السبت ٦ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم صفية النجار

إنها الكوفية لو تعلمون

«إن هذا الملبس الذي روّج له ياسر عرفات يعد الزينة المعتادة للإرهابيين المسلمين...» هذا بالنص ماقالته ميتشيل مالكين المعلّقة بشبكة فوكس نيوز اليمينية الأمريكية في موقعها على الشبكة العنكبوتية في إطار الحملة الإعلامية المسعورة التي شنّها مدوّنون متشددون في أمريكا ضد الكوفية الفلسطينية ،حدث ذلك في العام 2008 عندما ظهرت الإعلامية الأمريكية الشهيرة ريتشيل راي في أحد الإعلانات الترويجية لسلسلة مقاهي دنكن دونتس وهي تضع حول رقبتها وشاحاً مستوحى من الكوفية الفلسطينية بلونيها الأبيض والأسود، وهنا قامت الدنيا ولم تقعد إذ شن العنصريون المتشددون حملة ضد الشركة داعين لمقاطعتها ومنتجاتها حتى ترضخ وتقوم بحذف الإعلان ..وقد كان، وحذف الإعلان واعتذرت الشركة ، فهل لازال هناك من يتهمنا بعقدة المؤامرة إذا ماتمسكنا بالكوفية زيّاً ورمزاً ودعونا للحفاظ عليها؟؟؟

تقول المدوّنة الأمريكية بام جيلر الموالية لإسرائيل ..إن ارتداء الكوفية الفلسطينية هو جزء من الجهاد الثقافي ...يا ألله، هكذا يقرأ أعداؤنا رمزية الكوفية فما بالنا نمر ببائع البرتقال وقد اتشح بالكوفية مستبدلاً أسودها بالبرتقالي ومابالنا بطلاب وطالبات الجامعات وقد تلطخت أكتافهم بكل ألوان الطيف في شكل الكوفية الفلسطينية فبدت ممسوخة مشوهة ، فترى منها الأزرق والأخضر والبنفسجي أن يحدث هذا خارج الوطن،خارج فلسطين فمستوعب بعض الشيء ، لكن هنا في غزة فالمسألة تحتاج لوقفة،

عندما انطلقت هذه التقليعة من لبنان شعرنا بالإمتعاض ومعظمنا تابع برنامجاً مصوراً على فضائية العربية وقد ظهر فيه شبان يعربون عن إعجابهم بالتصميم دون أن يكون في نيتهم أي مغزى سياسي أو ثقافي ثم توالى بعد ذلك ظهور العديدين من مشاهير الفن بالكوفية المسخ كنوع من مواكبة الموضة وباعتبارها على حد تعبيرهم مجرد صرعة في عالم الأزياء،

وبالرجوع إلى منشأ فكرة العبث بهذا الرمز العريق ومحاولة التغطية عليه نجد ان هناك ثنائياً إسرائيلياً يتكون من المصمم موشيه هاربل والموزع التجاري مارك إسرائيل قد قاما بتغيير اللون الأسود إلى الأزرق الذي تم إخراجه على شكل نجمة داوود فوق أرضية الكوفية البيضاء، ولاأدري إن كان استيراد لبنان للكوفية الملونة من كل من سوريا وتايلاند والصين كان سابقاً أم لاحقاً على ذلك الحدث ، حيث ظهرت الكوفية المسخ في لبنان ثم انتشرت في كل من مصر وفلسطين ولاأدري أين بعد ذلك

خلاصة القول وفي كل الأحوال لايصح أن نستهين بالأمر في الوقت الذي يرى أعداؤنا وخصومنا بل كل من يخشون الحرية في الكوفية رمزاً ومقاومةً ثقافيتين ، علينا أن نعي قيمة ورمزية الكوفية ، والحق أنني تلقيت العديد من الرسائل عبر البريد الإلكتروني من شبان وشابات متحمسين من فلسطين ولبنان بالتحديد بهذا الخصوص وهي رسائل وأفكار جديرة بالإهتمام ومنها على سبيل المثال الدعوة لإحياء يوم عالمي للتضامن مع الكوفية ضد محاولات النفي والتشويه على غرار اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومع احترامي للفكرة إلا أنني أرى أن الدعوة للتمسك بالكوفية رمزاً للحرية والثورة ينبغي أن يستمر طوال أيام العام كونها وسيلة مقاومة لايقتصر استخدامها على زمان أو مكان محددين، فحيثما توجد الثورة يجب أن توجد الكوفية، أوَ ليس من المفارقة أن ترتفع صور الثائر الأممي تشي جيفارا والكوفية الفلسطينية في أية بقعة من بقاع الأرض في المظاهرات الداعية للحرية ، أوَ لم يقل جيفارا حيثما يكون الظلم سيكون موطني

أيها الغيورون على معاني الحلم والثورة والتغيير هل تتخيلون ياسر عرفات بلا كوفية تتخذ شكل خارطة فلسطين تعلو جبينه وتكتمل على صدره، وهل تكتمل مسيرة تدعو للحرية بلا صورة لجيفارا راقبوا ، ولن تجدوا، إنها الكوفية لو تعلمون


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى