الأحد ٢٨ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم محمود فرحان حمادي

وافيتَ تِرْياقًا

شنّفتُ سمعَ الدهرِ بالإنشادِ
بصباح ميلادِ النبيِّ الهادي
وطَفقتُ أُزجي للرِّياضِ خمائلاً
قدسيّةَ الأزهارِ والأورادِ
يا سيدَ الفُصحاءِ أيَّةُ نفحةٍ
ساقت نِزارَ ملوِّحًا لإيادِ
وافى ربيعُك والعقولُ حبيسةٌ
ما بين أحجارٍ وكومِ رمادِ
تلهو سياطُ الجهلِ فوقَ ظهورِها
لتموتَ فيها نِقمةُ الأسيادِ
تعبت عيونُ الدهرِ وهي شواخصٌ
ترنو بإسهامٍ إلى الميلادِ
وتعطشت سحبُ السماءِ لوابلٍ
فيه الحياةُ نديّةُ الإرعادِ
جفّت ضروعُ الصبحِ وهي غزيرةٌ
بالبؤس والحرمانِ والأَنكادِ
وافيت ترياقًا لكلِّ صغيرةٍ
حُرمت جميلَ العيشِ بالتوآدِ
وافيتَ بشرًا للنفوس ورحمةً
بالخير أحيت كلَّ قلبٍ صادِ
وافيتَ للكون الفسيحِ محمّدًا
وبُعثت وجهًا مشرقًا للضادِ
يا سيدَ الرُّحماءِ فتّتَ جمعَنا
ذلُّ العبيدِ وسطوةُ الجلادِ
ضدّان قد جُمعا بوجهٍ كالحٍ
ما أغربَ الأيامَ بالأضدادِ
الحاكمونَ وقد تجذَّرَ خبثُهم
والمبتلونَ بقسوةِ الأصفادِ
نبذوا رسالاتِ السماءِ وغرَّهم
ما يكتبُ القرطاسُ للأوغادِ
خاطَ الدخيلُ لهم برودَ عروشِهِمْ
فتفاخرَ الجُهّالُ بالأبرادِ
كانت شموسُك للأنامِ منارةً
فتلفَّعتْ شهبُ السما بسوادِ
وتغيََّرَ الوجهُ الجميلُ لأمةٍ
كانت تميسُ بحلّةِ الأجدادِ
فمشى الدخيلُ على الرياض مدنِّسًا
تلكَ الرياضِ بخسَّةٍ وتمادي
أرضٌ تضجُّ بها الرجالُ وتشتكي
للهِ من جَور ومن إلحادِ
وكذا البلادُ إذا أُديلت ريحُها
وتناوشتها زمرةُ الإفسادِ
حلَت جوانبَها قشورُ حضارةٍ
غرثى فماتت وثبةُ الآسادِ
شمختْ بمبعثك الكريمِ معالمٌ
منها الفخارُ بكلِّ عصرٍ بادِ
تتنوّرُ الدنيا بكلِّ مقالةٍ
ألقيتَها في مسمع الأشهادِ
خسئَ القرودُ وكلُّ وغدٍ قد رمى
ذاك الجنابَ بلوثة الحُسَّادِ
طوّقت جيدَ الدهرِ أكرمَ حُلةٍ
يزهو بمرآها مدى الآبادِ
وأنرتَ حالكةَ الدروبِ فشُيِّدتْ
أركانُ مجدٍ ثابتُ الأوتادِ
نُسخت من التأريخ كلُّ حضارةٍ
برسالةٍ بَرئتْ من الأحقادِ
يا سيّدي ذكراكَ نبضُ وجودِنا
للآنَ يسطعُ نورُها بفؤادِ
حطَّمتَ بالتوحيد كلَّ حجارةٍ
شمخت بجهلٍ فوقَ سفحِ الوادي
فتطاولَ الصَّرحُ المنيفُ لأمةٍ
خطّت بعزٍّ صفحةَ الأمجادِ
من كلِّ وضَّاحِ الجبينِ وليدُها
يحدو بزيد الخيرِ والمقدادِ
في كلِّ يومٍ يلبسونَ مكارمًا
من أرض تِطوانٍ إلى بغدادِ
واليومَ نُعلنُ حبَّنا لمحمّدٍ
وبرغم كلِّ الحقدِ في الميلادِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى