الاثنين ٢٤ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم حسين أبو سعود

عند الرحيل تتساوى الألقاب

الأعمار /الأشكال/الأجناس/ عند الرحيل تتساوى
وتتهاوى صروح الأحلام
فلا اسم آخر للعدم سوى العدم
كل شئ الى انتهاء
وأكثر الأشياء تعاسة هي النهايات
فالأبدية للأبدية
الموت في كل الأمكنة واحد
لو كان الموت في جيبوتي أو في لندن
له نفس النكهة والرائحة
وهؤلاء الذين يحسّنون صورة العالم
يزرعون في الماء أشجار النخيل
يمارسون العبث بعبث صادق
ويعطون أسماء للنضال من اجل العيش
والعيش من اجل الموت
يملأون العالم بقصص الحب
المليئة بالحسرات والآهات والضياع
وكل من بحث لم يجد شيئا
الأشجار لا تنسى المجازر والعبرات المخنوقة
لحقت يوما احد الصالحين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في ظل شجرة منتشية بضوء الشمس، قال لي من وحي الهزال الذي صبغ محياه بان هؤلاء البشر يستحقون أن يظلوا في هكذا عالم وهكذا أجواء ،ويسلط عليهم هكذا حكام وان يكون للحكام هكذا رعية ،الرجال يستحقون زوجاتهم ومشاكلهن وسلاطتهن بجدارة،والنساء يستحقن الأزواج الكاذبين
البضائع المباعة لا تنتهي بالبيع، إنها تتوالد ،والمسيرة مستمرة حتى البركان الأكبر
والذين ذهبوا في الماضي أفضل حالا منا لأنهم لم يشهدوا الاختناق، ولم يشهدوا امتلاء الفضاء بذرات الزجاج
وهذه دفاتر مذكراتهم تشهد على أن الزجاج لا يمنع الرمال من التحرك وان البحر كائن كبير لا يمكن ردمه وعلوم الإنسان كلها تذهب للهباء
قال لي قبل أن يموت:
أحزان الماضين فردية لا تشبه أحزاننا الجماعية
والشر في زمانهم لم يكن يسكن المرايا
الشر في زماننا موجود في الشهيق وموجود في الزفير
نرضعه مع الحليب قسرا لأبنائنا الصغار وبناتنا الطاهرات
حتى تخرج العفة من الأبواب والشبابيك والثقوب
قال لي قبل أن يموت:
الأرواح لا تموت ولا ظلال للابتسامات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى