الثلاثاء ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم شادية عواد

فله والكلب

فله بنت صغيره تحب الحيوانات كثيراً وكانت عندما ترى إحدى الحيوانات الأليفة تشفق عليها وتطعمها، ومن تلك الحيوانات التي كانت تحبها الخراف الصغار والطيور والقطط والكلاب الصغيرة.

وفي ذات يوم جاءت فله ومعها كلب صغير إلى البيت لكي تربي ذلك الكلب وتطعمه ولكن أمها رفضت أن يبقى الكلب في البيت وصرخت في وجه فله بأن تدع الكلب يذهب إلى مكان أخر، ولكن فله قد أصغت إلى كلام أمها ولم تبقي الكلب في البيت بل أبقته بعيداً كي لا تراه أمها وكانت تأخذ له الطعام الذي تبقى من فضلات الأكل بعد كل وجبة دون أن تجعل أمها تلاحظ عليها، وهكذا استمرت فله تحب الكلب وتدعوه بإسم بوبي وتحافظ علية، وكانت فله تقترب من الكلب في عناية خوفاً من أن يمسك بها لأنها كانت تعلم أن الكلاب إ ذا عظة الإنسان تلحق به الإمراض كما اخبرها والديها في هذا الأمر، وخاصة إذا لم يكن قد أخذت الكلاب اللقاح ضد الأمراض.

وفي إحدى الأيام عندما كانت تذهب فله مع جدتها إلى الحديقة البعيدة عن البيت وأيضاً أخذت معها الكلب بوبي، حيث أن كانت تحمل معها حقيبة، وفي أثناء الذهاب قد تعرضت جدتها إلى سرقت الحقيبة من قبل أحد المتسولين المارين في الشارع وركضت فله ورائهم ولكن جدتها لم تقدر سوى أن تطلب المساعدة من الناس المارة ولكن لم يراهم احد وكذلك فله لم تقدر أن تلحق بهم، وفي تلك اللحظة لم تجد فله بوبي وذهبت تبحث عنه وهي تصرخ علية بوبي أين أنت وتسأل جدتها إن رأته من أي مكان قد ذهب، وفجأة ظهر بوبي من بعيد وفي فمه الحقيبة جاء بها إلى جدتها ولم ينقصها أي شئ، بعد أن لحق بمن سرقها ومن الخوف أن يراهم أحد والكلب بوبي يلحق بهم قد وضعوا الحقيبة على الأرض وأخذها بوبي وأعادها إلى جدة فله، ففرحت جدتها كثيراً على ما قام به بوبي.

وعادت هي وجدتها إلى البيت وبوبي إلى مكانة البعيد عن البيت، وأصبحت هي وجدتها تتحدثان للأهل عما جرى لهن أثناء الذهاب إلى الحديقة وماذا فعل الكلب بوبي، فقد أدهشهم ما فعله الكلب. وأيضاً في تلك يوم قد خرجت فله بعد المدرسة مع المعلمة وأبناء وبنات صفها إلى الحديقة من أجل التعرف على شجر الصنوبر، فقد تأخرت فله في العودة إلى البيت فقلق ولديها عليها لإنهما لم يعلما أنها سوف تذهب إلى الحديقة مع المعلمة رغم أن المعلمة قد خبرت جميع تلاميذ وتلميذات الصف بأن يخبروا أهلهم عن انه سوف يذهبوا إلى الحديقة من أجل التعرف على شجر الصنوبر ولكن فله لم تتذكر لكي تخبر أهلها عن الذهاب إلى تلك الحديقة، ولم يقلق أهلها وحدهم بل الكلب بوبي قلق أيضا لأنها قد تأخرت في المجئ إليه من اجل إطعامه واللعب معه، فقد اتصل أهلها هاتفيا على هاتف المدرسة ولم يجد احد في المدرسة ففي ذلك الوقت قد انتهى دوام المدرسة، واتصلوا أيضا على هاتف صديقتها فقد اخبرهم أنهن قد ذهبوا بعد دوام المدرسة إلى الحديقة للتعرف على شجر الصنوبر، ولكن لم يصدق الأهل أنها ذهبت إلى الحديقة مع المعلمة، فقد ظنوا بأن أحد خطفها وهي تأتي إلى البيت، فبقيا ولديها في قلق واخبروا الشرطة عن طفله ضائعة وأعطوا لهم المواصفات بأنها صغيرة السن ترتدي ملابس مدرسه لونها أزق وتحمل حقيبة لونها أحمر من أجل البحث عنها بعد انتظار طويل.

وبينما الأهل في انتظار الشرطة أن تأتي لهم بفله كان بوبي قد قطع الحبل الذي ربطته به فله، وذهب للبحث عن فله في كل مكان قد ذهب معها إليه، فقد ذهب إلى الحديقة التي ذهب مع فله وجدتها إليها ووجد فله هناك فقد اندهشت فله من هذا الأمر وأيضا أبناء وبنات صفها والمعلمة مما قام به هذا الكلب، وبدأ وكأنه يصرخ عليها لما قامت بهذا الأمر من خوفه عليها، وبينما بوبي وجد فله كانت الشرطة ما زالت في البحث عنها ولكن لم تصل إلى أي شئ تخبر أهلها به.

وبعد أن تعرفت فله على شجر الصنوبر وقالت لهم المعلمة بأن يذهبوا وتراقب بهم في أثناء السير في الطريق خوفاً عليهم، فقد عادت فله مع بوبي إلى البيت وفجأة قرع الباب وفي لهفة وخوف شديد عليها من سماع خبر سيئ عنها فقد فتح الأب الباب وفوجئ بفله والكلب مع بعضتهما وهي مبتسمة وقد عانقها والديها وبدأ أهلها يسألونها: أين كانت؟

فقالت: قد أخذتنا المعلمة إلى الحديقة لكي نرى شجر الصنوبر أنا وجميع طلاب وطالبات الصف.

فقال لها والدها: لماذا لم تخبرينا انك سوف تذهب إلى الحديقة مع المعلمة.

فقالت: أخبرتنا المعلمة أن يخبر كل واحد منا أهله ولكن أنا لم أتذكر بأن أخبركم، وأنا أسف أبي لك والى أمي لما أحدثت من قلق لكم.

وبدأت تخبر أهلها عما فعل الكلب بأنه قد جاء من أجل البحث عنها عندما أطالت في المجيء إليه، فقد أدهش هذا الأمر والديها، و رأوا أن الكلب عنده وفاء في صداقته مع الآخرين، وبعد سماع أم فله عما حدثتها به ابنتها عن الكلب فقد سمحت لها في بقائه في حديقة البيت، وعمل والدها على إحضار اللقاح ضد الأمراض و إعطائه له، وفرحت فله جداً بعد أن علمت أن الكلب بوبي سوف يبقى في حديقة البيت، ولم يكن صديقها وحدها بل صديق العائلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى