الأربعاء ٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٥
بقلم سلوى اللوباني

وداعا لشهداء الثقافة

حازم شحاته
تصوير أشرف شهاب

احترق النقد المسرحي باحتراق أحد مسارح قصور الثقافة في مصر في محافظة بني سويف، مما أدى الى وفاة أكثر من 25 شخصاً واصابة العديد من الاشخاص بحروق بليغة.

وتم نقل المصابين الى مستشفى بني سويف وارسال فريق طبي من القاهرة للمساعدة في علاج المصابين. والجدير بالذكر أن سبب الحريق يعود الى سقوط شمعة من احد ديكورات المسرحية التي كانت تعرض وهي مسرحية هاملت، سقطت الشمعة ليبدأ الحريق وينتشر سريعاً الى جميع أنحاء المسرح الذي تم اعداده من شكائر الاسمنت وتم طلاؤه بالاسبراي الملون.

وللأسف ودعنا 4 من أهم نقاد المسرح في مصر لقوا حتفهم في هذا الحريق كانوا في الصفوف الامامية وهم أ.مدحت ابو بكر، أ.أحمد عبد الحميد، وأ.أحمد مصيلحي وأ.حازم شحاتة اعتبروا من المفقودين فلم يعثر على جثثهم بعد حسب ما ذكرت الصحف. وقد اعلن الحداد 3 أيام في جميع مسارح الدولة حداداً على شهداء الثقافة، أودع من بينهم استاذي "حازم شحاتة الباحث والناقد المسرحي الذي واكب ظهوره بدايات مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ومهرجان فرق المسرح الحر، وشارك بالعديد من الندوات الثقافية، وكان لآرائه بصمات نقدية مسرحية في لقاء الثلاثاء الذي تقيمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، بالاضافة الى آرائه في الكتابات الأولية للكاتب السوري سعد الله ونوس في الندوة التي أقيمت مؤخراً في اتيليه القاهرة لتقويم الكتابات المسرحية الاولى للكاتب، ومنها كتاب" سعد الله ونوس.. حكى الطائر"، ومن اعماله المسرحية مسرحية " النوبة دوت كوم" التي استند في كتابتها الى 3 روايات للكاتب النوبي ادريس علي وهي، النوبي، دنقلة، واللعب فوق جبال النوبة، وتدور فكرة المسرحية حول البحث عن الوطن والهوية، وقد لاقت اقبالاً جماهيرياً كبيراً، بالاضافة الى مسرحية "ناس النهر"، والجدير بالذكر أنه انضم مؤخراً الى أسرة المسرح دوت كوم كمراسل من القاهرة، تعرفت على الاستاذ حازم منذ 4 اربعة اعوام في القاهرة، كان لنا لقاء اسبوعي كل يوم أحد لمدة ساعتين، لقاء فكري وثقافي غني بالمعلومات وشيق بالمواضيع التي كنا نطرحها، حازم شحاتة دمث الخلق، ملتزم بمواعيده، موسوعة من المعلومات القيمة، حديثه ممتع تنقضي الساعات سريعاً وانت تستمع الى آرائه، لا يبخل بمعلومة او فكرة او كلمة، أمدني بالكثير من المراجع، كما زودني بعناوين كتب من قصص ومسرحيات، ابداعات نجيب محفوظ ويوسف ادريس تحلق حول أحاديثنا، أفكاره حضارية منفتح على الآخرين، كانت احاديثنا تمتد لنصل الى هموم الحياة ومشاكلها ومن ثم نعود الى ادراجنا ضاحكين او مهمومين بحال الثقافة ونظرة المجتمع الى المثقفين.

ولكن لم يخطر في بالنا يوماً بأن المثقف سيموت محترقاً ليسدل الستار على حال الثقافة.

تعجز الكلمات عن التعبير...
فالصمت أبلغ من الكلام في وداعه.....
وداعاً للنقد المسرحي...
وداعاً حازم شحاتة.....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى