الأربعاء ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم عادل سالم

أنا بريء

كان عاصم سعيدا بنجاح ابنه بسام في سنته الأخيرة من المدرسة وبدأ يشجعة على الالتحاق بالكلية لدراسة المحاسبة ليكون قادرا بعد ذلك على إدارة شركة أبيه التجارية في شيكاغو المتخصصة في بيع لوازم البقالات بالجملة، والتي توسعت كثيرا في السنوات الأخيرة. فقد استطاع عاصم بجهوده الدؤوبة أن ينجح في تأسيس شركته وتوسيع وزيادة عدد زبائنها الذين تجاوزوا الألف تاجر.

لكن بسام فاجأ أباه وأمه عندما أعلمها أنه لن يلتحق بالجامعة الآن لأنه سجل للالتحاق بالجيش الأمريكي، جن جنون أبيه. ولم يصدق ما قاله ابنه.
  أتريد الالتحاق بالجيش الأمريكي؟
  نعم
  وتقولها أمامي؟ أتريد الالتحاق بالجيش الأمريكي لتقاتل العراقيين، والأفغانيين، وتعود لي جثة؟
  أنا لن أقاتل أحدا، سألتحق بالجيش لأصبح بطلا.
  لماذا الجيش؟
  لأن أصحابي سيلتحقون به.
  يبدو أن أصحابك مجموعة من المجانين. يا بني كيف تريد الالتحاق بجيش يقتل أهلنا وأبناءنا؟
  ولكن سأكون هناك موظف صيانة.
  وماذا لو هاجمك المقاومون هناك؟ هل ستقف تتفرج عليهم؟
  لا تعقدها يا والدي، لقد اتخذت قراري وانتهى الأمر.

غضب عاصم وهدد ابنه إن التحق بالجيش سيطرده من البيت إلى الأبد، لكن بسام لم يستمع لا لنصائع أبيه ولا لتهديداته، والتحق بالجيش ولم يعد إلى البيت.

غضب عاصم من تصرفات ابنه الوحيد، وشعر كأن مصيبة كبيرة حلت عليه من السماء لتحول سعادته إلى حزنٍ دائم. قال لزوجته ميسون:
  ماذا فعلنا حتى يعاقبنا الله بذلك؟ كل هذه السنوات وأنا أعمل وأجمع الفلوس له، ثم يتركنا ليذهب إلى الجيش؟ إلى الجيش الأمريكي الذي يقتل العرب والمسلمين؟ ماذا سأقول للناس بعد أن يعرفوا أنه التحق بالجيش؟ ماذا سأقول لأهلنا وأقاربنا في الأردن عن ذلك؟ يريد الجيش، لماذا لا يلتحق بالجيش الأردني؟
  هدئ من غضبك يا حبيبي، إنه ابننا الوحيد، يجب أن ندعو له بالسلامة ليعود لنا دون إصابات.
فقال لها وقد وصل إلى قمة غضبه:
  لعنه الله، لقد خيب ظني به، ليتني لم أخلفه.
  أعوذ بالله من دعواتك، حرام عليك، ارحم الولد ليس لنا غيره، لا بد أنه كان يريد أن يكون مع أصحابه الشباب، هذا جيل المراهقة يا عاصم.
  مراهقة؟! كان عليه الالتحاق بالجامعة بدل الفضيحة التي جلبها لنا.

حاول عاصم أن يخفي أمر ابنه عن زبائنه من أبناء الجالية العربية لكن الخبر شاع بينهم كالبرق، فبدأ بعضهم يعلق عليه:
  أأرسلت ابنك ليحارب العراقيين؟
  كيف يلتحق ابنك بالجيش الأمريكي الذي يدعم إسرائيل؟
 ابنك يلتحق بالجيش ليحارب الأفغانيين والعراقيين.
  لو كان ابني لقتلته!
  ألم تعلمه الانتماء إلى الوطن والدين يا عاصم؟!
ها ها ها
  خسارة على أمة أبناؤها يخدمون أعداءها.

كان يستمع عاصم إلى كل هذه التعليقات وغيرها بأعصاب هادئة يشرح لأصحابها كيف حاول أن يمنع ابنه لكنه رفض الانصياع لتوجيهاته فطرده من البيت.

لم يكن عاصم مقتنعا مما يقوله للزبائن وكان في داخله على برميل بارود. مؤمنا بكل كلمة قالوها محملا نفسه مسؤولية ما حصل.
(آه ليتني عدت إلى الأردن منذ كان طفلا في المدرسة! ليتني أرسلته مع أمه إلى الأردن. لكن يا ربي لماذا أنا الوحيد الذي ذهب ابنه إلى هناك؟ لماذا آلاف العرب الآخرين لم يلتحقوا بالجيش؟

صحيح هناك ابن أبو باسل التحق بالجيش وربما غيره ولكن أبو باسل داير على حل شعره لا يهتم بأولاده ولا بناته ولكني لم أقصر معه. أرسلته للأردن أكثر من مرة. فلماذا لماذا قرر الالتحاق بالجيش؟ والله لو التحق بالجيش الأردني لما زعلت. على الأقل سيخدم في وطنه).

مرت شهور لم يسمع عاصم وميسون أية أخبار عن ابنهما بسام. فطلبت ميسون من زوجها أن يتصل بمكتب الجيش لكنه رفض طلبها وحذرها من فعل ذلك.
  أنت سبب كل هذه المصائب. لو أحسنت تربيته لما التحق بالجيش.
  أنا؟ أنا يا عاصم؟ بماذا قصرت يا حبيبي. ألم أفعل ما تفعله كل أم عربية هنا؟ لكنها إرادة الله سيعود لنا إن شاءالله. يا عاصم حتى لو لم يذهب بسام ليلتحق بالجيش الأمريكي. فهل تضمن أن حفيدك أو حفيده لن يلتحق يوما بالجيش الأمريكي؟ ماذا لو صارت الخدمة إجبارية كما كانت أيام زمان؟ ماذا سنفعل؟
  سأعود إلى الأردن. لن أبقى هنا.
  أنسيت أننا كلنا العرب الأمريكيين عندما نحصل على الجنسية الأمريكية نوقع على أوراق تؤكد استعدادنا للدفاع عن أميركا عندما يحتاج الأمر لذلك؟
  يا ميسون، لم يذهب ليدافع عن امريكا لقد ذهب ليقتل إخوتنا العراقيين.
  وما يدريك أين سيذهب؟ وكيف عرفت أنه سيقتل العراقيين. ربما وجوده يحميهم.
ضحك عاصم ها ها ها ثم قال معلقا:
  وجوده يحميهم؟! وهل هم بحاجة إلى حمايته؟
  أنسيت يا عاصم عندما تقدمت للمتحان الجنسية الأمريكية بأنهم سألوك: «إذا حصلت حرب بين الأردن والولايات المتحدة، فهل أنت مستعد للقتال مع امريكا ضد الأردن؟» فأجبتهم بصوت قوي: «نعم».
ارتبك بعض الشيء فقد نسي الحادثة كلها. قال لها:
 يا ميسون تعرفين أنني قلت ذلك لفظا لكي أحصل على الجنسية الأمريكية. لكن لو حصلت حرب حقيقية فعلا فلن أقف مع أمريكا ضد بلدي، هل جننت؟
  لا لم أجن، وهكذا بسام أيضا، ربما ذهب لأن أصحابه التحقوا بالجيش ورأى فيه رمزا للقوة والفروسية وصقل النفس.
  أنا ما يهمني أنه سيذهب لمقاتلة إخواننا المسلمين.
  ماذا لو حاربت أمريكا الصين؟ هل كنت ستوافق؟
 لماذا تصرين دائما على إثارتي؟

تجارة عاصم تضررت بعد التحاق ابنه بالجيش الأمريكي فالكثير من التجار العرب صاروا يشترون بضاعتهم من منافسه الأكبر الطيراوي، فقد ساءهم التحاق ابن عاصم في الجيش الأمريكي.

بعد شهرين من غياب بسام، فجأة رن جرس الهاتف رفعت الأم السماعة:
  ألو.
  ماما أنا بسام.
  بسام حبيبي أين أنت؟
  أنا الأن في المانيا، سأتوجه بعد أسبوع مع دفعة جديدة إلى العراق. لا تخافي لن أقاتل أحدا. ستكون مهمتي حماية المواطنين العراقيين.
  دير بالك يما، سأدعو الله أن يعيدك بالسلامة.
  كيف حال والدي؟ ألا يزال غاضبا؟
  سيهدأ بعد عودتك. سأبلغه تحياتك.
  سأراسلكم من هناك، سأبعث لكن برسائل عبر البريد الإلكتروني، إلى اللقاء.

بعد أشهر أخرى وصلت منه رسالة بالبريد الإلكتروني وفيها صورته:
 أبي، أعرف أنك غاضب علي، لكن صدقني أنني هنا لا أقاتل أحدا.
أشترك مع دورية تجول الشوارع وتفتش المواطنين المشتبه بهم.

نحن نحرس العراقيين ونحميهم، دوريتنا تتعامل مع العراقيين بأدب ويطالبونني أن أترجم لهم ما يقوله العراقيون عنهم. حتى أن بعضهم يحيينا ويسلم علينا.
سخر عاصم من رسالة ابنه.
  يحيونهم ويسلمون عليهم!!
أما أمه فكانت سعيدة بأخباره وبصورته بزي الجيش يحمل تلك البندقية المخيفة.
 بسام جندي له هيبة الرجال.
لم تدم رسائله المطمئنة، بعد فترة بدأ يشكو لأمه صعوبة الوضع.
  يوم أمس طلب مسؤول مجموعتنا من إحدى السيارات التي اشتبهنا بها التوقف لكن السائق على ما يبدو لم يفهم فتابع سيره فأمطر الجنود السيارة بالرصاص. وكانت النتيجة وفاة كل ركاب السيارة وتدمير السيارة، كان فيها شاب، وامرأة وطفل صغير ربما 4 سنوات من العمر. لقد وجهوا لي تأنيبا لأنني لم أشترك في إطلاق النار على السيارة المشتبه بها، فقلت لهم إن السائق لم يفهم كلام الضابط بالانجليزية فقد قال له:
  (بل أوفر) ولم يقل (ستوب) كما تعود عليها المواطنون العراقيون، أنا حزين لذلك سأقدم تقريرا عما حدث للمسؤول الأعلى، قولي لأبي لم أطلق النار.

بعد شهر أرسل رسالة أخرى يقول:
  الوضع ساخن جدا، يرسلونني إلى المناطق الأكثر سخونة رغم أنهم قالوا لي ستكون تقني صيانة فقط. حيث وعدوني أن يعلموني كهربائي. لكنهم لم يعلمونا شيئا، أحاول أن أتقرب من المواطنين العراقيين لكنهم عندما يعرفون أنني عربي من الأردن ينفرون مني، بعضهم يعدني مؤيدا لصدام حسين. يقولون لي:
 أنتم الأردنيين تحبون صدام فلماذا تخدمون بالجيش الأمريكي؟ وبعضهم الآخر، ينظرون لي نظرة ازدراء قائلين: كيف يقبل مسلم وعربي أن يخدم في الجيش الأمريكي المحتل للعراق. إنها جريمة.

بعد فترة رفض عاصم أن يقرأ رسائل ابنه، فكلها أخبار تسم البدن. يكفيه ما به، لقد قرر تصفية أعماله في شيكاغو والعودة إلى الأردن. سيعيش هناك ما تبقى من حياته.
قال يخاطب نفسه:
(لعلها فرصة للزواج مرة أخرى. نعم مرة أخرى، لماذا لا يكون لدي زوجتان، أريد أولادا، أريد من يعوضني عن بسام الذي ضاع مني إلى الأبد).

اتصلت ميسون بزوجها تبكي:
  عاصم الحق، بسام مصاب في العراق.
  بسام مصاب؟
اهتز جسمه من الخبر، لكنه لم يكن يستبعد ما هو أسوأ من ذلك. فالذهاب إلى العراق يعني الذهاب إلى الجحيم إنها المقاومة العراقية، أليس من حقهم مقاومة المحتلين وابني أحد أفرادهم. يا للعار ابني يساعد الاحتلال في احتلال عاصمة العباسيين. العفو يا أمير المؤمنين، الصفح يا هارون الرشيد. لو كنت أعرف ما سيحصل اليوم ما سافرت إلى أمريكا قطعيا. لعن الله الفلوس، ولعن الله طمع الإنسان.

لكنه الفقر يا أمير المؤمنين. الفقر دفعنا إلى الهجرة الفقر أوصلنا إلى تلك الحالة. لكني أعترف لك أن الفقر بكرامة أفضل من الغنى على جثث الآخرين.
سأل عاصم زوجته:
  ماذا حصل يا ميسون، كيف أصيب وأين إصابته؟
  اتصلوا بي من مكتب الجيش وأعلموني بالخبر. كان خبرهم صغيرا. «ابنك مصاب وقد أدخل إلى العلاج الفوري وهو الآن في غرفة الطوارئ، سيتصل بكم حالما تنتهي الإجراءات الرسمية».

سيطر الحزن على أمه التي ظلت تتصل كل يوم بالمكتب تستفسر عن ابنها.
كانت إصابته بليغة، فقد فجرت انتحارية سيارتها بالقرب من مجموعته فقتلت جنديين وبعض المارة وأصابت اثنين آخرين بسام أحدهما. نقل إلى المستشفى على الفور، واضطر الطبيب المشرف على علاجه على قطع رجلة اليمنى التي كانت قد تهشمت وتكسرت من قوة الانفجار، أفاق بسام من تأثير المخدر ليرى نفسه محاطا بالأسلاك من كل جانب، كان وجهه ملفوفا بالشاش الأبيض من الشظايا التي أصابته، فوجئ أنه فقد ساقه فأصيب بالذهول.
  رجلي، أين رجلي؟
قال له الطبيب:
  نحن سعداء بسلامتك أيها الجندي بسام. لقد اضظررنا لقطعها لأن الإصابة كانت شديدة ودمرت قدمك مع ساقك اليمنى.
بكى بسام، فلم يصدق أنه لم يعد بساق.
مسح الطبيب دموعه وقال له:
  أنت جندي شجاع. عليك بالصبر، لقد خدمت بلدك أمريكا بكل شجاعة ضد الارهابيين الذين تلاحقهم قواتنا.
حرك بسام رأسه وقال:
  شكرا سيدي

في أول اتصال له مع أمه قال لها وهو يبكي:
  لقد قطعوا رجلي، اصبحت بدون رجل، قطعوها من منتصف الفخذ.
  يا لطيف يا لطيف، أعوذ بالله ، قطعوا رجلك! الله يقطع دابرهم يا رب، لماذا لماذا؟
  لقد أصبت بحادث تفجير انتحاري قامت به امرأة عراقية.
  لعنها الله، ألم تعرف أن تفجرها إلا فيك.
بدأت ميسون تبكي وتولول على ابنها، ثم سألته:
متى ستعود أريد أن أراك؟
 بعد شهر سأكون مع أول مجموعة قادمة لمتابعة العلاج.

رفض عاصم مصاحبة زوجته إلى المطار لاستقبال بسام، قال لها:
  لا أستطيع الحضور معك لاستقبال الآن. سيكون بانتظاره ربما بعض المسؤولين في الجيش، ربما الصحافة، لا أريد إحراجا. سأراه بعدما يصل إلى هنا. لا أريد أن أراه بزي الجنود، لو سمع كلامي لكان الآن في الجامعة يدرس المحاسبة.

عندما فتحت الطائرة أبوابها في مطار أوهير كان أول مسافر يخرج من الطائرة. كان يجلس على كرسي المقعدين ويقوده أحد زملائه الجنود العائدين، رأته من بعيد، بكت، ولوحت له بيدها، ما إن وصل قريبا حتى أسرعت إليه تعانقه قبل أن يسلم عليه أحد. كان معها أحد زملائه الطلبة الذين سلموا عليه وهنأوه بالسلامة.

كان بسام حزينا ليس كما ذهب. وعندما وصل البيت اعتذر لأبيه لأنه لم يسمع كلامه، تعانق الاثنان طويلا، وبكى عاصم حتى كادت عيونه تعمى من كثرة البكاء.

لم تطل بهم الإقامة في شيكاغو فقد أنها عاصم كل أعماله هناك وعاد إلى الأردن مع زوجته وابنه بعد أن تم تركيب رجل اصطناعية له.

وهناك حاول أن يخفي حقيقة التحاق ابنه في الجيش الأمريكي والخدمة في العراق. لكن الخبر كان قد وصل إلى معارفه وأقاربه قبل وصوله. فعانى ابنه نتيجة ذلك الكثير وتعرض للتعليقات المرة، والمهينة:
  بستاهل قطع رجله، كان يجب قطع رأسه.
  تفوه عليك لو أحسن أبوك تربيتك ما خدمت في الجيش الأمريكي.
  جاسوس للأمريكان.
  طبعا أبوه بنى عمارته الجديدة من أموال الجيش الأمريكي.
  يا خسارة شباب بلا أصل.
  ويل لأمة أبناءها يساعدون أعداءها.

في أحد المرات لم يتحمل بسام ما يسمعه من تعليقات
وجهت نحوه في أحد المقاهي، فهب واقفا يصرخ بهم:
  كفى، كفى، كفى.
لا أستحق كل ذلك. لم أرتكب جريمة، لم أقتل أحدا.
لا تسألوني لماذا خدمت في الجيش الأمريكي؟!
بل اسألوا أنفسكم، لماذا تتهافتون كل يوم إلى القنصلية الأمريكية تطالبون بتأشيرة فيزا للسفر إلى هناك. ثم لا تعودون.

لا تلوموني، بل لوموا الآباء الذين عاشوا هناك وتركوا أولادهم فيها لينهلوا من ثقافتها وحضارتها.

المواطنون العرب يعلقون العلم الأمريكي في بيوتهم وفي محلاتهم ويقسمون يمين الولاء عند حصولهم على الجنسية ثم يعاتبون أنفسهم عندما يخدم بعض أبنائهم في الجيش الأمريكي.
من المسؤول؟ من المتهم؟ من السبب؟

إن كنتم لا تريدون لنا الخدمة في الجيش الأمريكي فلماذا أنجبتمونا هناك، لماذا سافرتم إلى هناك؟
إن كانت الخدمة في جيش امريكا عار فلماذا تذهبون إلى العار بأرجلكم. تسكنون في داخل العار وتريدون لأبنائكم أن يكونوا القدوة. يبدو أنه لم يعد لي مكان بينكم. التوبة عندكم لا مكان لها. فكل متهم لديكم يجب إعدامه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى