الأحد ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم بلقاسم بن عبد الله

متشائل.. وأمنية عزيزة

.. وما هي أغلى الأمنيات القريبة العزيزة التي يأمل كل واحد منا تحقيقها، لنفسه ولأحبابه النبلاء الأوفياء، خلال هذه السنة الجديدة التي تطل علينا بعد ساعات معدودات؟.. تساؤل منطقي يصافحك بمحبة هذه الأيام، في لحظات إشراق وتأمل، وأنت تواجه لوحتين متجانستين، الأولى عن هي وهو والكأس، والثانية عن الطفل البريء الجريء أمام اليومية المعلقة.

اللوحة الأولى

و امتزجت نظرتها بابتسامة، و هي تضع قبالته كوب ليمون منعش، داعبها بقوله: "هذا الكوب نصفه فارغ... فردت على الفور: و لماذا لا نقول: نصفه مملوء... فأجاب بدوره: وما الفرق بين هذا و ذاك؟..

جلست إلى جانبه، لتواصل الحديث : المتفائل يعتبر الكوب نصف مملوء، أما المتشائم فيرى الكوب نصف فارغ ... يقاطعها : إذن، أنا متشائم، فتبتسم هذه المرة لتقول : بل أنت متشائل، أي تجمع ما بين المتشائم و المتفائل...

... و هكذا هي الحياة هذه الأيام، كل ما فيها يدعو إلى التشاؤل... فقد اختلط الحابل بالنابل، و من الصعب أن يتبين المرء الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ولو في عز الظهيرة ...

و مع ذلك، فليتغلب جانب التفاؤل قدر المستطاع، خاصة و نحن نتأهب لاستقبال سنة جديدة، نأمل أن تكون سعيدة..

اللوحة الثانية

.. و في المقابل، تواجهك لوحة أخرى، قد تكون مغايرة.

وقف الطفل رفيق المحبوب لحظات مركزا نظره على الرقم 31، ثم سرعان ما امتدت يده البيضاء الناعمة، لتنزع آخر ورقة من اليومية المعلقة على الجدار، تركت القلم جانبا ليستريح من عنائي. رحت أتأمل المنظر بصمت، وأتساءل في داخلي: هذا الغصن الطري البريء إبن السابعة ربيعا، ما الذي يدفعه قبيل الأوان، لقطف آخر ثمار سنة منقضية بخيرها العميم، وشرها الكثير؟.. هل ضاق ذرعا بأحزان وأهوال عام منسحب منكسر؟.. أم هو الشوق لفتح الأبواب وحتى النوافذ قبيل دقها، أمام الضيف المنتظر القادم من أعماق الغيب، وهو يخفي تحت ردائه أشياء و أشياء رائعة و مخيفة، مدهشة وغريبة، نحاول أن نقرأ الكف وفنجان القهوة، فنخفق، لقد كذب المنجمون ولو صدقوا.

هذا الابن العميق والعفوي، الذكي والساذج، له معيار معين لتقييم وزن وثمن الزمن. فكل عام يمضي بما فيه وما عليه، يقربه لربيع الحياة. فالجسم ينمو و يكبر، والعقل والقلب أيضا، همه الوحيد أن يصبح ذات يوم كبيرا مثل أبيه أو معلمه. هو يستعجل مرور الأيام والأعوام. لا يريد للزمن أن يتجمد و يتحجر، بل حتى وأن يتباطأ الخطو، ويسير كالسلحفاة. فالماضي لا يعنيه كثيرا، فهو لا يفهم أغواره البعيدة، والحاضر يعيشه ببراءة واندهاش، لكن المستقبل حلم وأمل، تطور وتقدم.

تفاؤل وأمنية

إذن، لنتفاءل خيرا، كهؤلاء الملائكة الصغار، ولنستبشر بقدوم العام الجديد، لنكتب على أول صفحة من يومية السنة المطلة، أمنيتنا الغالية: أن يعم الخير الديار، ويغمر الهناء، ويسعد الأحباب، ويغيب الظلم والحزن والخوف والقهر، لينتشر العدل والفرح والحب والسلام، في كل الأرجاء.. وكل عام وأنتم في عز وهناء..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى