السبت ٢٤ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم سهام جبار

يتشــــابـهـون

يتشابهون
أو أنني لا أتغيّر.
لم يقل أحدٌ ما لم يقله أحد..
صمٌّ بكمٌ تنقلهم المركباتُ إلى المركبات
لم أرهم يصلون..
يصلحون الأسماء.. لكن تتسربُ منها الأفعال
وتمنع الخياناتُ أسماءهم من الامّحاء
الشابُ الذي لا يملك ممحاةً
يحفظ دم الشوارع في ثلاجة
ويصففُ الدرسَ بين درسٍ ودرس.
كلُ المعروف في الخريطة
إحملْ حقائبكَ بين الحدود وصرْ حرّاً.
تقولُ الأسطورةُ أن الطوفان
طرد الأبناءَ وأبقى الضروع
والخريطةُ باقيةٌ مما يسكبُ الساكبون
ومن امتنع تطلّقه الحقيقة.
أسفرُ عن بريدٍ واقفٍ
فينذعرُ الأخوةُ من عصامية العري
أعرفُ أسماء كثيرة عن الحرب
غشتني، ظننتُ أني معها..
لكن اسمي ساقط من حلبة القائمة
من عشيرة الأحياء كلهم.
أصرُّ أني كنتُ في النجف، لكن من دون أذان.
رحلتُ عنها أو بها.. السيارةُ تنهبُ تلفّتي
كلما أظنُّ أني وجدتُ.. أتعثّرُ بالفقد
راحلون .. راحلون
كلهم يمتّون إليّ..؟
ما كان لي أن أدقّ على نفسي
لن تخرج، لا بدّ لها من منفذٍ غير سطوح الجيران
أودّعُ كلّ قادمٍ.. أبلّغُ كلّ راحلٍ:
الرقيقُ لا يفخر بالنخاسين
لكن يحملُ نسلّه بالبطون.
علّقْني يا نخّاس في أعلى المدينة
كلما يُصلبُ راحلٌ.. تحنّ خيانتي لمثيلها
كلما تمدّنتُ كان القتلُ أفظع.
ليست مهمتي التوصيل، ليست مهمتي مهمتي
حتى تصدّق التغابي، وتفركَ فانوسَ العقل
منْ سيخرج: النخاسُ أم ثمرته؟
هاتِ ما لم أعرف
أو لا أقولُ ما يُقال
في "الجمهورية" أدورُ خمسَ دوراتٍ بحثاً عن 1986 و87 و88
ثم لا أدركُ سقطتي من أعلى الأمس
طابقٌ ما .. يخون
كبرمودا ولا يعلمُ الجيولوجيون كيف لم أطرْ عن قاعي
ـ الحرارةُ هنا مرتفعة، أجب.
ـ شمسُنا أم شمسُكم جلبتْ سحنَ الغزاة
الى أرضنا أم أرضكم؟، أجب.
ـ خبرتي السجون وأزججُ الكلمات.
ـ كالمصحح؟ أعرفهُ
في بلادٍ من مصححي السنين
أتعفّرُ بسنتين من كبشه ثم يموت
أ تعلمُ أيّ انفعالٍ تُسقطُ الغيمة؟
كما يفعلُ المغتصبون، أ تصدّق ما يفعلون؟
لا يفعلون شيئاً بالمرة،
مؤكد أنك لم تفعل ذكرياتِك
ما أبعدكَ عنها برغم أنك ما زلتَ جثة ولم تتفسّخ مثلي
لا حديث بيننا
.. لا أذكرُ أين أو هل أو متى كنتُ أراك
لم نتقابل منذ لحظةِ عُدتني وسرقتَ الشفاء
خاصرتي تؤلمني، ملأتَها حصىً أيّها القذاف
ستقرأُ النسوةُ الأدعيةَ أو الأحجيةَ
هكذا مكتوبٌ أن يقرأنَ، فماذا تفعل؟
ستصنعُ أطفالاً أنشرُ بهم الرؤوس؟
تلقّيتَني في وقت اللعبة الضائع!
هل سترحلُ من دوني، لماذا أتوهّمُ التصحيح؟
أنتَ الذي لا تصحّح، تغرفُ السنينَ كما تسعل
يا أبا الربو وبراءة التنور
لماذا لم تبنِ لي نهراً فلا يخنقني الهواء؟
لماذا لم تُمِت الموتَ حين طرقتَ نواتي فصرتُ؟
لماذا أكلّفُ بحراسة الأعمى؟
.. هكذا إذن قسَمَ القاسمون
وضعوني ثم تداركوا بشركاء، وغاموا
أيّ انفعالٍ تُسقطُ الغيمة؟
تعلم: كل دقيقة بصاق يسيل على السحن!
منْ يحسنُ جمعَ سيله، من يخرج عن سيله؟
ما خرجتُ عن الطفلة التي دخلتْ
ثم أني ألعب، أ لعبي قاسٍ؟
إسألِ الدبّةَ التي احتفظتْ بخليلها في شلله
وسل الحشرات
ماذا كانت تفعلُ في مغارتي؟
هل قتلها الضوء؟
يقول ناباكوف: كالسجون
قتلها..
وأنا عندي شواهد وأدلّة.
قرأتُ أن الجمال مرعب، أو ذاك
الذي بعينيه رأى
أنا أيضاً رأيتُ
السمّ في عيوني يرى
أعوي كلما رأيت
أ ينتظرني حتى أبدّل جلدي
وأصير امرأة؟
يُذكّر دميةً بتأريخها،
ما إن تنطقَ "أوه" ــــــــــــها
حتى يصير بجماليون
و لا تصير هي.. هي!
يتشابهون!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى