الثلاثاء ٢٠ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم وسام الحسناوي

يا ابن النخيل

ما مت يا نصفي لتحجبْ لتكون من عيني أقربْ
يا ابن الفرات عذوبة أنى يسير فأنت أعذبْ
يا ابن النخيل وسعفه ما رفّ منه وما تحطبْ
يا ابن العراق وما العراق سوى كتابٍ فيه تكتبْ
يا شعره ما دامَ نهرُ الشعرِ من شفتي يُسكبْ
أواهُ يا ابن الكوفة الحمراء والصب المهذبْ
غادرتني كأساً حوى عمر الحنان فكيف أشربْ
وأنا البعيد يجرني وجعي إليك وفيك أصلب ْ
أملي ودقات احتضارك والغروب دنا فرحّبْ
أومى بكف وداعهِ للروح والقلب المعذبْ
والساعة العمياء تغرز سمها والليل عقربْ
يغتال في الجسد الغريب بصمت عمرٍ ليس يُحسبْ
رأسي على جمر الوسادة مثل أحوالي تقلبْ
والانتظارُ وحسرتان ولحظةٌ منهن أغربْ
قد بعثر الأوقات فينا يا لموتك من مرتبْ
أنا ها هنا وحدي أواجه فقدك القاسي فأرهبْ
أواهُ يا ليل الغريب لوحدهِ يأسى وينحبْ
الكون ضاق على يدي فهل لكونٍ منه أرحبْ
وفتحت قلبي للسماء وقلت يا ربي أيا ربْ
انزل إلي سحابة ً قمراً حزيناً نصفَ كوكبْ
أحتاج دمعاً من غروبك من شراييني يخضبْ
أحتاج من يبكي معي من لي فديت سواك يندبْ
بي عبرةٌ حبست دموعي عن ثراك فهل ستذهبْ
بي غصةٌ منعت هواك واغرزت في الجيد مخلبْ
عجل لتزرع غصن صبرٍ في فؤاد فتى تغربْ
أحتاج قلبا ثانياً يسع المصاب ومن تصوبْ
الحزن يبحر داخلي متعمقاً من دون مأربْ
فقد الصديق تعلةٌ لا تستطاب ولا تطببْ
وفراقه بحث يطول فلا يعد ولا يبوبْ
وكريمُ غاب وما به شيء من الحسنى تغيبْ
وكريمُ ذوب بالندى عمراً وفينا ما تذوبْ
تبع الحقيقة والداً وأطاعها ولداً مؤدبْ
رفض احتلال بلاده وعن المشاكل ما تهربْ
وعن العراق وأمنه عيناه ملء لظاه تلهبْ
ويمر دهرٌ حاقدٌ وصفاتهُ السمحاءُ أغلبْ
حلو المذاق مطابقاً شاي العراق ومنه أطيبْ
باركت عمرك بالنقيض وجمع أضداد محببْ
إني أراك مع النجوم تضيء كالنجم المذنبْ
يا من بحقل الذكريات تصول كالفرس المجربْ
الدرب يسأل عن خطاك وكل حي كل ملعبْ
والدومنو والنرد من عشق الغناء ومن تعصبْ
والأمسيات وأم كلثومٍ تغنينا فنطربْ
وتقول لي أنا لن أعود قد اتخذت الموت مركبْ
يا هاجري أنا بانتظارك عند باب الوعد أرقبْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى