الجمعة ٢٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم علي مسعاد

هل 24 ساعة تكفي في اليوم؟ا

بعد حوالي الشهر تطل علينا 2011، حاملة معها أحلام وشجون سنوات مضت وأخرى ستمضي، لا محالة، فيما الأسئلة القديمة / الجديدة، التي أثارت الكثير من الجدل والنقاش، لغير قليل من الوقت، لدى العديد من المفكرين والمثقفين العرب، باختلاف مدارسهم الفلسفية وتوجهاتهم الفكرية، ستظل هي هي، وإن اختلفت في أسلوب طرحها و درجة عمقها، حول الأسباب العميقة، التي تجعل الإنسان العربي من الماء إلى الماء، يشعر باللذة و الاسترخاء، و هو يجلس بالساعات الطوال أمام، متنقلا بين القنوات الفضائية على شاشة التلفاز أو على مواقع الدردشة والخلاعة.

دون إحساس بالخجل أو بالذنب أو بفداحة ما يقدم عليه في حق نفسه، وفي حق مجتمعه و أمته، وهي علاقة خصام وتنافر، تكاد تكون المشترك الأكثر حضورا، لدى العديدين في الكثير من البلاد العربية، حيث لا إحساس بالزمن و لا بقيمته الرمزية أو المادية، أوليس " الوقت من ذهب " كما يقولون.

الآخرون،الدين سبقونا بسنوات ضوئية، في العلوم والتكنولوجيا وفي كل مجالات الفن والأدب والفكر، لم يتطورا، هكذا، بمحض الصدفة، أو لأنهم من طينة أخرى غير طينتنا أو أن لهم عقولا غير عقولنا أو أن ليس لديهم، مثلنا 24 ساعة في اليوم، و168 ساعة في الأسبوع، و8766 ساعة في السنة؟ا

بل، لأنهم أدركوا قيمة الزمن وأهميته، في التقدم إلى الإمام، عوض " قتله " في النميمة، الغيبة والحروب الصغيرة، التي تغذيها مشاعر " الحسد،الغيرة و الانتقام " من الموهوبين والمتميزين، في مجتمعاتهم، وفي نشر ثقافة سطحية بلا عمق، تعتمد أساليب حقيرة ك" المحسوبية " و" الوصولية " و" الوساطات " لتسلق المناصب والمسؤوليات والترقي الاجتماعي، ضدا على الكفاءات والطاقات والمواهب الحقيقية.
ولماذا ليس لدينا أسماء كالعقاد، ابن خلدون، طه حسين، جبران خليل جبران وغيرهم من العلماء و الفلاسفة والمفكرين والعباقرة؟ا وشبابنا لا يهتم إلا بالرقص والغناء والترفيه؟ا 

هل لأن الزمن غير الزمن؟ أم أن هناك أسبابا أخرى أعمق من كل ذلك؟ا 

لكن الأكيد، أن الأمر لا علاقة له، البتة، بأن 24 ساعة لا تكفي في اليوم؟ا

مشكلتنا، كعرب، بالنسبة لي على الأقل، أنه في الوقت، الذي يستغل فيه الآخرون " الزمن " لصالحهم، في الدراسة، البحث و التكوين وتعلم اللغات و الخبرات، عبر الشبكة العنكبوتية الأنترنيت، ليكونوا صالحين لأنفسهم ولمجتمعاتهم، نضيعه نحن، كهذا بدون إحساس بالذنب أو بأننا ارتكبنا جريمة في حق أنفسنا، في الجلوس لساعات، أمام الحاسوب في نقاشات سطحية و عقيمة، عبر مواقع الدردشة و المنتديات الإلكترونية.
وفي أحسن الحالات في التحرش بالنساء والمراهقات في الأسواق والمتاجر أو في مقاهي الشيشة، التي انتشرت للأسف كالنار في الهشيم، في الكثير من الأحياء الراقية كما الشعبية.

الإنسان العربي، اليوم لأسباب لا يعرفها غير هو،مستعد ولو بالمقابل وفورا لتلبية أي دعوة إلى الرقص والغناء وكل ما من شأنه أن يدغدغ لديه مشاعر الكسل والخمول، حتى ساعات متأخرة من الليل.

وليس لديه، أي استعداد لتوظيف " الزمن "، المبعثر هنا وهناك، في مجال الاختراعات و العلوم والتكنولوجيا والبحث والدراسة وكل ما من شأنه، أن يعيد الحياة إلى خلياه، التي جمدت وتكلست، بسبب شعارات زائفة مغرضة، تحمل أسباب موتها في ذاتها، تدعو شباب أمة " أقرا "، إلى مزيد من سنوات الضياع و الدعة وترك الأمور لخالقها، عوض إعمال فكره وعقله، فيما ينفع ويعود عليه بالفائدة، لنفسه و لمجتمعه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى