الخميس ١٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١

تقرير لجنة تحكيم مسابقة ديوان العرب الخامسة

الرواية العربية للشباب

أنهت لجنة تحكيم مسابقة ديوان العرب الأدبية الخامسة (مسابقة الرواية العربية للشباب) وتم الإعلان عن أسماء الكتاب الفائزين، يمكنكم قراءة تفاصيل المسابقة ونتائج التحكيم في الرابط التالي:

نتائج مسابقة الرواية العربية للشباب لعام ٢٠١٠

وفيما يلي تقرير لجنة التحكيم في النصوص الفائزة في ختام المرحلة الثالثة للتحكيم.

الأعمال الخمسة مُتقاربة المستوى من حيث الجودة الفنّيّة وأسلوب القصّ وتقنية السّرْد، وهمُّ الوطن والانشغالُ بإرهاصات الواقع حاضران في معظم هذه الأعمال.

 رواية (تكاد تُضيء) للكاتبة سامية مصطفى عياش هي مغامرةٌ إبداعيَّةٌ مُتميِّزة حقّاً شَكلاً وجوهراً ولُغَةً وتصويراً وتجسيداً لجُرح الوطن الغائر في القلب، وهي تعكسُ موهبةً شديدة الوهج والخصب، وفيها نُضْجٌ وامتلاكٌ كامل لأدوات الكتابة الروائية ووعْيٌ بدقائقها وتفاصيلها، بما يؤهّلها لتتصَدّر واجهة المشهد.

 رواية (أدمغتي المليون) للكاتبة إسراء عبد الهادي عيسى تقف أيضاً على نفس الأرضية والمكانة المُتميزة من حيث المُستوى الفَنّي الرّاقي وانغماسها في الجُرح الفلسطينيّ حتى النخاع، وإن كانت تتسمُ بتفرّد خاصّ عن بقيّة الأعمال من عدة وجوه: فهي تحملُ في طيّاتها مذاقاً ونكهةً ونبضاً للواقع الاجتماعي الفلسطيني شديد الحرارة والصدق، وتفيضُ بكارةً في الخَلْقِ والرّؤيا، وتجسّدُ وحدة الدّم الفلسطينيّ أينما كان في الضّفّة وغزّة والشّتات، وتمزجُ ـ في ضفيرةٍ واحدة ـ بين القَهر الاجتماعي الذي يعانيه الإنسان الفلسطيني وبالأخصّ المرأة وبين قهر الاحتلال الجاثم فوق نفوس كل الفلسطينيين بغير استثناء.

وعلى الصعيد الفنيّ تتميز الرواية بسلامة اللغة وجودتها واحترام قواعد الجنس الروائي والجدّة في تعدد ضمائر السرد، فضلاً عن تميّزها بقدرة كبيرة على تشويق القارئ والاستخدام الواعي وشديد الحساسية والمهارة لتداخل الأزمنة والتواريخ من خلال أسلوب (الفلاش باك).

 وفي المرتبة الثالثة تأتي رواية (سامبدروم) للكاتبة هالة عبد الرءوف أحمد وهي تُجسّدُ تجربةً إنسانية شديدة الغِنى والعُمق رغم البساطة الظاهرة على السطح، وترصد دقائق وتفاصيل غنية بالدلالة والمَعْنى، وتعتمد تقنية مُحكمة في البناء وإيقاعاً متواتراً في السَّرْد ولُغَةً صافيةً تُضفي على النَّصّ ألقاً وجمالاً.

 في المركز الرابع تأتي رواية (الجنة الثانية - رسائل جلعاد شاليط إلى أمه) وقد استطاعت أن تتفوق في خلق عالمٍ قابلٍ للتأويل وأن تُحقق تجديداً في أفق الكتابة على صعيدي الشكل والمضمون معاً.

 في المركز الخامس تأتي رواية (مَوْت) للكاتب أحمد كمال زكي وهي رواية تنهض على طرافة الموضوع وجِدّته من حيث تشخيص الموت والاعتماد على السّارد في تقديم الأحداث ونسج المواقف وتنويع الضمائر بين الغائب والمُتكلم وتستلهم التراث بما في ذلك توظيف الشعر والأسطورة. هناك ملاحظة سلبية تتعلق بدخول البطل إلى مسرح الحدث، فقد تأخر ظهوره بعد مرور صفحات عدّة ووقوع أحداث متعددة تتصل بالموت الذي تتمحور حوله الرواية. وكان من الممكن استخدام تقنية (الفلاش باك) أو التّذكّر لتحقيق حضور البطل في مُسْتهلّ الرواية.

وإن كانت الفوارق بين جميع هذه النصوص ضئيلة كما أسلفنا، وهي شهادة تُعلي من قدر الإبْداع الرّوائي لجيل الشّباب من الكتّاب العرب، وتُبَشّرُ بأفق رَحبٍ ومضيء لمستقبل هذا الإبداعْ.

عودة إلى نتائج مسابقة الرواية العربية للشباب لعام ٢٠١٠

الرواية العربية للشباب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى