غريبة..
ولن يحضنني سوى الغرباء!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى