الخميس ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم فلاح جاسم

وجهة نظر

يقول الفيلسوف اليوناني سقراط:"في العالم آراء بقدر ما في العالم من رؤوس"، ليدلل على تعدد وجهات النظر وتنوعها.. كتبتُ ونـشرتها باسم "قتل الآباء" فيها تساؤلات فلسفية ونفسية عن علاقة الآباء بالأبناء والعكس. كتب لي أحد الأخوة يقول: لا يجب التطرق أو التلميح في هكذا قضايا، ولا سيما أنها تخلق شعورا معينا لدى المراهقين من القراء، وواجبنا حمايتهم من سماع أي كلمة أو جملة تتطرق لأمور الحب أو شؤون الحياة الخاصة.

تمنيت بأن الأمر مقتصر على جملة وردت بشكل غير صريح في قصصي، لكنـّا بألف خير، لكن واقع الحال مختلف، إذ بإمكان أي شخص بضغطة زر أن يفتح أبوابا من الأمور المحرمة أو المسكوت عنها، والتي تدخل في أخص الخصوصيات مباشرة، ليس من أجل سياق تخدمه أو فكرة تناقشها.. هل أنت قادر يا صديقي على حجب شمس "قوقل" بـ"غربالك المهتريء" ؟ أو "تشفير" ما يبث في الفضائيات! لا أظن ذلك. لستُ بصدد تبرير ما كتبته بسبب ما ينشر، لكن ما أود قوله إننا دائما نحاول أن نخفي الكثير من الأمور عن أبنائنا ظنا منا أنها تخفى عليهم، لكن تكون دهشتنا كبيرة عندما ندرك إنهم يعرفون كل ما حاولنا تغطيته، بل ربما يعرفون أكثر منه.

لو اقتصر الأمر على ما كتبت أعدكم أيها السادة بإتلافه؛ والامتناع عن الكتابة بتاتا، مع أن من له اهتمامات أدبية من فئة الشباب يقدر أمورا مثل تلك ويستوعبها ويعرف كيف يتعامل معها، ونحن كنا شبابا في يوم ما، ونحس ما يشعرون به، وأصبحنا "شيّابا" ونأمل أن يقدروا ما نحن عليه إذا وصلوا لتلك المرحلة من العمر. يجب أن نعلم بأن عدم مناقشة بعض الأمور الحساسة وتجاهلها لا ينفي وجودها. أما إذا كان الهدف فعلا تجنب الإثارة، فكما تعلمون بأن النظر أكثر الحواس تأثيرا وتبقى الصورة في الذاكرة أكثر من الكلمة، لذلك تعمد معظم المدارس التي تنتهج الطرق الحديثة في التعليم إلى الاستعانة بوسائل تعليم بصرية..كما تستعين المجلات والفضائيات على لابسات"المخصّر" و "المعصّر" وغيره لا يتسع المقال ولا المقام لذكره.

وجهة نظر: هي الفكرة التي يكون أحدنا على استعداد لقتل الآخر بسببها، إن كانت مخالفة لما يعتقد. مع أن فولتير يقول:"أنا على استعداد للتخلي عن حياتي في سبيل أن تعبر عن وجهة نظرك بحرية، حتى ولو كانت مخالفة لوجهة نظري". أما شأننا اليوم فهو:أنا على استعداد للتخلي عن حياتك إذا أردت التعبير عن وجهة نظرك.
الفيلسوف:هو الشخص الذي لم يجد عملا فقرر أن يصبح فيلسوفا، فلا يبتئسن من يبحث عن وظيفة.

العالم: هو غابة، القوي فيها يأكل الضعيف، فهل سنـُترك بحالنا حتى و إن لم نكن ننوي (أكل الآخرين).

الرؤوس: في معناه الضيق كتعبير اصطلاحي؛ الجمجمة التي تحمي المخ(إن وجد). لكن الرؤوس كثيرة في عالمنا:رؤوس اللفت والبصل والقرنبيط وغيرها.
الآباء هم الرجال الذين يقيمون في بيوتنا منذ أن فتحنا عيوننا على هذا العالم. يحملون الأغراض إلى البيت صعودا ويتأبطون أكياس القمامة هبوطا.

(الإخوة): هم الذين نصافحهم في معظم الأحيان ونخفي سكينا وراء ظهورنا.
تساؤلات: هي الأفكار التي تدور في أذهاننا عندما نرى شخصا ناجحا، ولا تدور في خلدنا لمعرفة أسباب فشلنا.

التلميح : هو الاسلوب الذي يزعجني عندما يشير أحد إلى أخطائي. والتصريح و(التشهير) هو الاسلوب الذي انتهجه عند الإشارة إلى أخطاء الآخرين.

الحب: هو الشعور النبيل والشيء الجميل الذي فقدناه في "زمن المسنجر".
الحياة الخاصة:هي الكلمة التي نحرص على تداولها في نقاشاتنا، لكن نبسطها على قارعة الطريق في أحايين كثيرة.

واقع الحال: هو ما نعانيه الآن والله المستعان.

السياق:هو المضمار،وفي لهجة أهل الفرات هو المهر الذي يدفع للعروس من قبل عريسها.

المسكوت عنه: التكلم في السياسة، وعدد السيارات والعمارات والفلل التي يمتلكها المسؤولون.

أخص الخصوصيات: هي الشؤون التي تبوح لصديقك بها وتفاجأ في اليوم التالي أن كل من تقابله يسألك عنها.

"قوقل": هو المحرك الذي يجيبك على معظم تساؤلاتك، وهو مشتق من (قل..قل).
ملاحظة كان بودي تفسير ما بقي من مفردات لكن خشيت الإطالة أكثر من ذلك.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى