الأحد ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
أحدث كتب الدكتور محمد عبد الله الجعيدي
بقلم عائشة أبو صلاح

فلسطين في الأدب

بقلم عائشة أبو صلاح

بالتزامن مع أصداء ملحمة «أسطول الحرية» وأبعادها الإنسانية والعالمية صدرت حديثاً في مدريد الطبعة الأولى من كتاب الدكتور محمد عبد الله الجعيدي الأستاذ بجامعة مدريد «فلسطين في الأدب»، في 490 صفحة، من منشورات جامعة مدريد الأوتنمة ، سلسلة دراسات، رقم 123، بالرقم الدولي المتسلسل:

978-84-8344-169-5

يضم الكتاب وهو خلاصة اليوميات الثقافية "فلسطين في الأدب" بين جنحيه قسمين، أحدهما باللغة العربية والآخر باللغة الإسبانية، يبدأ القسم العربي بشهادة الأنا ويقظة النحن ويتضمن شهادة أدبية حية من رشاد أبو شاور وأخرى مثلها من عز الدين المناصرة، وتتبع ذلك دراسات للدكتور محمد الجعيدي في شعر عشرين شاعراً من أسبانيا وأمريكا اللاتينية وفدوا على الحضرة الفلسطينية، خمسة منهم شاركوا في اليوميات المذكورة هم: خواكين دي لوكاس وكارلوس الباريث وخابير بيان وبدرو أوسكار غودينيث وسيرخيو ماثياس، أتبع الدكتور الجعيدي ذلك بوفادات أو دراسات عن الشعراء خورخي غرثية أوسطا وإيبان سيلين وهارولد البارادو وروثيو تامي وأنخل رينكون وأنطونيو مينغس وانريكي فالكون وأنخل بيتيسمي ولويس ياش ورولاندو غابرييللي ووالتر خياردينو وماركو أنطونيو كامبوس وغييرمو ديخو وكارلوس موقيتاي وراميرو لاغوس وأوسماندي ليسكاييرز:

يا قدس،
يا عروس الرب
لا تتوقفي
واصلي أيتها الحبيبة النسيج
واكتبي أنت وشعبك
أنصع صفحات التاريخ.
وإن جاء الصهاينة ليطلقوا النار عليك،
فبالتمر، يا قدس ارشقيهم من أعالي المآذن.
وبرماد أبنائك الشهداء
ونسيج مشاعرك
وسحر الساحرات في أحلامك
ارشقيهم.
يا قدس،
يا بيت المقدس،
يا عاصمة فلسطين
يا بيت الله
والإنسان
وشعوب البرية جمعاء.

أما القسم المنشور باللغة الإسبانية ففيه كلمة افتتاحية للدكتور أوبرتو ماراود ومقدمة للدكتور محمد الجعيدي حول فلسطين وأدبها، تلتهما ترجمتا "بالأخضر كفناه" لعز الدين المناصرة و "رقصة ليلة الوداع" لرشاد أبو شاور و "ليلة على باب لوركا" لسميح القاسم، تلت ذلك دراسة للدكتور الجعيدي بعنوان "فلسطين في الشعر الهسباني المقاوم"، وتلت ذلك أيضاً شهادات أدبية بعنوان "أنا وفلسطين" للشعراء الخمسة المشاركين في اليوميات، كما كلمات للشاعر أنخل بيتيسمي والناقدة باتريثيا سوارث والشاعر التشيلي غابرييللي.

وقدم الدكتور الجعيدي للكتاب بكلمة بعنوان"شهادة الأنا ويقظة النحن"، جاء فيها: "أُغتُصِبت فلسطين، فغدا اغتصابُها شوكةً في الضمائر وغصة في الحلوق، بكيناها قصوراً عن نجدتها وتحريرها، فصبرت وكظمت الغيظ كبرياءً وحيرة، تحدب على أبنائها وأمتها، وثقافتها وهويتها، حتى استقطبت القلوب والمشاعر من أركان المعمورة الأربعة، مجِلَّةً إياها، متداعية لها بسهر لا ينقطع وحمى لا ترتدع.

نزفت أقلام وحشرجت قوافٍ أمام المصاب الجلل، وها هو المخاض، في واحد من عطاءاته، يأتي، على جناح القصيد، عبر المحيط والبحر، من إسبانيا وأمريكا اللاتينية ومن فلسطين عينها، أبياً متضامناً، ومبدعاً صادقاً، يبشر بزوال دولة الظلم، في هذه الساعة، وقيام دولة الحق، على أرض فلسطين، إلى قيام الساعة.
شعراء هم ورُسل، سعوا إلى الحضرة الفلسطينية، وتغنوا بفضائلها وبلسموا جراحاتها، وحدبوا على شعبها المظلوم، استنهاضاً للهمم وإحياءً للقيم، وأنشدوها، بقلوب نصوحة وعقول متفتحة، مبشرين بإرهاصات فرج قريب وخلاص عزيز.

في سياق هذا العطاء، يندرج مضمون هذه المادة، في سياق برنامج جامعة مدريد المستقلة للتضامن مع الباحثين عن الحرية والعدالة والأمن والخلاص.

برنامح إنساني تحرري متضامن يندرج في مساعي هذا البلد إسبانيا، على جميع المستويات لتفعيل شعار تحالف الحضارات، في مواجهة فوضى المحافظين الجدد "البناءة" وحروبهم الاستعمارية الاستباقية.
هي خلاصة نشاط ثقافي وعلمي، أُقيم، في جامعة مدريد المستقلة، بالتعاون مع "اللجنة الدولية لحقوق اللغات والحوار"، وشارك في إحيائه، باللغتين الإسبانية والعربية، أدباء وأكاديميون وطلاب من ثلاثة عوالم، أوروبا والوطن العربي وأمريكا اللاتينية، وحضره جمهور غفير، من إسبان وعرب وأمريكان لاتين، أشخاص ومؤسسات أكاديمية وثقافية وصحفية وحقوقية وإنسانية.

في يقظة النحن تأكيد على تكريم شعراء هسبان وفدوا على الحضرة الفلسطينية، وشاركوا، بلغتهم وأقلامهم، في الفعاليات التي تحتضنها مادة هذا الكتاب، وفيه أيضاً احتفاء بشعراء هسبان آخرين عرَّفنا جمهور الحضور، لأول مرة، بتغريبتهم الفلسطينية؛ وكلها خطى في مسيرة بدأناها منذ ثلاثة عقود ونيف.
يأتي المضمون الواحد لهذا الكتاب في قسمين، تتنوع فيهما المواد دون تكرار، ليستجيب لمتطلبات القراء باللغتين، ويقدم لهم مادة جديدةً، تكون حافزاً للبعض على مواصلة البحث في هذا الموضوع الهام الجديد، وللبعض الآخر إعلام بوجود المادة وتأكيد على أن إنسانية الإنسان لا تتجزأ بمكان أو زمان، أو عرق أو طائفة، أو جنس أو لون، وعلى أنَّ قهر الإنسان وتشريده واغتصاب حقوقه وطمس هويته وإنكار وجوده، أمر مرفوض ومدان بالإجماع، مهما بلغت سطوة الجلاد وطأطأة الإمعات":

كم ستكون رائعة هي
مسيرة الفلسطينيين
وهي تجتاز بواباتِ القدس.
بصوت واحد اقرأوا
على القدس السلام.
انزعوا سلاح امبراطوريات
فاشية وصهيونية.
ونادوا، من أرجاء المعمورة الأربعة،
الفلسطينيين مسلوبي الحقوق المشردين
ليعيشوا بسلام في أرض
هي أرضهم منذ آلاف السنين.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى