الثلاثاء ١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٣
"باب الشمس"

مأساة فلسطينية عمرها 42 عاماً

بعد فيلم "باب الشمس" الذي انتهى يسري نصر الله من تصوير جزءه الأول ويقوم حالياً بعمليات المونتاج والمكساج في باريس من الإنتاجات الضخمة في تاريخ السينما العربية ليس لأنه يرصد أوضاع وتطورات القضية الفلسطينية منذ عام 1943 وحتى منتصف التسعينيات، أو لأنه يتناول الحرب الأهلية اللبنانية وانعكاساتها على القضية الفلسطينية. بل لأنه يعيد الى الأذهان التعاون العربي المشترك في المجال السينمائي فالفنيون في الفيلم مصريون بدءاً من المخرج يسري نصرالله مروراً بمدير التصوير سمير بهزان وعادل المغربي مهندس الديكور وناهد نصرالله "الملابس"، إيهاب أيوب "الانتاج" أما أبطال ونجوم العمل فهم من فناني سوريا ولبنان والأردن وتونس.

سيناريو "باب الشمس" مأخوذ عن نص أدبي للأديب اللبناني الياس خوري وتمت كتابة السيناريو مشاركة بين نصرالله والياس خوري ومحمد سويد والذي يقع تحت اسم مستشفى الجليل.

وتبدأ أحداث الجزء الأول في شتاء 1994 مع توقيع اتفاقية أوسلو وينتهي في صيف العام نفسه ومن خلال الفلاش باك نرى بطلنا يونس – الذي يجسد شخصيته الفنان السوري الموهوب باسم خياط - ينضم الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مضحياً بحبيبة عمره وزوجته التي ربطته بها قصة حب متفردة منذ الصغر ويتركها تعيش في المخيمات مع أهل الزوج ولا يجمعهما معاً سوى زيارات خاطفة يتسلل فيها يونس الى مغارة "باب الشمس" لملاقاة زوجته والتي تصبح هذه اللحظات بالنسبة لها هي التي تمنحها القدرة على مواصلة الحياة وإنجاب الكثير من الأولاد.

وهذا ما يدهش قوات الاحتلال الإسرائيلي التي ترصد الزوجة دوماً ويظل التساؤل المطروح حول حمل الزوجة المتكرر على الرغم من غياب الزوج؟ ويتهمونها في شرفها ولا تدافع الزوجة عن نفسها بل تأخذ من هذا الاتهام خط دفاع عن زوجها المطارد وتعيش موصومة وتصمد أمام كل الضغوط التي تمارس عليها.

يعلق يسري نصرالله على سيناريو الفيلم قائلاً إن أغلب النصوص السينمائية التي تعاملت مع القضية الفلسطينية غلبت عليها لغة الخطابة باستثناء تجارب بعض مخرجي السينما الفلسطينية أمثال رشيد مشهراوي، ميشيل خليفي، وهما من الذين قدموا أكثر حالات إنسانية تعاني من وطأة الاحتلال وهذا في ظني من أجمل ما يكون أن تتحدث عن قضايا كبيرة من خلال البشر والمعاني الإنسانية.

كما يوضح نصرالله أن هناك اختلافات بين النص الروائي والسيناريو بحكم اختلاف الوسيط وهذا ما اتفق عليه في بداية العمل والحديث مع صاحب النص الأدبي إلياس خوري منذ بداية العمل بل لقد اقترح إلياس بنفسه بعض التعديلات مثل حذفنا شخصية خليل الراوي على الرغم من أنها مؤثرة في الرواية واحتفينا في السيناريو بشصخية الجدة والداية أم حسين.

الممثلون العرب المشاركون في الفيلم

"البطلة نهيلة – البطل يونس – خليل – هيام عباس – الشيخ إبراهيم – أم حسين الداية – شمس – ريم تركي وهي إسبانية تعيش في فرنسا من أصل تونسي – الأردني عروة الينريية – السوري باسل خياط – أم يونس فلسطينية تعيش في فرنسا مخرجة وممثلة – أبو يونس محتسب عارف – نادرة عمران فلسطينية – حلا عمران سوريا

أما المنتج الفني للفيلم إيهاب أيوب فيشير الى حجم الإنتاج الضخم للفيلم والذي قد تتخطى ميزانيته الـ 15 مليون جنيه مصري لذلك يشارك في إنتاجه عدة جهات وهي القناة السابعة الفرنسية، أوديو بكتشرز فرنسا، القناة الفضائية المغربية، المخرج السوري هيثم حقي، المؤسسة العامة للسينما السورية.

يؤكد أيوب أن هذا الإنتاج الضخم سيظهر بوضوح على شكل الصورة السينمائية فأماكن الأحداث حقيقية في سوريا ولبنان بالمغارة، ومخيمات صبرا وشاتيلا وقلعة الحصن في سوريا وغيرها من الأماكن ليس ذلك فقط بل لقد قمنا ببناء قرية كاملة هي قرية عين الزيتون إحدى قرى الجليل وأؤكد على أننا شيدنا قرية كاملة بعيداً عن الاكتفاء بالديكورات من أجل تصوير الأحداث التي تدور في فلسطين.

بالإضافة الى استخدامنا خبراء أجانب في كل مشاهد التفجيرات وساعدتنا قوات الجيش السوري واللبناني لتظهر المشاهد حقيقية تماماً وهناك مشاهد تم فيها الاستعانة بأكثر من 500 من الكومبارس ونفس الحال بالنسبة للماكياج حيث عمل في الفيلم أكثر من ماكيير أجنبي من أجل الدقة خاصة أن أغلب الممثلين يظهرون في مراحل عمرية متباعدة.

الفيلم كان مقدراً له أن يتم تصوير جزءيه في 20 أسبوعاً أنهينا منها فعلياً 10 أسابيع ونصف الأسبوع وحالياً نحن في انتظار فصل الصيف لأن باقي الأحداث تدور صيفاً.
نعود الى يسري نصرالله والذي يشير الى أن أحداث الجزء الأول تنتهي في عام 1959 مع الوحدة المصرية - السورية والآمال التي كانت معلقة عليها، أما الجزء الثاني فيقع تحت عنوان موت نهيلة ويبدأ مع انهيار حلم الوحدة العربية والحرب الأهلية في لبنان وأحداث صبرا وشاتيلا وطرد الفلسطينيين عام 1982.

وسيظهر جلياً صدق الأحداث حيث هناك شخصيات حقيقية وهذا ما يميز رواية إلياس خوري الذي استلهم في روايته ذاكرة المخيم والتي تعكس الواقع الحياتي القاسي للفلسطينيين وهذا ما ينعكس جلياً على شخصيات الفيلم التي تعيش وسط هذه البشاعة ويؤكد نصرالله على أن بطله شخصية حقيقية.

على الرغم من أن "باب الشمس" سيكون من أهم الإنتاج العربي عن القضية الفلسطينية وستفتح له دور العرض في فرنسا وسوريا والأردن ولبنان ومعظم الدول العربية إلا أنه بكل تأكيد سيجد مأزقاً في السوق المصري خاصة أنه لا ينتمي الى التيار السائد ونجومه ليسوا نجوم كوميديا وإيفيهات؟!

علا الشافعي
عن الاهرام العربي


مشاركة منتدى

  • انا لا أريد أن أعلق على المقال لاكن اريد ان اقول اني شاهدت هذة الفلم الرائع واعجبني كثيرا الوسيم باسل خياط و أعجبني تمثيله كثيرا و كان جذابا جدا اتمنى له التوفيق شكرا

  • just i want to say good luck basel khayat you are so great &you are so beutiful man & i love you your movi was so great

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى