السبت ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم محمد رضا

موسم اللوز الأخضر

ارتفعت أعينهم إلى السماء
ملت على كتف أخي وقلت:
الخوف يرعش أوصالي
ويقيم الساكن في
فضمني إليك قليلا
لعلي أضمد وجع الروح
******
وفجأة ..
ثار أحدهم .. لم أتبينه
وانتصبت شعيرات رأسه
صرخت حنجرته مرتعدة:
قتلونا كما قتلونا أول مرة
وأغمض عينيه
وغرق في الهذيان
******
حاولت فشلاً
أن أداوي الطائر الجريح
أطعمته غصن الزيتون
وحملت الذنب!
كانني أنا
من اخترع حرفة الصمت
******
يوشك أن يسقط كتف أخي
هو الآخر .. قلت:
يا أخي احمل رأسي معي
ثم ازدردت .. واحمرت عيني
أكتافي لم تعد تحتملني
وقد بلعت الحروب أبي
والصمت ضريح آخر
ولا أدري
*****
أزحت رأسي عنه
ووضعتها بين يدي
ونظرت بلا عين إلى عيني
قلت لنفسي:
يا ليتني مت قبل هذا
أو وأدت قلبي
أو كنت نسياً منسيا
******
حاولت عدما
أن أعقد الطريق
بين قطاع الحريق
والضفة الأخرى من الموت الشريد
فاعترض طريقي شريد آخر
شرعت برصفه
كل الطرق إلى بيتي بها لصوص
لابد أن أنهبها يوما اللصوص!
******
ولم نعد نر الأحجار يا أخي
كلما رجمناهم حجرا
رفعوا سورا
وكلما ارتفع السور
أغلق أمام أعيننا بوابة العبور
******
خرجت مرتعدا من صمتي
وركضت نحو الآخر
- من قال الصمت لا يدوي؟ -
وأحرك وطنا من خارطتي
وأمحو اسم الآخر
كما يحرر شاعر قوافيه
كي تنزع صمته
******
وفي الشمال موت
وفي الجنوب موت
وقد وضعوا مكان الزيتون
شجر التوت
منذ ألغي موسم اللوز
ولم يعد للعاشقين إلا الجلوس
على مقاعد السكوت
******
وأنا مازلت أنا في داخلي
على حصاني
أطوف به الحدود
و أبتغي النجاة الخلود
كي أطرد الجحود واليهود
ما مر يوم وبيتنا ليس فيه يهود
ما مر عام ولم تنقض العهود
حتى أخي آثر الجمود

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى