الاثنين ١ آذار (مارس) ٢٠١٠
من حكايات التراث الشعبي الفلسطيني
بقلم تحسين يحيى أبو عاصي

حكاية: السّعد... وعد

على لسان الآباء والأجداد

تزوج رجل وأنجب طفلا، وعندما صار الطفل في الخامسة من عمره توفى الله الرجل، كان الرجل فقيرا و يسكن مع زوجته في بيت من الصفيح، ولم يكن معيلا للطفل وأمه من أحد غير الله سبحانه وتعالى، جهزت الأم لطفلها وعاءً، ووضعت به قليلا من الترمس لبيعه على باب البيت؛ فرزقها الله رزقاً طيباً، ثم زادت بعد أيام كمية الترمس فزاد الله في رزقها، واستمرت بزيادتها في كل يوم حتى تحسنت أحوال الأسرة؛ ففتحت لابنها في بيتها غرفة للبيع كانت تقع على الشارع العام، وملأتها في البضاعة، وسّع الله الرزق على المرأة وولدها، وصار ابنها شاباً في السادسة عشر من عمره، طلب الابن من أمه أن تبيع البيت وتشتري بيتا آخرا أجمل منه، باعت الأم البيت وشرت له بيتا جميلا يقع في مكان جميل، وفتح وسط المدينة محلا تجاريا متواضعا، استمر الرزق يتدفق على الشاب الذي كان بالأمس طفلا ينتزع لقمة عيشه، ففتح فيما بعد أكبر وأضخم المحلات التجارية....

وفي يومِ من الأيام، أقبل الملك ووزيره يتفقدان المدينة، وأثناء نزول الملك عن ظهر جواده، سقط من يد الملك خاتما ثمينا من الذهب، فأمر جميع سكان المدينة بما فيهم رجال الحرس والجنود بالبحث عنه لكنهم لم يعثروا عليه، وأثناء البحث وقعت عين الملك على محلات الشاب، وكان في المحلات من الخيرات والبضائع ما الله أعلم بها، بحيث صار متميزا عن جميع تجار زمانه، أمر الملك بإحضار الشاب « صاحب المتجر» بين يديه ثم سأله: من أين لك كل هذا المال الوفير والرزق الكبير؟.

قال الشاب للملك: يا ملك الزمان، لقد جاءني وقت أضرب يدي في الرمل فيتحول الرمل إلى ذهب، وقبض الشاب من الأرض حفنة من التراب أمام الملك وقال له: انظر يا ملك الزمان، فتح الشاب يده وقد امتلأت بالرمل، وإذا بخاتم الملك يظهر بين الرمال التي قبضها الشاب بيده

قال الملك: لقد سئم الشعب والجنود من البحث عن الخاتم، وأنت الآن يظهر الخاتم بين يديك بغير عناء !!.... خذ هذا الخاتم هدية مني لك، والسّعد وعد يا ولدي.... والسعد من الله.

على لسان الآباء والأجداد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى