الخميس ٢١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
مصافحة..
بقلم بلقاسم بن عبد الله

الفرسان.. وخاتم سليمان

.. وبمطار الجزائر العاصمة، وجدت الفرسان قبالتي، اقتنيت مجلتنا الجديدة، تصفحتها لحظات الإنتظار، ثم سرعان ما انهمكت في قراءة محتوياتها، وأنا جالس قرب النافذة الصغيرة بالطائرة المتوجهة إلى عنابة، للمشاركة في ملتقى تخليد الأديب المرحوم الطاهر وطار.

كان يجلس عن يميني صديقي الأستاذ عدة فلاحي المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية، اطلع على مضمون الفرسان، وبادرني بالكلام: إنها مجلة جميلة وجذابة، جاءت في ظرفها المناسب. قلت له: بالفعل، و تمنيت لو ظهرت قبل سنوات عديدة، لتعوض غياب مجلات الثقافة والأصالة وآمال وألوان.. رد صاحبي المعزز: يبدو أنها ستسد فراغا كبيرا، وتلبي حاجة القراء إلى مجلة ثقافية نزيهة وحكيمة، نأمل أن تحافظ على انتظامها وجديتها، تحت إشراف فارسها الأستاذ سليمان بخليلي المشهور بحصته خاتم سليمان، و المعروف بإنتاجاته التلفزيونية الجادة والجيدة.
عدت إلى مجلتي الفرسان، لأقرأ كلمتها الإفتتاحية حيث يؤكد كاتبها الأستاذ سليمان بخليلي أن الكلمة المسؤولة في اعتقادنا، هي اللبنة الأولى التي ترسي أسس إعلام وطني هادف وناجح، وهي الركيزة التي يبدأ بها تشييد الوطن وبناؤه، وهي بالتالي مسؤولية كبرى يجب أن نقدرها حق قدرها.

وفكرة إصدار هذه المجلة الملونة راودت صاحبنا سليمان منذ شهور قليلة، كما يفصح عن ذلك الكاتب الإعلامي محمد بوعزارة في تأملاته بالصفحة 23، حيث يوضح مجموعة من العوامل الكفيلة بإنجاح هذا المشروع، مثل العنصر المالي والإشهار والتوزيع، ونوعية الكتابة والكتاب المساهمين.

واستضافت المجلة الأديب الصحفي الدكتور أحمد حمدي عميد كلية الإعلام والإتصال، حيث يدعو من جديد إلى إنشاء مجلس أعلى للإعلام يضم أهل المهنة وأصحاب الإختصاص. وتحدثت المجلة في الصفحة 39 عن شيخ المؤرخين أبو القاسم سعد الله الذي ما يزال يسهم من خلال المؤتمرات والملتقيات في تدوين تاريخ الجزائر ونقله إلى الأجيال. وخصصت الفرسان ملفها لعودة الإستقرار إلى الجزائر، معتبرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فارس الوئام والسلام، مستعرضة أبرز الإنجازات التاريخية التي تحققت طوال عشر سنوات. واشتمل العدد أيضا على مجموعة من الأخبار الأدبية والفنية والعلمية والإقتصادية مدعمة ومزينة بالصور المناسبة.

وتعود بي الذاكرة إلى ما كتبته ذات عام عن مجلة آمال التي تحتضن بحب وشوق أدب الشباب، في مقالة بعنوان: آمالنا في حلة قشيبة، وأعدت نشرها بالصفحات من 146 إلى 148 من كتابي حرقة الكتابة الصادر سنة 2005 ضمن منشورات وزارة الثقافة.
آمال.. طيف جميل ظل حلما يدغدغ آمال الشباب ويستحوذ على طموحاتهم التي لا تعرف حدا، فإذا بهذا الحلم الرائع يتحول في لحظة ذهبية إلى حقيقة مجسدة على أرضية الواقع، وترى النور آمال في ربيع سنة 1970 مكتملة البنية أو تكاد، ولدت وفي يمناها بشائر الأمل، واصلت المسير بخطى وئيدة ولكنها ثابتة، تحبو وتكبو وتتعثر مرارا في الدروب الوعرة، المظلمة الشائكة، وما تكاد تسقط حتى تنقذها الأيادي البيضاء الكريمة..

نعود لنجدد مصافحة الأستاذ الأنيق سليمان بخليلي صاحب الفرسان، في انتظار العدد التذكاري القادم عن الثقافة والثورة، وفي نفس الوقت نرحب بعودة مجلتنا الطموحة آمال، تحت إشراف صاحبنا الأديب الجميل جمال فوغالي، مع الأمل أن يتدعم المشهد الإعلامي الثقافي قريبا بمجلات متخصصة تلبي الحاجيات الفكرية والجمالية لعامة المثقفين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى