الأحد ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم فؤاد وجاني

في المغرب: عش نهارا ترى حمارا!

في المغرب قرب مدينة زرهون، يُنظم كل سنة مهرجان واسع كبير للمصالحة مع الحمير والاحتفاء بجمالها وذكر مناقبها وامتداح محاسنها والاعتراف بخدماتها الجليلة وبتضحياتها النفيسة في خدمة المغاربة والانسانية جمعاء. وهو فرصة للحمير للدلو بأنكر أصواتها والتعبير عن سخطها تجاه الوضعين، الذي عاشته أيام المحن، والذي تعيشه في ظل انتشار السيارات والطرقات المعبدة.

وفي المغرب أيضا، ينظم ابن وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري بأموال خزينة الشعب المغربي وفوق أرض مغربية اسمها طنجة "منتدى ميدايز"، يدعو اليه سنويا الصهيونية تسيفني ليفني لتتحدث عن "حقوق الشعب الفلسطيني". وفي المغرب أيضا، يُعقد المنتدى الاقتصادي العالمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمدينة مراكش بحضور قيادات صهيونية. وفي أغادير يُنظم حفل "التسامح" بمشاركة مطربين صهاينة مجندين في جيش الكيان الصهيوني. وفي المغرب أيضا، تُعقد دورات الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط بمشاركة وفد برلمان الكيان الصهيوني بالرباط، فترحب بهم البرلمانية "طاي طاي" – الوزيرة الملكفة سابقا بمحاربة الأمية!- وتصفهم بـ"الإخوان" الإسرائيليين.

منذ حلول آل الفاسي برئاسة الحكومة وسيطرتهم الغير مسبوقة على منافذ النفوذ الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية في البلاد، والمغرب يعيش أزمات قومية ودينية وطائفية واقتصادية لم يعرف لها مثيلا من قبل. فمن تزايد النزعات الانفصالية الصحراوية والأمازيغية إلى الانحلال الأخلاقي الاجتماعي إلى انتهاك حقوق الإنسان وقمع حريات الإعلام إلى اعتقالات الحقوقيين وأصحاب الرأي والمعارضين إلى تفاقم الفساد الإداري واستغلال السلط إلى الزيادة الفاحشة في الفوارق الاقتصادية الاجتماعية إلى تحلل مقومات نسيج المجتمع المغربي إلى الفقرين الثقافي والفكري إلى تدهور العلاقات مع الشعب الجزائري.

وفي غمرة الوضع المتوتر والبائس الذي يعيشه المغرب، لايتوانى آل الفاسي عن حبك أنسجة التطبيع مع العدو الصهيوني بكل الألوان والأصناف. فمرة تأخذ صيغة المنتدى الثقافي، ومرة حوار الثقافات، وأخرى مهرجان التسامح، وهلم أصباغا والغاية التطبيعية واحدة.

القاسمان المشتركان بين مهرجان الحمير والمهرجانات المتصهينة أن كليهما يشملان أنكر الأصوات، وأن حمير المهرجان ومنظمي اللقاءات الصهيونية أصمان لايسمعان صوت الشرفاء الأباة بين الشعب المغربي الرافضين رفضا قاطعا أبديا للتطبيع، ولايفقهان أن الأرض المغربية الرافضة للدوران من تحتهما ستبقى مسلمة عربية أمازيغية مهما طال الزمن أو قصر على الحكومة الحالية.

لحد الآن لم يسلم سوى مهرجان الحمير من محاولات التطبيع، فمتى تتفضل حكومة آل الفاسي على المهرجان الحميري بدعوة حمير حقيقية من جنسية صهيونية ذات أربع قوائم ؟ فقد سئمنا ذات الحافرين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى