الاثنين ١٤ شباط (فبراير) ٢٠١١
خطاب يدعو
بقلم نازك ضمرة

كُتاب مصر وأدباءها للتفاهم والتوافق

الأستاذ الأديب محمد رضوان
الأستاذة الأديبة نجلاء محرم
السلام عليكم
عجوز عربي من أصل فلسطيني روائي وقاص وللأسف مقيم في أمريكا يكتب لكم نازفاً، بوح أشد مرارة من العلقم، لا أريد أن أطيل، لكنني اولاً أعتب على كل أدباء مصر وأولهم الزميل محمد رضوان الذي يعرفني ويعرف مكان إقامتي وعنواني، للأسف لم نسمع وكما فهمت من معظم الكتاب والأدباء العرب في الأردن والعراق وسوريا واليمن ولبنان أي صوت يستحق أن يقال أن في مصر أدباء وقت الشدة، ولو كان الوضع طبيعياً لخرسنا وفسرنا ذلك بانشغال الناس في أرزاقها، لكن ومرحلة من أخطر مراحل تاريخ حياة الشعب العربي المصري، قلب الأمة العربية النابض، وروح كل أمتنا معلقة بنجاحكم واستقرار مصر وتفوقها، الشعب يصارع ويموت ويجوع ويسهر وأدباؤنا صامتون، ولا أريد أن أقسو على الجميع، لكنني أعتقد ان الفراعنة المحنطين خدموا مصر في وقتنا وفي أزمتها الأخيرة أكثر من أدباء مصر، حيرتونا ياسادة؟ نحن نحترق على جمر ونحن في المنافي والاقتلاع، وأنتم وعلى أرضكم وفرصتكم بل هي فرصة الأحرار العرب على أيديكم أتيحت على أرض الكنانة، والرسول والإسلام خصص المسلمين بالكنانة وبدون مصر لا قيمة ولا أهمية ولا اعتبار لعرب العشائر والقبائل والطوائف، شعبكم هو الشعب الوحيد المتماثل والمتقارب والموحد وموقعكم في قلب الوطن العربي، ليس هذا حسب، بل ارتضى العرب من المحيط الى الخليج بتزعمكم لحركة التحرر العربي ليس في الشهر الأخير حسب، بل منذ بدء التململ العربي للتحرر من الاستعمار العثماني فالبريطاني فالفرنس فالملكي فالفردي.

والآن نرى أن الخطر يحيق بمصر بعد كل هذه التضحيات التي بذلها الناس العاديون البسطاء والمثقفون والشباب والشابات والمراهقون والمراهقات والمجاهدون والمجاهدات في سبيل الأرض والإنسان المصري حالمين بمستقبل مشرق، وانتصاركم ما زلنا ثملين على وقعه، ولا نصدق أنفسنا ولا ايامنا وأخبار الفضائيات من حولنا ومن المعارف والأصدقاء، ولا حتى من فضائيات الأعداء، وهل تعلمون أن الأمريكان صاروا يعدونكم أشرف امة وأذكاها، وأقدر شعب على فهم ما يلزمه، لقد سما صيتكم للسماء في أمريكا، وصار كل أمريكي وكل أمريكية يصبو وتصبو لزيارة مصر، ولقراءة التاريخ المصري، ولسماع أخباركم وتحركاتكم وصمودكم ليل نهار، والمحطات الفضائية لا شغل لها ولا أخبار تتقدم على أخباركم، فماذا تريدون من العالم يا سادة؟؟؟ ستكون مصر قد حققت قفزة نوعية إن تواصلت استحقاقات التضحيات التي بذلت، فستصبح مضرب مثل في التاريخ أكبر وأعظم بل وأهم من الثورة الفرنسية التي غيرت أوربا، فثورة مصر ونجاح مصر في التحرر والكرامة والديمقراطية،ستغير قارتي أفريقيا وآسيا وليس كالثورة الفرنسية التي طورت أوربا فقط، تحيا مصر وأدباء مصر وأحرارها، ونرجوكم بل ونتوسل إليكم أن تنجحوا وتتخلصوا من مخلفات الظلم والعبودية والتجمد، أرجوكم أن لا تصطدموا ببعضكم، المثقف ملك للأمة وليس ملك نفسه فقط، لا تفرقة بين شمالي ولا جنوبي، لا فرقة بين مسلم وقبطي، كلكم مصريون،لا يتعصبن أحد لدين أو مبدأ في هذه المرحلة، عليكم بالانفتاح والانشراح والبناء على ما تم.

أرجوكم أن لا تهدمونا ولا تحطمونا نحن المبعدين والمشردين والصامدين والصابري، تخلوا عن الأحزاب يا سادة، انبذوا العصبية والتعالي والأنانية، عيشوا لمصر، عيشوا من أجل العيون الشاخصة نحوكم، اتحدوا وتضامنوا من اجل الآذان التي لا تنام لتسمع اخباركم وانتصاراتكم، الويل لمن ظلمنا وظلم اهله ووطنه وساير المتخلفين والرجعيين والأنانيين ودعاة الفرقة والتحكم في الرأي ، إن لم ترغبوا في مساعدة مصر، نرجوكم ونتوسل إليكم أن تساعدوا العرب، ساعدوا فلسطين التي أضعتم أجزاء كبيرة منها كانت تحت حمايتكم ومؤتمنين عليها، الأمة العربية كلها تحت عباءتكم، فارحموها وعيشوا أحراراً من أجل أمتكم العربية عاشت مصر ، عاشت مصر، عاش شعب مصر، عاش الأحرار في مصر وفي كل مكان في الوطن العربي وسيكون الله في عوننا جميعاً إن توافقتم ووقفتم مع أحرار بلدكم ومع تقدمها وسيرها للأمام والسلام عليكم

المخلص: العجوز أبوخالد نازك خالد ضمرة/ قاص وروائي ومترجم أحياناً مقيم في أمريكا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى