الخميس ١٠ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم توفيق الرصافي

حكـاية امـرأة مـجهــولـة

تَوقف في وسط الشارع
وفي عينيه أغنية حزينة..
أشهَر سيفه في وجهي
في وجه الليل الدامع
تفَـاديتُه.. أوقـفـنـي
ابتعـدتُ عنه.. تبعني
هَربتُ إلى الطريق أنـاجيه
تَعَـلـق بسوالـفي
غَـازلـني..
غَـازل العصفور الضائع
هَربتُ منه.. من عينيه
فأمسك بعطري
وسَحبـني إليه..
أشعاره ورود نَدِية
أشْعاره دماء سخينة
تَحـرقني..
تحرق جفوني الخجولة
هَـربتُ منه..
هربت من صدره الواسع
هربت من يديه
فوجدتُ نفسي في شفتيه
في شفتيه دفينة..
* * *
الطريق طفل خاشع
يرتل أغانيه..
يتمسحُ بي
يتمسح بحرقتي الضائعة
يحاور ليالي الحزينة
و يوقفني مثل عصفور
بين يديه..
جمعتُ شتاتي من عينيه
عــاتبني
أحْرقتُ خدي المتورد
ودَفَنتُ شـعري المنتحر
على كتفيه..
عـاتبني
وانطلقتْ دقات قلبه تطاردني
تداعب أنفاسي
أنفاسي الهاربة مني إليه
أنفاسي الهاربة من صدري
إلى شفتيه..
* * *
ركبتُ ظهر القمر الساهر
وعانقتُ في عينيه
أمانِي..
أحلامي الوردية
كسرتُ قيود الليل العاهر
وغرقتُ في عينيه
احتواني..
مثل زهرة برية
رقصتُ..غنيتُ الحب الثائر
رقصتُ حواليه
لثواني..
فأزهرَت المقابر الفرعونية
هربتُ منه
هربت من صدره الواسع
فوجدت نفسي في شفتيه دفينة..
* * *
تَوقف في وسط الشارع
وأنا جمرة بجانبه..
أخذ يدي الميتة في يديه..
عانق في عيني الفجر الزاهر
وصرخ ملء فيه:
" يا آلهة الأرض الحيارى
ويا عشتار انزلي من عرشك
واسكني جزيرة منفية
إني وجدتُ إلاهي
وجدتُ في عينيها كل الآلهة"
قَـبَّـل التراب تحت قدمي
وراقصَ أنفاسي
أنفاسي الهاربة مني إليه
أنفاسي الهاربة من صدري
إلى شفتيه..
وبدون أن أدري
ودونما تفكير وجدت شعري
يرقص على كتفيه..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى