الاثنين ١٥ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم محمد محمد علي جنيدي

بأي ذنبٍٍٍ قتلت!!

تتملكني الغبطة كثيراً كغيري وينثر السرور نسائم الأمل ورحيق سعادته على قلبي عندما أشاهد مدينة جديدة فأعجب أيما إعجاب بها لما أراه فيها من بواعث الإبداع والجمال لتشييد مبانيها كأجمل تشييد وللعناية بمرافقها وحدائقها كأعظم عناية، ثم أجدني أقول في نفسي أخيراً.. أخيراً وداعاً أيتها العشوائيات المحبطة للهمم المصدرة للهموم ومشاعر الاكتئاب - ولكنني - ويا للأسف، وبعد مرور وقت وجيز من سعادتي تأخذني الحسرة فجأة ويصفعني الحزن على وجه سروري عندما أمر عابراً لسبب أو لآخر على ذات المدينة فأجد نفايات البشر وقد زحفت على أرجائها كأسراب الجراد، وعندما تستغرب الأمر وتعتني بالحدث وتسأل المسئولين عن ما جرى فيها، سيكون الجواب هو «جل من لا يسهو سيدي».. الأمر بسيط فقد سقط سهوا على العباقرة المشيدين التعاقد مع شركات النظافة!!، وليت ينتهي الأمر عند ذلك - ولكن - تشاط غيظاً واستفزازاً لظهور الحفريات المدمرة القاتلة من جديد على جوانب الطرق، وربما في أوسطها أو على غير انتظام، وكأنها هبطت من الفضاء على غير تنبأ أو تقدير، ويقفز هنا إلى ذهنك المثل البلدي الشهير «وعادت ريما لعادتها القديمة»، والمخجل حقاًً أنك عندما تسأل السادة «المسئولين» سيزفون لك سبباً عجيباً وتبريراً آخر مدهشاًً وهو أن ما تراه سيدي لعمل شبكات الهاتف، ثم إذا بهم في مرة أخرى يقولون لك هو لإدخال الغاز الطبيعي للمدينة، ومرة ثالثة يقولون هو لتطوير أداء الصرف الصحي ورابعة سيقولون هو لـــــــــــ ..... !!.

هكذا - يحلو لنا أن نسخر من عقولنا ونعبث بأي جديد جميل!! وهكذا نجد أنفسنا نخطو للوراء دائماً فنعود إلى ما كان وكأنه ليس بالإمكان خيرٌ من العشوائية والغثيان!!.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو.. هل يستفزنا الجمال إلى حد كراهية رؤيته، أم هو بزنس المخربين ومصالح المتآمرين علينا دائماً أم ما يحدث لكلا السببين معاًً؟!.

نعم – أُأكد لك هو كذلك لكلا السببين معاً!!.

إن مظاهر سوء التخطيط في بلادنا أكثر من أن تعد أو تحصى بكل أسف، ويستوي الأمر إذا جاء عن عمد وترصد أو كان عن جهالة وحسن نية، فحصاده دائماً ما يكون قتلى وجرحى وتبديداً للثروات، وما أكثر حوادث الطرق اليومية والتي أصبحت للمواطنين في كل ساعة من المشاهد المألوفة الطبيعية بكل أسف!!.

لقد صرنا نمشي ولكن ليس كأسراب النمل الحكيمة التي تعرف ماذا تصنع وتخطط لحياةٍ أفضل
ولكننا نركب شوارعنا وطرقاتنا مشاة أو تحملنا سياراتنا التعسة ونحن مهددون بالموت أو الإصابة، وما أكثر خسائرنا المادية التي تدعونا وتدعو كل ذي عقل للحسرة والاشمئزاز!!.

والسؤال المحير والأخير.. إلى أين نحن ذاهبون ؟!، أو لم يكفِ هذه المصائب لتكون رادعاً لنا أم أننا هنا على أنفسنا فهانت علينا أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وكل ذي نفسٍ بريئة نراها تهلك وتقتل بغير سابقة جريمة فعلتها أو ذنبٍ تمادت فيه!!.

أسأل الله العظيم محيي الضمائر والقلوب ألا يهلكنا بما فعل السفهاء منا ولا يجعلنا في مصاف قومٍ قيل فيهم «قد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي».


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى