الجمعة ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم بلقاسم بن عبد الله

مـريـض بـحـرقـة الأدب

.. ولماذا لا نضاعف الإهتمام بوضعية الأديب الصحية والمهنية وهو على قيد الحياة، بدلا من المبالغة في تكريمه وتمجيده بعد وفاته؟.. ذاك تساؤل جوهري حساس، واجهني وصافحني هذه الأيام، بعد مكالمة هاتفية مع صديقي العزيز الأديب الدكتور شريبط أحمد شريبط للإطمئنان على وضعيته الصحية، قبل السؤال عن جديده الأدبي ونشاطه الفكري. خاصة بعد أن لاحظت معاناته المرضية القاسية أثناء ملتقى تخليد الأديب المرحوم الطاهر وطار الذي أقيم منذ شهر بمدينة عنابة.. وسرعان ما عدت للتساؤل من جديد: من الأولى بالإهتمام به وتكريمه: وزارة الثقافة، أم الجامعة أو اتحاد الكتاب، أم ولاية عنابة؟.. وأي غلاف مالي يكفيه لعلاج مرضه المزمن الذي لازمه منذ سنوات، بسبب عشق الأدب وحب الوطن، على مدى ربع قرن؟..

عادت بي الذكريات إلى أول لقاء حميمي جمعني بصاحبنا الأديب الناقد شريبط أحمد بصدر وهران الباهية سنة 1984 عندما سافر إليها من مدينة عنابة بحثا عن الأعداد الكاملة لملحق النادي الأدبي لجريدة الجمهورية، ليستعين به في إنجاز أطروحته الجامعية.. وتوالت بعد ذلك كتاباته الأدبية المتميزة بالنادي الأدبي، ومن بينها إعداد ملف خاص عن أدباء عنابة.

وتواصلت بيننا الكتابات ورسائل المحبة، والمكالمات الهاتفية، وتبادل مؤلفاتنا الموقعة، واللقاءات الدورية أثناء اجتماعات اتحاد الكتاب طوال سنوات، وكذلك خلال الملتقيات الأدبية، وكان من أواخرها ملتقى عنابة لتخليد الأديب الطاهر وطار في نهاية شهر سبتمبر المنصرم.

وظل قاسم مشترك يجمع بيننا هو الإهتمام المتزايد بشاعر الوطنية والنضال والثورة، حيث كتب دراسة مطولة عن "قصائد السجن لدى مفدي زكريا" نشرت بمجلة القصيدة. العدد 6 لسنة 1997 والصادرة عن جمعية الجاحظية، ثم مقالة أخرى بعنوان: ذلك الشاعر الكبير الذي حوله النظام إلى شاعر مجهول . نشرت بجريدة: صوت الأحرار بتاريخ أول سبتمبر 2005 كرد إضافي لمقالتي السابقة بنفس الجريدة ، حيث يقول: ".. يعد الأديب الباحث: بلقاسم بن عبد الله في رأيي الشخصي، السند الأول للحجة الأدبية الجزائرية بالغرب الجزائري، ولا ينكر عليه هذه الخصلة الجليلة إلا جحود نكود..".

والآن، وبعد مرور شهر كامل على لقائي الحميمي بصديقنا الدكتور شريبط بمدينة عنابة، حيث تابع الجمهور باهتمام كبير مداخلته القيمة عن الطاهر وطار، وبداياته الأدبية والصحفية من خلال جريدتي الأحرار والجماهير، أعود لأتساءل من جديد: هل تكفي أصدق وأبلغ عبارات التهاني وأغلى التمنيات، بموفور الصحة والسعادة مع دوام النجاح والتقدم؟.. أم أننا نجدد التساؤل الجوهري الحساس: ولماذا لا نضاعف الإهتمام بوضعية الأديب الصحية والمهنية والإجتماعية وهو على قيد الحياة، بدلا من المبالغة في تكريمه وتمجيده بعد وفاته؟..

.. ويوجد حاليا صاحبنا الأديب الدكتور شريبط أحمد شريبط في وضعية صحية سيئة للغاية، ويحتاج إلى أي دعم معنوي بالدرجة الأولى.. يمكن الإتصال به هاتفيا على رقمه الخاص: 91 90 43 0772 فالكلمة الطيبة صدقة، وذلك أضعف الإيمان، والدال على الخير كفاعله.. ومع مصافحة المحبة والتقدير.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى