الأحد ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم فلاح جاسم

«إم بي سي» تحترم نفسها

قرأت في "سفير برس" مقالا لأحد الأخوة، يقول فيه :"إم بي سي" قناة تحترم نفسها، ويكيل لها ألواناً من المديح. أنا أقول: إنها قناة لا تحترم مشاهديها، أو على الأقل إن كانت لهم مكانة في"قلبها"، لما سلطت عليهم برنامجاً، سطحياً، تافهاً، لا يحمل أي مضمون، أو فكرة، مجبرة إياهم على إدارة " الريموت" إلى قناة أخرى، عندما ينتابهم الغثيان من برنامج " هي وهو", الذي "يمثل بطولته" بشكل رديء خالد الشاعر، وزوجته أسيل عمران.

المواطن العربي على امتداد رقعة الوطن لا همّ له أبدا، حُلت جميع مشاكله؛ يمتلك جميع مقومات العيش الكريم. تحرر من القهر الاجتماعي والسياسي.. أولاده يدرسون، ويتخرجون، ويجدون وظائف تؤمن لهم جميع ما يحلمون به، ودّع الهمّ، وأصبح يبحث عن أيّ شيء لتزجية الوقت، وقتل الفراغ.

عمدت قناة "إم بي سي" مبادرة لإسداء تلك الخدمة.. فقدمت برنامجاً سطحيا، لا يحمل أي مضمون؛ فنرى خالد الشاعر؛ الذي أصبح رمزا بالنسبة للشباب العربي، وأصبح "الشيّاب" العربي، يندب حظه السيئ، حيث لم يحظى برمز كخالد. يتفكر خالد مطرقا، وكأنه يفكر في آلية لفك الحصار عن غزة، وتأتي أسيل تتصنّع الدلع، ودلال الأنثى الذي لا تمتلك منه شيئا، تحضنه أمام الكاميرا، وتبدو"بنوتة" ساذجة، لا تعرف ثلث الثلاثة كم.. تابعتُ إحدى الحلقات كاملة، لأرى إلى أين يصل البرنامج، فكانت الحلقة تتمحور حول صرصور، يقتله (فارس بني عبس)، الصنديد، وتغطي أسيل عينيها، وتبدي خوفها من الصرصور، أكثر مما أبدى العربي المسكين حين قصفت أمريكا وطنه، بشتى أنواع القنابل والقذائف؛ من حارقة وحارقة ومتشظية..

يتبع ذلك حلقات تتمحور حول اقتناء الزوجين لـ"كلب"، وأصبح الكل يبدي إعجابه به، ويمدح أصله وفصله، وكيف انه "كلب بن كلب".. ثم يتبع ذلك حلقات لا تقلّ تفاهة عما سبقها، لتضييع وقت المشاهد، والاستخفاف بعقله، وتسطيح فكره، ويستمر "نشر الغسيل" في منزل "الزوجية".. أتساءل كما ملايين المشاهدين عن رسالة هذا البرنامج، التي يود إيصالها للمتلقي، وعن مضمونه، وما هو عنصر التسويق والتشويق والمتعة فيه!.

البرنامج من أوله إلى آخره- برأيي- "تنفيعة" لأسيل وخالد، على حساب وقت المشاهد ومشاعره.

أخيرا، أتمنى على قناة "إم بي سي" أن يكون هذا البرنامج خاتمة التفاهات.

احترام النفس: هو أن نمشي جنب "الحيط"، ولا نتدخل حتى في الذي يعنينا، حتى لا تمتهن كرامتنا.

احترام المشاهدين: شيء أصبح نادرا في عصر فضائيات اليوم.

المقال: هو ما نكتبه لينشر في وسيلة إعلامية ويحذف من رئيس التحرير ما يشاء دون الرجوع إلينا.

الأخوة: هم كل من يكون على استعداد للتضحية بحياة أخيه من اجل أن يبقى هو على قيد الحياة.

المديح هو كل ما يقال للحكام والمسؤولين ماداموا في مناصبهم.

البرنامج: هو أي مادة تقدمها فتاة، بلهاء جميلة على إحدى القنوات.

"الريموت كونترول"، هو الجهاز الذي يكون من حق الوالد وحده عندما يعود إلى البيت ليشاهد ما يشاء.

القناة: أصبحت تشير- بعد تطور علم الدلالة في اللغة – إلى كيان إعلامي يؤسسه من يمتلك المال، حتى لو كان أميا.وتعني بلهجة أهل الفرات الساقية، أو"الساجية"، بإبدال القاف جيما، كما هي عادتهم.

الشباب العربي: هو من وجد نفسه يئن تحت وطأة إرث كبير من الفقر، والقهر على جميع الصعد.

"الشيّاب" العربي: هو ذلك الرعيل الذي أمضى حياته يحلم بتحرير فلسطين، واتحاد العرب في دولة واحدة.

الحظ السيئ: أن تحمل وثيقة سفر فلسطينية، وتحاول عبور حدود دولة عربية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى