الأحد ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم عمرو باسم تفاحة

تساؤلات

سَأَلْتُ الليلَ
منْ يا ليلُ غيري فيكَ يَرتَحِلُ...
ومن يا ليلُ
غيري عانق الآهاتَ مُحتَضِراً ويبتهلُ
ومن يا ليل
غيري منك يكتحلُ
أجبني يا سكون الليلِ
لا تترك هدوء الكون يقتلُني...
كأن الصمتَ للألفاظِ يختزلُ
ونار الشوقِ
في الأحشاء تقتتلُ
أتيتك كي أبثَّ الحزنَ مستتراَ...
بصمت الكون يحملهُ...
نسيم الشوقِ
تخفيهِ عباءتهُ التي نسجت...
بخيطٍ من سواد الليل
عَلَّ الجرحَ يندملُ...
فيا دمعي...أنا الذكرى...وقد تعبت...
بها صفحاتُ أيامي ...
فلا تَجْرِي...ولا تُجْرِي...
حروف الحزن
في صَفَحاتها المنهوكة الكلمات
كي لا تُقْتَلَ الجملُ
وحيد فيك ليس معي...
سوى كراستي البيضاءِ
يلمؤها
مداد العين أحزاناَ...
وكأسٍ من بقايا قهوة بَرَدَتْ...
وأرشُفها...
لتطفئ نار وجداني...
فتشعلها
مرارتها وأحزاني...
وبحر الشعر ينفعلُ...
فيرميني ...
من الشطآن ... للطوفان
للأمواج تُرْقِصُني...
وتحملني.... وتلقيني... وتدميني...
كأن الموج ترقصه
حروف الشعر
تطربه وتُشْقِيني
وإني لست بالربان
يا طوفان قافيتي
فخليني...
وبحر الشعر إن يشدو
فدمعي فيه ينهملُ
ولست السندبادَ لكي أجوب بحار قافيتي...
أغامر في تقلبها...
وأرحل في عوالمها...
وتأتيني
عروس البحر
يأسرني تغنيها
وفي أنغام قيثارٍ
تداعبهُ أصابعها...
ولن أنجو...
إذا أرخت جدائلها...
فإني أرتجي قلبا ...
كأني الطفل
لا يدري حدودا في شقاوتهِ...
وتحتملُ...
ولي وطنٌ..
تعانقنا...
مع الأشواق
حتى صار يسكنني...
ولا ادري
متى أو كيف
ذاك العشق ألهبني ...
أتاني
دونما إذني...
وأجرى في العروق هوىً...
ومنه القلب يشتعلُ
سلامٌ أيها المأسور
والأغلال
تتعبهُ...
وتمنعه عن الدنيا...
وأفعى الحقد تعصرهُ...
تقطِّعهُ...
تُمَزِّقهُ...
فلم تبقى
سوى ذكرى
من الأوطان تجمعها....
دفاتر عاشقٍ
أعياه طول البعد
يحرقها
أنين الشوق
والآهات تحرقهُ...
فَطِرْ يا طائري المجروح
فوق ربوع أوطاني...
وفتش في جدار الحقد
عن سطرٍ...
خَلِيِّ الحرف
أنفذ منه للمحبوب
أكتب فيه قافيتي ...
وأعزف فيه أغنيتي...
فيحيى عنده الاملُ
وإن أعياك أن تلقى
مكانا كي أبث الشوق
طر يا طيرُ
نحو القبة الزرقاء
قبلها...
وبلغها...
سلاماً من فؤادٍ عاشقٍ
أعيتهُ أيامٌ
من الترحال والذكرى ...
وكان القيد داعبهُ
فأتعبهُ...
وبلغها
بان الشوق متَّصِلُ
وقَبِّلْ شمسها الصفراء
تجثو فوق أضلاعٍ ثمانيةٍ ...
غدت للحسن معناهُ...
وفي ساحاتها فاشدو...
ببعض حروف قافيتي...
وقَبِّل كل أغصانٍ
... وكلَّ حجارةٍ تعبتْ...
وسر فيها...
وقَبِّل سورها الأزليَّ
يختصرُ الحضاراتِ التي مَرَّتْ
على أعتابهِ تَعَبَاً...
ويبقى السور
في عزم الأباةِ الصيدِ منتصباً...
يضم المسجدَ الأقصى
ويبتهلُ...
وعُدْ لِيْ معْ غروب الشمس
كنْ حَذِراً...
من السجان
أن يرديك
أو يأسركَ
كي لا تحملَ الأشواق
من قلبي
إلى قلبي...
وسِرْ حَذِراً
على الأغصانِ داعبها...
وعاتب كلَّ أغنيةٍ ...
تمرُ عليك
لا تذكر هناك القدسَ
في أبياتها الخجلا...
وقل للشعرِ
يرتحلُ
فإني الشاعرُ المأسور
بالأقصى...
وللأقصى...
وفيه الشعرُ يكتملُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى