الأحد ٣٠ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم مصطفى أدمين

لماذا؟...

لماذا لا أقلق لكوني لمْ أكُن، ولا أقلق لكوني "غير كائن"، وأقلق لكوني لن أكون؟

لماذا لا أكفّ عن التفكير في تلك المرأة التي راودتني عن نفسي وكنتُ معها كمثل النبيّ يوسف مع امرأة العزيز؟ وفي كلّ نومة، أراها صديقة تراودني عن نفسِها في؟

لماذا انْحَسَرَ الحبُّ وطغى اللحمُ؟

لماذا كلّما فكّرتُ في أحوال ديني، لغتي، تاريخي، بلدي، أهلي، ورقتي، قلمي... شعرتُ بالاغتراب والدّونية؟

لماذا تضجُّ رأسي بالأسئلة؟ هل أنا فيلسوف، أديب، عاشق،... أم مجرّد رجل أخرق؟

نساؤنا جميلات وعظيمات ومع ذلك عزفتُ عن عشقهن؛ لماذا؟ هل هي عقدة عشقهنّ أبعد من كلّ عشق؟

انتهى النهار، وباتتْ فلسطين على الدمار، ونمتُ لأحلمَ بامرأة غادرة... لماذا استطعتُ أن أنام؟

لماذا أقتدرُ على العيش وكلُّ ما في وجودي يشيرُ إليَّ باختيار الموت؟

فقدتُ الثقة في الصداقة، الدين، السياسة، النقابة، الحبّ، جهنّم، الجنّة... لماذا؟

لماذا اختاروا الموتَ سبباً لتكريم الفقراء من الأدباء؟

أدمنتُ القراءة، الكتابة، السيجارة، الخمرَ، العزلة... وأدمنتُ الانتحار... لماذا؟

وفي قلبي حبٌّ ممزوجٌ ببعض الكراهية تُجاه كلّ من أحبّ...لماذا؟

قد أصيرُ من "الإرهابيين" وأتمنطقُ بأقلام ناسفة، وأفجّر نفسي على صفحات الجرائد والمجلاّت التي لا يقرأها أحد... لماذا صار فكر "الإرهاب" يتملّكني؟

لماذا صورتي لا تُرى، صوتي لا يُسمع، حزني لا يُحسُّ به... هل أنا "إرهابي" بالفعل؟

عشقتُ امرأة في رواية يابانية... بحثتُ عنها في قصيدة مغربية... ووجدتها على غلاف مجلّة فرنسية... كانت هي... ولم أكن أنا... لماذا لا نعثر أبداً على المرأة التي نعشق أبعد من الأدب؟

صوتٌ بغيضٌ يقول لي:"تنحَّ عن الكتابة والتحِقْ بالقطيع!" ... لماذا؟

على الرغم من تعميم الإنارة، لا أرى سوى العتمة... لماذا؟

تقولون هذا "أديبٌ" مريض، وقد لا تقولون... لماذا الأحكامُ المسبقة؟

لماذا الحروب؟...

خاب أملي فيكم... لماذا؟

خاب أملي في نفسي... لماذا؟

ومع ذلك ما زالت لي فيكم بقية أمل... لماذا؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى