السبت ٨ آذار (مارس) ٢٠٠٣
بقلم سليمان نزال

كيفَ أكشفُ أسئلتي للبكاء المر؟

مهداة إلى الراحل الكبير الفنان التشكيلي محمود أمين-أبو عصام-الذي توفي مؤخراً في الدانمرك .

وأسيرفي هذه الدنيا كأنني جرح أسير
أصابعي قضبان سجني الكبير
سجاني أمتي و صمتها الطويل
ولا شيء غير الحزن
يمسح جبين المصير..
لا شيء غير الحزن
يبني لي جسرَ إبتسامات
من لوزٍ و ذكريات..
من أماني و زهور..
أسيرُ في الدنيا
أرى قطرات من الفجر الخجول
أراها بشريان غربتي تسيل
يطاردها ظلامٌ يطفىء شمعة الشريد
غربان سود لوقتٍ مرير
تطلق نبالها على صدر الرحيل..
كيف إذاً أكشفُ أسئلتي للبكاء
كيف أرثي قامة من عشق و جليل؟
وأنا خلف إحتراقي أسير..
أسير في هذه الدنيا كأني أسير
مزنرة يصرخات الأسى خصور أيامي..
و راء جرحي جراحاتٌ تجول..
مكبلُ بعلقم الصعقة فم إنتظاراتي
وكل ما في أضلاعي
يراكَ في المشهد الخالد
و ينزف في ألمٍ و ذهول..
أسير في غربتي كي أقول..
كان أبو عصام إجمل من فكرتنا في منفى
عن قمحٍ و ماء و قمر و خيول..
كان يمزجُ الدربَ بالخطوات
ويخلط حرقة البعد بالرجاء
لينبعثَ من اللون الصهيل
كنا نراه..ما زلنا نراه
عند منعطف القلب و الضياء
يرسمُ صورة أيامنا في الشتات-مبتسما-
يحملُ ريشة فارس بيد البهاء
يكوَن النشيد في ذروة التشكيل
كان محمود أمين أكبر من مدينة
لا ترى مدينتنا..
كان رساما..إنسانا..مناضلا كان
أجمل من كلَ قولٍ جميل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى