الأربعاء ٢٣ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم علي مسعاد

كيف تصبح مسرحيا في 9 أيام؟ا

" الحفاوة" التي أستقبل بها، الممثل المغربي عبد الرحيم المنياري، من طرف جمهور الأيام المسرحية الأولى، التي تنظمها بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، إدارة المركب الثقافي حسن الصقلي بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس، في الفترة ما بين 18 و 27 مارس الجاري، إن دلت على شيء فإنما تدل عن تعطش الجمهور المغربي لمسرح مغربي 100 في المائة و تعلقا ب" أبناء البلد" من الفنانين المغاربة.

" حفاوة " تقاسمتها معه الممثلتين " سعاد صابر و فاطمة وشاي، اللتين قدمتا يومه الأحد الماضي، إلى جانب فاطمة نوالي و عبد الكبير باجي، مسرحية " حاني راسو" وهي من تأليف: الدكتور أحمد أمل و إخراج: إدريس السبتي.

فقد كان " استقبالا " بحجم هذه الأسماء الفنية، التي أصبحت تطالعه عبر شاشة التلفزيون والسينما، وها هي اليوم " بشحمها ولحمها " أمامه، مما يضع، على عاتق المسؤولين المغاربة، خاصة في القطاع الفني، بضرورة الاهتمام و إيلاء الكثير من العناية للقطاع الفني.
وذلك حتى يكون لنا جيل مسرحي، قادر على التمييز بين الجيد والرديء من الأعمال المسرحية، له ذائقة فنية ويحترم " قدسية الخشبة " وملتزما بطقوس "الفرجة ".
 
لأن ما نراه اليوم، من مشاهد أمام المركب الثقافي حسن الصقلي، يطرح أكثر من سؤال:
عن سبب خلط الجمهور بين " المسرح " و " المركب الرياضي "، بحيث أن جمهور الأطفال و الشباب، يحملون معهم، ثقافة " هجينة" تخل بقواعد " الفرجة " المسرحية، فبين " الصراخ "، " الصفير " والتصفيق بمناسبة وبدونها، يخلق " شوشرة " للجمهور المتتبع للعرض المسرحي وفق قواعده المتعارف عليها.

وما يزيد الطين بلة، الأسرة التي تصطحب معها الأطفال الصغار، مما يخلق " الفوضى " داخل قاعة العرض ويخل بالفرجة كما يجب.

صحيح، أن مدير المركب يردد لازمته للآباء والأمهات، بترك الأبناء بالمنازل، لأن الإدارة قد خصصت لهم، عروضا خاصة بهم، إلا أنه لا " حياة لمن تنادي ".

دون الحديث عن الحوارات الجانبية أثناء العرض المسرحي ورنات الهاتف والضحك المجاني، مما يتطلب تدخل الجهة المنظمة، أكثر من مرة.

مما يطرح أكثر من سؤال:

لماذا تغيب الوجوه الفنية والثقافية و الإعلامية والجمعوية، عن الملتقيات و المهرجانات المسرحية؟ا

لأنه، بحضور هؤلاء وأمثالهم وإلتزامهم " الصمت " أثناء العرض المسرحي، سيكونون عبرة، لجمهور الأطفال والشباب، الذين يملئون القاعة ب" صفيرهم " و صراخهم " و من شأنه أن يعطينا جمهورا مسرحيا، ملزما بشروط وقواعد " الفرجة".

لأن 9 أيام، لا تكفي، لتربية جيل مسرحي، قادر على التمييز بين قواعد الفرجة الرياضية والفرجة المسرحية.

9 أيام لا تكفي، لتكوين جيل مسرحي، له دراية بتاريخ المسرح المغربي ويعرف عنه الكثير من المحطات و الأسماء التي " ناضلت " من أجله ومن أجل ترسيخ قواعده.

9 أيام، لا تكفي في غياب أوراش مسرحية، ندوات في وعن المسرح، حركية مسرحية محلية، لقاءات مفتوحة مع أبرز الوجوه الفنية، مسرح مدرسي، جمعيات و أندية مسرحية بدور الشباب، وهنا أتساءل بالمناسبة: أين هي النقابات والاتحادات الفنية؟ا أين هي الجمعيات التي استفادت من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ا لما " هرولت " جميعها إلى " الفصالة " و " الخياطة" ونسيت تربية الذوق الفني والجمالي لدى أطفال وشباب الحي؟ا أين هنا دور محترف جمعية " الواحة"، هل دوره مقتصرعلى تنظيم المهرجان الشعبي المغاربي كل سنة، دون تربية وتكوين جيل مسرحي؟ا أين هي النخبة المحلية؟ا

لأن ما يحدث خلال الأيام المسرحية الأولى، بالمركب الثقافي حسن الصقلي، هو إفراز لكثير من الغيابات التي كان من شأنها، أن تعطينا جمهورا " رياضيا " داخل المسرح.
وهذا إن دل على شيء فإما يدل على أن هناك خلل ما، يجب محاصرته إن لم نقل الحد منه، لنحقق المطلوب من تنظيم أيام مسرحية، تطلبت الكثير من الأموال، من أجل تنظيمها بهذه المناسبة العالمية.

فهل خلال 5 أيام، المتبقية من عمر الأيام المسرحية الأولى، سنستطيع متابعة ما تبقى من العروض المسرحية في جو مسرحي 100 في 100 أم لا؟ا ذلك ما سنكشفه اليوم، خلال العرض المسرحي " وجه المحاين " الذي سيقدمه المركز الثقافي الروسي للعلم والثقافة بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المركب الثقافي حسن الصقلي،كما العروض المبرمجة، خلال الأيام القادمة ك" مسرحية " لعبة الحب " لجمعية مسرح اليوم والغد و مسرحية " للا مولاتي " لفرقة أكاديما و مسرحية " جنون البقر " لفرقة مسرح الشعب – تواصل و مسرحية اليوم الختامي الخاصة بالأطفال " الجدة فلة " لمسرح تروب دور. 


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى