الاثنين ١٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم زياد يوسف صيدم

للأسرى منا سلام ووفاء

على مشارف عام جديد يطل علينا..تشرق شموس من وراء القضبان لتعلن بزوغ أمل جديد.. فترتفع سواعد طيبة، زرعت للوطن أنشودة العودة.. وروت بسنين عمرها شجرة الحرية.. ترفع شارات النصر من قلب ظلام السجن وظلم السجان.. لم تكسرها أحقادهم، ولن تثنيهم الأغلال على الصبر والاحتمال.. لأنهم الرجال في زمن التراجع والتقهقر العربي.. حملوا لواء الثورة والمقاومة والجهاد على أكتافهم وفى قبضاتهم، ومضوا يستلون الحرية من عين الشمس.. التي ستسطع يوما قريبا بإذن الله، فمن وهجها ستنصهر القيود لتتوجهم بأكاليل الغار والنصر.

إليكم يا ملح الأرض وخيرة الرجال سلاما.. من أشبال وشباب وشيوخ وأمهات وأخوات فلسطين سلام وتحية.. وأشواقا لا تسعها الأرض، فتفيض لتملأ الكون والمجرات حبا وتقديرا وعرفانا بتضحياتكم ..فانتم تمثلون رديفا للشهادة، فمنكم من أصيب بمعركة أو مواجهة فتم أسره.. ومنكم من وقع ضحية وشاية وغدر، ومنكم من داهمه الاحتلال على خوانة..ومنكم من ضحى كي ينعم أهله وشعبه وبيته بالسلامة .. فاثر أن يكون سجين الشرف والمروءة والوطن في سبيل حياة كريمة للآخرين، لأنكم كنتم وما تزالون شموع تضيء الطريق لأجيال الحاضر والمستقبل ..ولأنكم ترون النصر بعيون الآخرين، وهذا قمة العطاء والفداء والمكارم.

إلى الثوار والمجاهدين وراء القضبان.. يا من تتحملون بصبر وعناد وتحدى رهبة السجن وقسوة السجان، فترسمون للأجيال معنى الحرية ومعنى الصمود الحقيقي..يا من تضربون المُثل العليا في الوحدة الوطنية، فترسلوها لنا رسائل واضحة لا تقبل تأويل أو تحريف أو تضليل..فكنتم السباقون لصياغة ورقة الأسرى للمصالحة الوطنية الداخلية، لوضع حد لنزف الدماء والجهد الذي ينال من صمودنا، ويهز أركان وحدتنا خارج المعتقلات والسجون لنقع في سجن أكبر، وحصار يزيد من معاناتنا، وتشتت وانهيار للنسيج الاجتماعي الذي يطمس هويتنا ومعتقداتنا ومبادئنا، ويربكنا ويزيد الشك والحيرة في نفوسنا، فنفقد حريتنا وأخلاقنا ومروءتنا..

وبالتالي فقد نجح الاحتلال في أسرنا وان كنا خارج السجون..فكونوا لنا عونا.. فالصورة أصبحت مقلوبة لدينا، فانتم الأحرار وانتم الأكثر حرصا على الوحدة ومصلحة الأوطان..لا نقولها مجاملة ولكنها الحقيقة..فلتضيئوا لنا عتمة تفكيرنا المتقوقع، فانتم قناديل ليلنا، وانتم الرجال صادقي الوعد والعهد لفلسطين..وسنبقى الأوفياء لكم، لأنكم الأحق بالاحترام والتقدير والتمجيد، والأجدر بالتكريم والوفاء..يا من تتحملون الصعاب الجسام، وتنظرون اشراقة شمس الحرية القريب بإذن الله. فلكم القسم والعهد بان نكون الأقلام التي تضغط باتجاه جعل قضيتكم أولى القضايا التي تعمل عليها القيادة الفلسطينية وكل أحرار العالم ..فان كانت المفاوضات لم تنته على شيء ..فانتم لنا القدوة الحسنة في النضال والمقاومة وغرس مآثر البذل والتضحية والعطاء بلا حدود..وحينها ستكون أياديكم الطاهرة التي رفعت البنادق والبيارق عاليا لنا نبراسا ومشاعل حرية لأجيالنا القادمة، لتحرير الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس، وتحطيم قيود السجن وإنهاء ظلم السجان .

متمنين أن تكونوا بيننا في عام جديد مختلف.. فيزهر الأقحوان في ربوعنا عندما تطأه أقدامكم الطاهرة وتستنشق شذاه.. حينها فقط يفوح عبقا وانتشاء ..وتنطلق أهازيج الفرح في كل مكان.. ويعزف اليرغول معلنا حلقات الدبكة، وتزغرد النسوة ابتهاجا بتحريركم ..ويبدأ عصر جديد بإشراقه شمس الحرية الحقيقية.. لتصبح لحياتنا بهجة، ومعنى أكثر قيمة وإنسانية وعدالة.

* فاز بالمرتبة الأولى بمسابقة أفضل مقال موجه للأسرى بمناسبة العام الجديد الذي نظمته وكالة النهار الفلسطينية بتاريخ 8/1/2011 بحضور قيادات العمل الوطني والاسلامى وحشد من الكتاب والمثقفين في


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى