السبت ٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم مهند عدنان صلاحات

وحيدان في الانتظار

 صلاحات يعلن وفائه للقصة القصيرة في حفل توقيعه الطبعة الثانية من «وحيدان في الانتظار»

بحضور جمهرةٍ من الأصدقاء والكتّابِ والمسرحيين الأردنيين والعرب، وقّع الكاتب والمخرج مهند صلاحات، الطبعة الثانية من كتابه القصصي «وحيدان في الانتظار» الصادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن، وقدمه الكاتب والشاعر غازي الذيبة في احتفالية التوقيع التي بدأت في السابعة من مساء يوم الاثنين الماضي، ضمن الفعاليات القائمة على هامش معرض عمّان الدولي للكتاب والذي يقام هذا العام في معرض عمّان الدولي للسيارات على طريق المطار.

إذ أشار الكاتب الذيبة في بداية تقديمه لصلاحات «وحيدان في الانتظار، مهند صلاحات يقول ذاته» حيث تلمس الذيبة روحاً شاعرة منذ وصلت إليه الطبعة الاولى من الكتاب، موسوماً بأنها مجموعة قصصية، متفاجئاً بمهند كونه لم يخبره خلال فترة تعرفه الأولى به بأنه يكتب القصة، فقد عرف مهند صحافياً، ومشتغلاًً في العمل التلفزيوني، كاتباً ومخرجاً ومنسقاً وما الى ذلك من مشتقات العمل المرئي، إلى جانب المكتوب.

ومستشهداً بحوارٍ لكولن ويلسون صاحب المنتمي واللامنتمي، قال الذيبة على لسان «ولسن» أنه قرأ في حياته كتباً أقل مما قرأه مَن هم في مثل تجربته النقدية والكتابية، لأنه كان منتقياً جداً وصارماً في انتقائه لما يقرأ، فأي كتاب يقع تحت يديه للقراءة، كان يقرأ صفحاته الأولى، فإن جذبته تلك الصفحات، يستمر في قراءته وإن لم تجذبه، يقرأ نهايته، ويلقى به. ومن خلال هذا الاستشهاد أوضح الذيبة أن كتاب وحيدان في الانتظار، قد جذبه ليكمله حتى النهاية وفي جلسة واحدة. متفاجئاً به كونه توقع أن يقرأ فيه قصصاً تحاور الحالة الفلسطينية، باعتبار مهند يعيش بين نابلس وعمّان، في حين أنه وجد نفسه أمام كتاب يشف في وقائعه وفضاءاته عن هذه الحالة، بلغة تمتزج فيها عناصر التوق للبوح والتداعي والشعر، من دون أن يخوض في نص مباشر، ليكتسب تعاطف المتلقي لأن كاتبه فلسطيني.

وأضاف الذيبة كذلك: ولأن القصة تحتمي بروح كاتبها، تعبر عنه، وتمتثل لوجهته في الحياة، فإنها يجب أن تمثله أيضاً، ودائماً ما كان مأخذه على كتاب القصة الجدد بأنهم ينأون بما يكتبونه عن روحهم، فتخرج نصوصهم منبتة عنهم. في حين أنه في وحيدان في الانتظار، رأى مهند صلاحات تماماً، كما يأكل ويشرب ويتحدث ويقلق ويكتئب ويصادق ويعشق، مرتبكاً وصادقاً ومنفعلاً وحيوياً ومشاغباً وشقياً وباحثاً عن الألم وساعياً إلى مصادمة ما يرفضه، تماماً ملتصقاً بما يكتب.

من جانبه وفي كلمة أرتجالية موجزة، قال مهند صلاحات أنه سيبقى وفياً في إصداره القادم القريب للقصة القصيرة، كاشفاً في ذات الوقت عن كتاب قصصي جديد سيصدره قريباً دون ذكر تفاصيل أخرى حوله، مؤكداً ومدافعاً بذات الوقت عن فن القصة القصيرة التي اعتبرها بقوله: أجمل أنواع التعبير الأدبي لكونها تحتمل كل أنواع التجديد والتحديث في شكلها ومضمونها، وتحتمل كتابتها بلغة الشعر والنثر، داعياً كتّاب القصة القصيرة العربية للتجديد فيها وكسر قواعد الكلاسيكية. كما أنه اعتبر وحيدان جسراً لاصدقاء جدد جمعه فيهم الكتاب وحيدان في الانتظار في تجارب فنية أدبية إلى جانب الاجتماعية، مشيراً لتجربته المسرحية مع المخرج محمد بني هاني المسرحية وغيرها.

وتعكس قصص المجموعة قدرة صلاحات على الإنتقال من مستوى تعبيري إلى آخر، بما يحتاجه هذا الانتقال من تغير في مستويات اللغة المستخدمة وسماتها وشعريتها أو عدم شعريتها، والمجموعة التي زينت غلافها لوحة للفنان الأردني محمد أبو عزيز، أهداها القاص لوالدته التي حملته كما يقول في رحمها ألف عام، وسخر في قصصها من كل شيء حتى من النخبة المعارضة التي تفتش عن متر واحد يكون بحجم طموحاتها، وهي تود أخذ الأذن من الآخر، وبجدية مفرطة بسخريتها وقف على التفاصيل التي تبدو في العادة مجتزأة من سياقات نصوصنا، أو ما يمكن أن نسميها المسكوت عنها، فسلط صلاحات الضوء عليها، وبذات الوقت كسر الهالات وأطفأها عن الأمور التي تبدو في نظرنا أحيانا كبيرة.

يذكر أن وحيدان في الانتظار صدر في طبعته الأولى عن دار فضاءات للنشور والتوزيع بالأردن عام 2008، جاءت في 38 نصاً قصصياً، واقعة في 235 صفحة من القطع المتوسط، وقد تمت ترجمتها للغة الإيطالية عام 2009 للمترجمة الإيطالية ميريام بوفي، وفي هذا العام 2010 قدمها المخرج المسرحي محمد بني هاني مع فرقة جسد لفنون الأداء عرضاً مسرحياً يحمل ذات الاسم من إخراج وسنوغرافيا بني هاني ضمن فعاليات موسم الربيع المسرحي في العاصمة عمّان وعدد من المدن الأردنية الأخرى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى