الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥
بقلم موسى حوامده

إلى صاحبٍ في الجليل

الصديق نعيم عرايدي؛

هل ترى يا صديقي كيف أن الشعر كان الأصدق، رغم ما قيل أن أعذب الشعر أكذبه ‘ فقد تبدى لي اليومَ‘ وبعد حادث الإرهاب الذي وقع يوم الخميس في شفا عمرو ‘ ان السياسة شئ والشعر شئ آخر ، ولأكن صريحا معك وأقول أن المواطنة شئ ‘ والقصيدة لا تخون منبعها ومصدرها وقائلها حين تعبر عن ضمير الجليل ‘ فقد سعدت يا أخي بمعرفتك وسعدت بلغة الشعر الفلسطينية في ثنايا قصائدك ‘ وإن كنت قد عاتبتك بعض الشئ‘ لأن صوتك أبكاني وأنت تغني عن النصراويات اللواتي قطعن مرج بن عامر.

أرأيت يا صديقي كيف يقوم هذا العنصري الحاقد ‘ بقتل خمسة مواطنين فلسطينيين لمجرد أنهم عرب ‘ رغم الهدوء الذي يبديه فلسطينيو الداخل ‘ ألم تتذكر مجزرة كفر قاسم ؟ ومن قبلها دير ياسين وسخنين ويوم الأرض ثم بقية المذابح التي كان يقوم بها مجرد مختل عقليا او مجموعة من المختلين ؟؟ ألم تتذكر باروخ غولدمان الذي أردى المصلين في مسجد القزازين في الخليل ؟؟

يا صديقي الحبيب والمثقل بسؤال الهوية والغربة أعرف انك تعاني كما أفعل ‘وأعرف أنك تملك قلبا أبيض صافيا وحزينا‘ كنتَ كما الشعر الصافي وكما الصلاة في جبل حيدر او قرب (المغار) وفي مدينة الناصرة ، لكن الجليل لن يتبدل مهما تلاعبوا بلون الاضواء الحمراء والبيضاء لتمييز القرى العربية‘ ومهما صادروا من أراض وهجروا من بشر فقد ظل فيها ما يحرس عين السماء وعروبة الزيتون.
ظل فيها اجمل الأصدقاء وقيل لها أعذب الشعر وأصدقه وإن لم يدفن فيها ناجي العلي فقد بقي حيا هناك وبقيت الشجرة واقفة في بهجتها وخضرتها وعزها ، وظلت ام محمود درويش في (الجديدة) تصبغ يديها بالحناء انتظارا لعرس الجليل وعودة الغائب.

لا تحزن يا صديقي فلن تقهر العتمة وجه القمر ولن تخضع الذبيحة لسكين الجزار مهما رشح منها من دم لأن روح الضحية أقوى من غدر الجلاد وبنادق القتلة ‘

لا يا صديقي لم أصدق ما يقوله شارون أن القاتل إرهابي متعطش للدماء فقد سبقه شارون نفسه وقتل وسفك وذبح وحتى شمعون بيريس كان صاحب الفضل في مذبحة قانا وموفاز لم يعترف بحق الشعب الفلسطيني بالمرور حتى بين قراه وشوارعه ، ولم يكن رابين أفضل حين كسر عظام الفلسطينيين وزجهم في السجون.

يا صديقي؛ لسنا عنصريين‘ ولا نحب لون الدم ولا نقيم حائطا بيينا وبين الآخرين ‘من أجل دينهم او قوميتهم ولكنهم اعتدوا على حقنا في الحياة‘ جردونا من ترابنا وبلادنا وقتلوا ونهبوا وأقاموا فوق شراييننا (دولة) ، ومنعونا من مجرد ترديد اسم فلسطين ‘ولم يكتفوا بكل ما اصابنا ولحق بنا.

ابقَ يا صديقي حيث انت ‘ وافعل ما تشاء‘ وقل ما تريد فإن كان لزهرة السريسة من يدافع عن حقوقها فلسنا خرسا لكي لا نهتف في وجه القتلة أنها بلادنا وأرضنا وترابنا ونحن الباقون والعائدون.
ولنا يا صديقي في الحلم دليل وفي الحكمة حصة ومنارة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى