الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥
بقلم موسى حوامده

فرحا بلهفة الفراش

دليني على فضاء يسع أحلامنا، دليني على سرير قابل للطيرانَ، دليني على حديقة سماويةَ، محروسة بالنرجس والعناب وشجر الحناءَ، دليني على سماء تقبل جنونناَ، أو بلاد تمنحنا حرية البوح والحب والتنهدَ، أو تراب ناعم يفضي إلى مركز الأرض وينفتح في وجه بذور الكستناء التي تظلل جسدينا من شظف العيش في أوان مستهلكة، وبيوت عفنة، وقوانين متهرئة.

**

سأنجو منكِ بالرحيل إليك، سأرحل عنك لأقترب منك، سأبتعد عنك لآتيك، سأهرب منك بلا وداع، لألتقيك في محطة الانتظار المستحيل، لن أجدك هناك، ولن تستقبلي مسافرا لم يحمل حقائبه، لم يحرك خطواته بعد من ميدان الهزيمة، لن تحلق طيور النورس فوق رأسينا، لن نخلد للطمأنينة قدر الغيوم المطر، قدر البخار الفرقة والتلاشي!!

**

امنحي موجي قليلا من الرمل، أمنحي خضرتي حزمة من شعاع، جبالي سفوحا تليق باعوجاج تضاريسهاَ، ثقل صخورها، قمما تطل على قاع الندم، فضاء رحبا واسعا يبسط الطريق السماوي لأسراب الحمام التي تحمل تباشير الاحتواء الأكيد.

**

ليس قدرا أن تتشابك الأغصان والفروع، ليس ضروريا أن تميل الريح للجبال، الغيوم للأعالي، الأناشيد للمزمار، النحل للأزهار، الجباه للشمس، اليدان للسلام، وليس ضروريا أن تلتقي الأنهار بالمحيطات، البراكين بجوف الأرض، كما ليس يأسا أن أحبك بلا أمل ولا مقام أو أهازيج

**

رويدا أيتها الغريبة عني، رويدا يا قبسا من روحي السومرية، وفؤادي المكلوم، رويدا يا عنقاء المصير، وسلالة العاصفة، ومشكاة الألم.

**

جنوحا نحو حصار البنفسج، توترتْ علاقتي بالحرية، فرحا بلهفة الفراش احترقت بالنور، خذلانا للتقاليد تولعت بالنشاز، وعطفا على سيرة الرمل والغبار والحجارة والبيادر في مسقط الجسد، تعلقت بكََِ، كما غريق بجثة ميت، أو جبل جليدي ببحر فاتر، أو نعش متعب بجثة راكبه.

**

ليس قدرا أن يتحتم القدر، تضبط الرغبات والأماني، تنحكم المصائر، تروق الكؤوس للشاربين.

2004/4 عمان


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى