الأربعاء ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم طلال حماد

نصوص حرة «إلى جوليانو وفيتوريو....»

جوليانو............
اسمي جوليانــــــــو ( مير خميس)
وأنتم...
ما أسماؤكم؟
ولماذا دمي لم يجفّ على أيديكم؟
هل ما زلتم قتلة؟
ألم يطردكم الرب بعد من الخدمة؟
ألم يُحلكم على التقاعد؟
ألم يلقَ القبض عليكم بعد..
أم هل أنتم حلفاء مع النظام؟
النظام احتلال..
والاحتلال نظام.. من القتلة
أنا.. وفيتوريو!!
فيتوريو يا حبيب أمّك
ماذا تريدني أن أقول لها
إذا ما التقيتها يوماً
غير أنني حزين
وأنني خجِلٌ
وأنني لم يكن لي
حظّ أن ألتقي فيتوريو
لأقبّله
وأنّني لم يكن بمقدوري
أن أحميه؟
سأنحني أمامها احتراماً
وسأقبّل يديها
وسأترك لها
أن تغفر لي
أو..
أن.. لا تغفر لأحد
في سوريا الشام..
في سوريا لا يقتلون أحداً
في سوريا لا يضربونه..
أو يعتقلونه
وهو يموت.
في سوريا الشامِ يعِدون الشعب،
كلّ الشعب،
بالحياة الحرة الكريمة
وبالسعادة.
في سوريا لا يكذبون
حتى في نشرة أخبار الطقس
ولكنهم منشغلون
في الحديث المستمرّ عن التحرير
خارج الجولان..
والاسكندرون
ومغتبطون
باحتضان المقاومة
حتى الاختناق
من شدّة التوحّد..
والعناق
ومنهمكون
كخلايا النّحلِ..
في تحويل هطول الثلج
عن رأس جبل الشيخ
كي لا تجري المياه في الأردن المصادر
فتجفّ مستوطنات الغزاة.
في سوريا أمل
في سوريا....
رجاء
فلا ترجموها باتهاماتٍ باطلة
عن القمع
والبطالة
وحبس الهواء.. عن الهواء
ولا تحرضوا أحداً فيها
على العصيان
خوف أن يستعيدها الشعب
ويعلن الحرية
والحرية.. حياة
الحرية.....
إلى جوليانو.. وفيتوريو.. وكواكب الشهداء هنا وهناك
هل يعرف القتلة
بأنّ الحرية كالبذرة في الأرض..
حتى الجدباء؟
قطرة ماء
قطرة عرق
نقطة دم
كافية
لكي تمتدّ لها
جذور تحت الأرض
وتنبت لها
جذوع فوق الأرض؟
سأحيــــى!!
آه يا وجع القلبِ.. متى تكفّ؟
كفّ
فلم يزل لي
من العمرِ.. بقيّة
كي أعيشَ
وكي أحِبَّ
وكي أصرخ في وجه الطغاةِ: موتوا
لأحيى
وتحيى
معي الحياة !!!
 
وأطحتُ بي..
كما أطيحَ يوماً قريباً بالطاغية
لكن..
...لأحلّ محلي..
بحلّة جديدة
وأكرّ..
دون أن أفرّ
فالنهاية
مثل البداية
لي..
منّي إليّ
فليحتجّ غيري
على غيري
فوحدي.. أنا
أحتجّ.. عليّ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى