الأحد ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

لا تبتسم

غريب، كيف يتسنى لأناس أن يضحكوا ملء شذوقهم وهم يقفون على قبور مرصوصة؟ كيف يحمل القلم ليخط عالما سعيدا، ليخدعنا باسم الحب المفقود؟

وها هو عالمنا يرتدي قناعا باسما وهو يقبع داخل كمين الشقاء. يرفل في أذيال العبثية، يعزف أنغام الموت

والفناء كل لحظة، لكنه يصنع صروحا للحياة؛ ويجني وردا عليلا أسود. ينفطر فؤادي لذكر اسمه فأنا أعشق بعده ولا أبغي اقترابه. أريد أن أكون عذراء زماني حتى الموت، أن أنهي عبور الجسر الضيق، أن أوصل صراخي المدفون. أن أظل هكذا من غير مشاعر. ليتني أستطيع أن أقتلع الأحاسيس والغرائز. ليتني أتحرر من نفحة الطين العفن. ليتني أتطهر لأغدو ملاكا نقي الروح والمتحد، صافي البدن والضمير. أعترف أنني حتى الآن لا زلت طفلة وديعة، لكنني في أعماقي، كهلة شاخ الزمن بها. أثقل الهم كاهلها. وأتعب لحزن مبسمها. وحدها العزلة تفرد أحضانها كالعادة لتواسيني. وحدها غرفتي تحدثني عن أمور مضت وعن أخرى آتية، برياحها العاتية وأقراحها. حين أرى جفونه الضاحكة أود لو أعبس في وجهه وأن أكشر عن أنيابي المرعوبة من بسمته القذرة وأن أصرخ:

«لا تبتسم...»


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى