السبت ١ آذار (مارس) ٢٠٠٣
بقلم سليمان نزال

ملاك اللوز و الزعتر الكوني

شاعَ الهوان
و ارتدى ربطة عنق كي يتسيدا..
و بكت شوارع القدس
و ظهرَ المسجد الأقصى مُقَيدا
حين كبت خيلُ المراهنات
على سلام.. مع العِدا
صارَ الفردُ في التيه جمعا
و غدا الفرد مفردا.
و نامَ على عتبات السقوط تاريخٌ
كان يوما ممجدا.
قبلَ جرحنا التحدي
أصبحَ إماما لمن إهتدى....
***

جلسَ الهوان على دكة التدجين
يشرح خصالَ الخنوع
أفتى بعشق صهيون
فدعيَ الخزي ُمجَددِا..
و إمتدت براثنه تنهش أحلامي..
و صنع من زفراتي و ضلوعي
عرشا لسلطته
و أحب أن ينظِّرَ علينا قاعدا
و حين تقتضي البطولة تراه مُقعدا
يحصي صفات النسيان في ظل موازين
تهزُّ خصرها كراقصة
في قاعة روادها
من خصيان و سدى..

*****
شاعَ الهوان
فغدا تحية يتبادلها الأنذال
في صباحات التفريط
فإنظرْ كيف يمد الخنوع يدا
و أنظر كيف تؤمر ملاك اللوز
و الزعتر الكوني
أن تتهودَ.. كي تتعودا..
تضع مكان الكحل
في عينيها مسحوقأ أسودَ
من خلاصة التراجعات
من حقدٍ توراتي
يقتل الطفلَ الفلسطيني في مهده
كي لا يصبح مجاهدا....
و أنظرْ كيف يذبح صهيون أجمل طيوريَ
على غصنِ أحلامي
كي أظلَ مشردا..
عشرينَ ساعة في اليوم
يلقي القنابلَ
على شعبي و أيامي
و أربع ساعات للإغتيال و الردى

و عرب في لحظة الإستجداء
يطلبون حتى من السماء
تبارك ذلهم
فيسمعون الرد مُرعدا..
بحق أحزاني الطويلة
و ليالي الذبح..و الحصار
و الشهداء و المسيرة
و دموع تهمي على وجنة الفجر
مثل الندى..
أقسمُ أن لا أهزم تاريخي بيدي
و أن أهدمَ فوق رأس الخيانة المعبدا
أن ظلَّ بعد الآن معبد يسمى معبدا
لهم أن يشيدوا من رماد التنازلات قصورا
و علي أنا حتى من دمي
أن أبني مسجدا
مُجَنَدٌ فؤادي ضد الطغاة
و كلُّ قلب فلسطيني حتما ُمجندا..
إن خيروني
أختارُ إنفجاري هائلا
ليكون موت الغزاة مؤكدا
سيكون رحيل الغزاة مؤكدا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى