الثلاثاء ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم عبد السلام العطاري

برقية عاجلة من شهيد (لمناسبة يوم الشهيد)

الآن أكتب كلماتي اليكم أيها المحتشدون باسمائنا وبأرواحنا ...بزغرودة على شفتي أم يبللها الدمع الهديل وجنتيها.

لآن أمسح بقبلتي دمعة طفلتي .. هي آخر الحضور الآن... انظروها خلفكم يا سادة وصفقوا لها؛ فهي تشتهي حضني وتشتهي روحي وكعكة العيد وأرجوحة تخفق في السماء لتلامس روحي الصاعدة هناك، روحي التي تبحث عن غيمة بين سحب عابرة ملوثة بصخب الوعود والكلمات وهدير الخطاب الذي يرتّج به المكان ولا تهتز به قلوب العالم الذي اشاح وجهه عن عيني المرصعتين بنجمتين من سماء تهديني الان غيمة لأغسل وجه امي ويتوضأ أبي الكفيف من بكائه وأطهرّ جرحي من غدرٍ وخذلان لأعود بينكم أصفق للوطن الممزق بفعل كرسي خشن ومسمار يوجع قلبي...ياسادة لا أحد يعرف وجع الرصاص الآتي من الخلف إلاّ نحن الشهداء الذين نشرب من جذركرمِلنا ماء الحياة ومن مرجنا المأسور نأكل حنطة يومنا... لا أحد يعرف وجع التمزق إلا ّأطفالنا الذين يلهثون خلف نعاس خوفهم ... وخلف سؤال عالق على جذع المساء... أينك أبي... أين فلسطين كلها ... أين ذئب ليلى... أين صوتك والناي... أين الوعد بثوب جديد وحلم لا كوابيس فيه ولا غول الحكايات القديمة..؟!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى