الثلاثاء ٣ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم عادل سالم

سجن انفرادي

شعرت الصحافية الأمريكية «كاني» بالسعادة لأن إدارة سجن «ليفنوورث» في ولاية «كانزاس» سمحت لها بإجراء مقابلة تلفزيونية مع سجين محكوم بالسجن المؤبد مرتين إضافة إلى 25 سنة وهو يقبح بالزنزانة منذ 3 أعوام.
إنها تجربة جديدة لها، تريد القيام بعمل صحفي مميز.

أعدت لهذا اللقاء جيدا كأنها ستلتقي مع رئيس الوزراء. لم يكن زوجها مقتنعا باهتمامها بهذا المجرم، فلماذا تهتم به زوجته هذا الاهتمام؟
لم يستطع منعها فهي صحافية تعشق المغامرات.
حاولت أن تكون معه وحدها دون الحراس لكنهم رفضوا فخبرتهم مع هذا السجين لا تسمح لهم تركها وحدها معه، فهو سجين شرس، قد يعتدي عليها. وهي لا ترغب أن تجري معه اللقاء وهو مقيد حتى تعطيه حريته في الكلام.

سألته أول سؤال لها بعد الترحيب به:
  هل أنت سعيد بزنزانتك؟
  نعم أنا في قمة السعادة.
  ألم يكن أفضل لك أن تكون في الغرف مع السجناء؟
  لا فهذا مزعج لي.
  لماذا قتلت زميلك في السجن؟
  لأني أريد أن أكون في الزنزانه لوحدي.
  هل طلبت من إدارة السجن نقلك للسجن الانقرادي؟
  نعم طلبت منهم ولم يسمعوا مني.
  هل تشعر بالذنب لأنك قتلته؟
نظر إليها وبدأت عيونه تتحرك بشكل دائري ثم قال لها:
  هذا سؤال غير جيد.

فجأة أحاط بها السجانون وسحبوها تدريجيا إلى الخلف ثم أخرجوها من الغرفة.
انتهى لقاؤها معه بهذه السرعة. السجانون يعرفون دائما دره فعل هذا السجين، لذلك حرصا على حياتها انتهى لقاؤها معه بهذه السرعة.

كان ستيف براون قد تعب من العيش مع السجناء في سجن وسيكا قبل نقله إلى هذا السجن بعد جريمته التي ارتكبها وهزت المجتمع الأمريكي. فهو لم يعرف الراحة منذ 5 سنوات، وأمامه عشرون سنه أخرى.

كان في غرفة تضم 8 سجناء شعر بالملل فهم إما مزعجون، أو لا يحافظون على النظافة، أو يتعبونه بأسئلتهم.

طلب من مسؤول القسم أن ينقله إلى السجن الانقرادي لكنه رفض طلبه، سأله مسؤول القسم:
  هل حدثت مشكلة مع زميلك بالغرفة؟
  لا لكني غير مرتاح.

سخر منه مسؤول القسم وطلب منه الانصراف من مكتبه. بعد شهر كرر طلبه ولكن إلى مدير السجن نفسه فجاءه الرد أن الزنازين للسجناء المعاقبين وهو ليس معاقب.

منذ ذلك اليوم بدأ يخطط كيف سيجبر الإدارة على تحقيق مطلبه.
كان متوتر الأعصاب، دخل الغرفة واستلقى على السرير وبدأ يخطط حتى اكتملت الخطة في رأسه.

خرج من الغرفة إلى غرفة أخرى، تحدث مع سجين آخر أن يقرضه سكينا لأنه يريد تقطيع بعض الفواكه. السكاكين في السجن ممنوعة لكن للسجناء سكاكينهم الخاصة. فهم يهربون من المطبع الآلات الحادة مثل قطعة صفيح من علب البندورة أو الخضار المعلبة ويقومون بسنها لتصبح آلة حادة مثل الشفرة.

وضعها تحت مخدته وانتظر عندما نام جميع من بالغرفة. بعد فترة نهض من السرير، حمل سكينه ووضعه خلف ظهره، اقترب من أحد السجناء الذي كان يغط في نوم عميق، وضع يده على فمه وبسرعة ضربه بالسكين على رقبته وحزها كما يذبح الخروف.

لحظات كان السجين في ذمه الله ثم استدار إلى الثاني وفعل نفس الشيء لكن حركه الثاني ومقاومته أدت إلى استيقاظ بقية السجناء فهبوا مذعورين لما يجري ونادوا السجان بدون وعي الذي حضر ليشاهد ما يجري. جن جنونه، أطلق زر الإنذار فحضرت قوه كبيرة إلى القسم وهجموا عليه دون أن يقاومهم وبعد أن اوثقوه نقلوه إلى الزنزانة.

بعد أيام التقى معه مدير السجن فسأله:
  لماذا قتلتهما؟
ضحك ثم قال:
  لكي أكون في الزنزانة.
لم يصدق مدير السجن، ولا المسؤول عن التحقيق ما قاله السجين «ستيف براون». هيئة المحلفين التي أدانته استغربت ادعاءاته. أما القاضي فقد سأله قبل أن يحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين دون تخفيض:
  ألديك أقوال أخرى؟
  لقد قلت لهم انقلوني إلى سجن انقرادي فلم يصدقني أحد ولم يردوا علي. اليوم كلكم توافقون على أن أكون في السجن الانفرادي. تعتبونه عقابا لي ولكنه كان مطلبا لي منذ عدة سنوات. من يتحمل المسؤولية. من المسؤول عن قتلهما أنا أم إدارة السجن؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى