الجمعة ٢٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم ليندة كامل

من أنت

من أنت بحق السماء؟حتى تتوقف الكلمات راكعة, والصفحات باسطة صدرها الهادئ لك، وتعبر خطواتك قطرات حبر فوق سجل حياتها، و تخلع لأجلك شرقيتها المغروسة في أذيال التاريخ و ترتديك رداء يحميها الوحدة والاغتراب ,وتمشي إليك حافية تجوب الشوارع. تتذكر تفاصيل عشقك وحمى حبك كم أرعشت جسدك, وجعلتك تحترق شوقا ,وأنت تنتظر واقفا طلتها تحت المطر وندف الثلج،هنا تواريت خلف الشجر, و تظللت تحت الأسقف ,وقلت لها ألف مرة: أحبك وألف مرة لن أعيش دونكِ وجعلتها سمكة لا تحيى في غير محيطك. كم مرة قلت لتولد طاقة الصبر عندها..سيأتي يوم يحضن حبنا سقف واحد يعج بالسعادة والهناء. دعينا إذاً يا غاليتي أن نستمتع بعشقنا حتى ذاك اليوم.دعي الحب يحضننا ويلفنا مثل زنبقتين في وعاء واحد نحتسي ماءه حتى ينفد، فليتدفق العشق من قلبينا المشرقين كنجمين بلا قيد، فتقودها الطفلة في عمقها المتيم، وكل سبل الرشاد في عقلها لا تقود إلا إليك.

لقد أغرقها هيام الشوق في عينيك ,و خلعت لأجلهما صرامة الأب،وجحود الأم، ليس لها سوى دقات قلبك تورق وجه عمرها الطافح بك لقد بدأ يذبل بعد أن غيرت خطوات حبرك على صفحات أيامها فلم تعد كالسابق تشعل فتيل شوقها بقدومك لقد صرت تجمد البسمة في ثغرها منذ أن عرفت بمرضها المفاجئ وزارتها نوبة المرض وهي معك اختنقت وسقطت مغمى عليها..

لم تسعَ أبداً لتوقد طاقة الصبر عندك،ولم تعد ترسل لها عناقيد الحب مثل عادتك تسأل عنها وعن حبك في قلبها،وترتعش مخافة أن تكون خلعت ديباجة حبك وتسرع إلى هاتفك تدون رقمها ليرن مع دقات قلبك يصلك صوتها الملتهب تشعر بحرقة في وجنتيك تضحك في سرك والفرحة تعري رجولة صوتك تلتمس لها موعدا آخر مع الحب عليكِ أن تلغي كل ارتباطاتك،لقد ألبستها ردائك الأسود الطويل الفاتر بلا ربيع يورق صفحاتها ولا ابتسامة تزهر شفتيها لم تعد كالسابق تظللها وتعبق بالأمل المعلق على أهدابها لقد أصبح يراودها الشك منذ آخر إغماءة معك !!. وظلت تداري قلقها وخوفها منك.وظلت تقتات من عذوبة كلماتك تؤنسها تلطف أحاسيسها.

عام مضى وهي تقرض صبرا على جفاؤك ترتمي بين شفتيك الباردتين يصفعها تجاهلك، المفتعل أو المقصود. لقد حاولت ألف مرة أن تذيب جليد مشاعرك بموقد حبها المشتعل حتى سقطت طريحة الفراش بمرض تدعى أنت !!.. ونيران الهيام تتدفق عليها حماما تفضح وجنتيها المزهَرتين،يتسارع نبض قلبها حين يذكر اسمك كل شيء فيها ينطق بك ففي عينيها السوداويين يشتعل نجمك ليضيء دربها. فأنت هواؤها وترياق فؤادها المكبل في خيط هاتف،وبين كلمتين: الو... أحبك.. وبعد أحبك.. ما الذي تحبه في يا قرة عيني.. شعرك الفاحم، وعينيك العسليتين ونقاء روحك.. وحين تسألك عن موقعها الجغرافي ترد بمكر الثعالب وخبث الذئاب أنتِ وطني الأول، وأنتِ عاصمة هذين القلبين، وأنتِ البداية والنهاية. تطعم روحها بالانتظار والترقب لعل هذا الشرخ يندمل، وتلملمكما الأقدار في صفحة واحدة من دفتر العمر.

تساورها الأماني وخطوة تقربهما وتربطه بها إلى الأبد وحده من يملك مفتاح الحل و الربط،ويملك الوقت كل الوقت لكل شيء ما عدا اللعب بنيران الحب ستحرقه وترديه جثة يفحمها الشوق وصفحة تخنقها الكلمات المزدحمة بنبض العشق.. يراودها الشك بأنه يخدعها وأنها كرة بين كفي الحقيقة والزيف و أن الصدق لا يعرف طريقا إليه، لقد سمعت بخطبته؟

وفي صمت تسأل قلبها عنه هو ألان يرسل لها أحاسيسه شرارة توقد نبضها الفاتر، ويرسل لي جفاءه يجمد أحاسيسي.

سيقول لها احبك ليشعل حبها الراقد في غفلة،وتهجرني أحاسيسي بحثا عن وكر يختبئ فيه حبي.؟

أحقا تعاود رحلة البحث والاغتراب والعذاب؟ نفد عندها زيت العشق تسكبه على حطب قلبيها المبلل بقطرات الغدر والخيانة لقد بات ينزف بين شفتيها قطع من الأسى. أحقا طاوعته نفسه بأن يجعلها فراشة يعبث بها.. يقطع جناحيها تمزق أطرافها، ويقطع وتيرة أحلامها.

في حمأة الحب المشوب جلست معه تقربت نحوه، وكلها ينضح أحزانا تراكمت حد القهر.. تخنقها الأفكار وتجلدها أحاسيس الخيبة.

لقد أصبح يتهرب منها ولا يجيب على مكالمتها يختلق لها ألف عذر وعذر تسايره،وتساير نبضات فؤادها المتيم حد الخنق وبعد أيام من الإلحاح وساعات طوال من ترقب الهاتف يرد.." أجل سأخطب"..

تبتلع غيظها وبإلحاح عاشقة مشتاقة.. أريد أن ألقاك اليوم حتما.

ها هو الحب عند ندى يشعر بالبرد تلفه بوشاح الصبر والتحمل...و الاختلاء بعيدا ليعيد حساباته كي تعود الحميمية لتتدفق من جديد أكثر من ذي قبل غلى امرأة مكسورة جريحة القلب عارية الكرامة والكبرياء يتسلل إليها بالوعود الكاذبة والكلمات الرنانة، ويتواعد مع أخرى على أن تكون رفيقة العمر لا أعقاب سيجارة يسحقها بقدم من الغدر.

في ردهة الانتظار يجئ حليم والرغبة في التملص تفضح تعابير وجهه.. تلين ندى كنداها العابق برائحة العطر المنبعث في كلامها حقا خطبت.....ها نحن معا لن تقتل الحب الذي يجمعنا. لكنها ستبعدك... سنظل هكذا تماما كما كنا..

تجيب ببرود:كما الغرب..؟ اقتنعت أنها كسائر الفراشات التي عبث بها وأنه حقا لا يستحق ما فعلته لأجله أحست بالفشل والانهيار كل شيء طار من يديها،الأهل و عزة النفس و كبرياء المرأة وحتى الحب الذي فعلت المستحيل للفوز به لقد ذاب تماما كلملح في الماء ,وأن الارتباط معه كذبة.استحالت إلى حلم يبتعد يوما بعد يوم. فكرت طويلاً لعل حليم يرجع إليها كما في السابق. لقد حاولت إقناع نفسها واصطبرت على تهربه وعلى أكاذيبه وأيقنت حقا أنها كانت مجرد لعبة أمضى وقتاً معها أفكارها السوداء صارت سوطا يجلدها و، ورأسها عج بحالات من تأنيب الذات لقد باتت تبحث عن الراحة لروحها المنكسرة... و بلا مقدمات ودون تأخير تضع شفتيها على خده دون أن تلامسه ترفعهما قليلا نحو أذنه: لكنني احبك هكذا وحدك بلا ارتباطات..

رمقها بنظرة تأمل واستكشاف كأنها المرة الأولى التي يقع بصره عليها. اجتذب نفسا من سيجارته رسم أمام مقلتيها سحابة تفصلها عنه،لحب بلا قيود يكون أفضل وأعذب وأنقى..

تمالكت أنفاسها التي انداحت صدغه قربت شفتيها لتلامس خده طبعت قبلة...ظهرت خطيبته مع وقع لمي شفتيها على خده.....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى